تصدرت نتائج الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، التي شهدتها تركيا أمس الأحد، عناوين الصحف الأوروبية الصادرة اليوم. كما اهتمت الصحف الأوروبية بالحرب الجارية جنوب السودان، وسقوط الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء، ونهاية كأس العالم في الكرة المستطيلة. فبخصوص الانتخابات التركية، كتبت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) الألمانية، في تعليق لها، أن "حزب رجب طيب أوردوغان العدالة والتنمية، الإسلامي المحافظ، عزز ليس فقط موقعه داخل المشهد السياسي التركي، ولكنه استعاد أيضا الأغلبية المطلقة التي فقدها في الانتخابات السابقة، وهو ما سيمكن الحزب من مواصلة مساره دون حاجة إلى شريك أصغر غير مرغوب فيه". ومن جانبها، عبرت صحيفة (تغسشبيغل) عن شكوكها "في حصول تغيير في الوضع المضطرب الذي تعيشه تركيا منذ مدة، بعد نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت أمس"، مشيرة إلى أن "الانتخابات التشريعية الثانية في تركيا هذه السنة قد لا تجلب الاستقرار المتوخى للبلاد، الذي سيكون ضروريا في ضوء الاضطرابات الناجمة عن الحرب الدائرة رحاها في سورية المجاورة". وعبرت صحيفة (نوربيرغر تسايتونغ)، من جهتها، عن اعتقادها بأنه "بدون تفاوض مع تركيا لن يكون هناك حل لأزمة اللاجئين"، مشيرة إلى أن "أردوغان الذي فتح حدود بلاده ليس فقط للاجئي الحرب من سورية، ولكن لجميع اللاجئين الآخرين القادمين من أفغانستان وباكستان وبنغلاديش، استعاد وضعه القوي الآن بعد تحقيق نتائج هامة في الانتخابات التشريعية، وله القدرة على إغلاق هذه الحدود مرة أخرى إذا أراد". وانتقدت بعض الصحف المعارضة التركية، التي لم تتمكن من تحقيق أي من النتائج التي راهنت عليها، إذ تساءلت صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ ) حول ما إذا كانت المعارضة ستتمكن من الظهور خلف قوة أردوغان السياسية. وفي هولندا، أكدت صحيفة (فولكسرانت) أن حزب أردوغان، أحرز على الأغلبية المطلقة، بحصوله على خمسين في المائة من الأصوات المعبر عنها بعد فرز 99 في المائة من بطائق التصويت، مبرزة أجواء الفرحة والابتهاج التي شهدتها شوارع اسطنبول عقب إعلان النتائج الجزئية. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (إن . ار .سي) أن أردوغان استفاد بشكل خاص من هذه الانتخابات رغم انه لم يشارك فيها . وأضافت الصحيفة أن الرئيس التركي يحتاج إلى 333 مقعدا حتى يتمكن من تعديل الدستور، مبرزة أنه إذا ما حصل هذا السيناريو، ستكون لاردوغان نفس اختصاصات الرئيس الأمريكي، علما أنه لا يتوفر حاليا على السلطة التنفيذية. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (لاتريبون دو جنيف) أن عودة أردوغان بقوة لن تساعد في إيجاد حلول للنزاع السوري وأزمة الهجرة، معتبرة أنه يتعين التفاوض مع الرجل القوي لأنقرة بشأن عودة السلم إلى المنطقة. وتساءلت صحيفة (لوطون) حول الكيفية التي استطاع بها أردوغان ربح رهانه، مضيفة أن الرئيس التركي لم يتردد في الانخراط في الحرب وإدارة ظهره لمسلسل السلام مع الأكراد. وفي المنحى ذاته، أوردت صحيفة (لا راثون) الاسبانية، تحت عنوان "فوز مر لأردوغان"، أنه رغم حصوله على الأغلبية المطلقة، فإن حزب العدالة والتنمية فشل في انتزاع ثلثي مقاعد الجمعية الوطنية التركية، التي كانت ستمكنه من إصلاح دستور البلاد. وفي نفس السياق، قالت صحيفة (أ بي سي) أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استعاد الأغلبية المطلقة التي كان حزبه قد فقدها بعد انتخابات يونيو الأخيرة، إثر إعلان الحكومة التركية عن تنظيم انتخابات مبكرة. وبدورها، ذكرت صحيفة (إلباييس) أن حزب العدالة والتنمية التركي، وبدعم من الرئيس التركي، عزز أغلبيته المطلقة داخل البرلمان، مشيرة إلى أن الأكراد سيكونون ممثلين داخل الجمعية الوطنية في الولاية التشريعية المقبلة. أما صحيفة (إلموندو) فكتبت أن العشرات من الشبان الأكراد تظاهروا في بلدة ديار بكر احتجاجا على نتائج هذه الانتخابات، وضد الصراع بين الحكومة في أنقرة وبين الميليشيات الكردية. وفي فرنسا، اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بقرارات المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، متسائلة عما إذا كانت في آخر المطاف من اليسار. وأضافت الصحيفة أن آخر قرار لها يتمثل في الرفع من قيمة معاشات التقاعد، والتخفيض من سن الإحالة على التقاعد، قائلة "هذا هو الدرس الذي يجب أن يسمع من قبل اليمين الفرنسي". ومن جهتها، تطرقت صحيفة (لوموند) إلى الحرب الجارية جنوب السودان، معتبرة أن استقلال هذه الدولة الفتية سنة 2011 " تحول إلى كابوس". وقالت الصحيفة إنه ليس هناك وصفة سحرية لإنقاذ جنوب السودان ضدا على إرادة قادتها من المتمردين أو غيرهم، داعية مع ذلك إلى عدم الإبقاء على معاناة ساكنة المنطقة التي تعد الأكثر فقرا في العالم. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لاكروا) أن فرانسوا هولاند يوجد في بكين في محاولة للحصول على التزام إضافي من الصين من أجل إنجاح المؤتمر الدولي للمناخ بباريس. وأكدت الصحيفة أن موقف الصين سيكون حاسما، ذلك أن هذا البلد يمثل لوحده ربع انبعاثات الغازات الدفيئة بكوكب الأرض. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف أيضا بالانتخابات التشريعية التركية السابقة لأوانها. وتحت عنوان " أردوغان كسب الرهان"، اعتبرت جريدة (لوسوار) أن حزب العدالة والتنمية "خلق الحدث باسترجاعه لأغلبيته المطلقة". وقالت الجريدة أن لا أحد كان يتوقع الاجتياح الذي حققه حزب العدالة والتنمية أمس الأحد حتى مراكز استطلاع الرأي الأكثر تفاؤلا. وفي نفس الاتجاه، وصفت جريدة (لا ليبر بلجيك)، في مقال تحت عنوان "حزب العدالة والتنمية يحكم بمفرده"، النتائج التي حققها الحزب بالمفاجأة التي لم تتوقعها أغلب مراكز استطلاع الرأي، بما فيها المقربة من الحزب الحاكم، مضيفة أن حزب العدالة والتنمية فاز بأغلبية مريحة، ولن يكون في حاجة للبحث عن تحالفات لتشكيل الحكومة. هذه النتائج، تضيف الجريدة، تؤكد على أن غالبية الناخبين أرادوا "تجنب مخاطر عدم استقرار التحالف الحكومي". أما جريدة (لاديرنيير أور) فقد اعتبرت في مقال تحت عنوان "حزب أردوغان يسترجع أغلبيته" أن حزب العدالة والتنمية حقق فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية. وبالنسبة للجريدة، فإن هذه النتائج هي رد للاعتبار بالنسبة لأردوغان والذي كان حزبه قد فقد الأغلبية المطلقة التي حافظ عليها لما يقرب عن ثلاث عشرة سنة. وفي إيطاليا، ركزت غالبية الصحف في صفحاتها الأولى أيضا على الفوز الكاسح الذي حققه حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها. فتحت عنوان "تركيا، انتصار أردوغان"، أكدت جريدة (إل ميساجيرو) أن حزب العدالة والتنمية التركي كان هو الفائز الأكبر في هذه الانتخابات من خلال حصوله على الأغلبية المطلقة بفوزه ب 315 مقعدا من بين 550 متنافسا. وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال هذه الانتخابات التي تميزت بمشاركة مكثفة (أزيد من 87 في المائة) تراجع حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، والذي كان قد حقق اختراقا حقيقيا في يونيو، غير أن النتيجة التي حصل عليها تضمن له تمثيلية بالبرلمان. أما يومية (لا ريبوبليكا) فكتبت تحت عنوان "ليل طويل في كردستان" أن هذه الانتخابات تؤكد "انتصار" أردوغان و"هزيمة الأكراد والعلمانيين". وخلصت (كوريير ديلا سيرا) أن حزب العدالة والتنمية حقق فوزا كبيرا واسترجع بذلك غالبيته المطلقة التي فقدها في انتخابات يونيو الماضي مما سيمكنه من تشكيل حكومة بمفرده. وذكرت اليومية بأن حزب العدالة والتنمية كان في حاجة إلى خمسة عشر مقعدا من أجل تعديل الدستور، مشيرة إلى الأحداث التي شهدها إقليم كردستان على إثر هذه النتائج. ومن جانبها، اهتمت الصحف البريطانية، بالإضافة إلى الانتخابات التشريعية في تركيا، بسقوط الطائرة الروسية في مصر، وبنهاية كأس العالم في الكرة المستطيلة التي احتضنتها بريطانيا، والتي انتهت بفوز منتخب زيلاندا الجديدة على أستراليا. وتوقفت يومية (الغارديين) عند كارثة سقوط الطائرة الروسية أمس السبت فوق صحراء سيناء، مما خلف مقتل 244 شخصا. وأكدت الصحيفة أن سبب سقوط الطائرة لم يتم الكشف عنه بعد، مشيرة إلى أن المسؤولين الروس يستبعدون أن يكون للحادث علاقة بالإرهاب، ويرجحون مسؤولية الشركة ووجود خلل في الصيانة. أما صحيفة (فاينانشل تايمز) فقد ركزت على فوز حزب الرئيس التركي طيب رجب أردوغان في الانتخابات التشريعية. وأوضحت الصحيفة أن حزب العدالة والتنمية بحصوله على 3ر49 في المائة من الأصوات، تصدر هذه الانتخابات السابقة لأوانها وهو ما سيمكنه من استعادة أغلبيته البرلمانية والتي كان قد فقدها في يونيو الماضي. وسلطت (الديلي تيليغراف) الضوء على كأس العالم للكرة المستطيلة والتي انتهت بفوز المنتخب النيوزيلاندي على نظيره الأسترالي بحصة 34 17.