بعد كشفه، قبل سنوات، آلاف الوثائق والمراسلات لوزارة الخارجية الأمريكية، أقدم موقع "ويكيليكس" على نشر رسائل من البريد الإلكتروني لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA"، جون برينان، تهم العمل الاستخباراتي لأكبر جهاز لجمع المعلومات في العالم. قام بعملية القرصنة مجموعة من طلبة المرحلة الثانوية الأمريكيين، أطلقوا على أنفسهم مجموعة "Crackas"، حيث تعهدوا بأن يتم نشر مراسلات أخرى تمت قرصنتها من البريد الإلكتروني لمدير مخابرات بلدهم، الذي قال إن ما تم تسريبه "لا يعدو أن يكون رسائل شخصية". وعلى الرغم من ذلك، فإن جون برينان اعترف بأنه استعمل بريده الشخصي من أجل استقبال وإرسال بعض الرسائل المتعلقة بعمله، دون الكشف عن محتواها لحدود الحين. اعتراف مدير الCIA زكته مضامين الرسائل المسربة، منها مذكرة أعدها للرئيس باراك أوباما حول إيران، ومسودة بشأن تحديات الأمن القومي أعدت سنة 2007، بالإضافة إلى خطاب يعود لسنة 2008، عن طرق الاستجواب، من نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ. "ويكيليكس"، لصاحبه جُوليان أسانج (الصورة)، نشر أيضا ست وثائق تتضمن معلومات شخصية عن مدير المخابرات الخارجية لواشنطن، ما دفع الوكالة إلى الادعاء يأن ما تم نشره "لا يرتبط بقضايا حساسة"، مشيرة إلى أن تاريخ هذه الوثائق يعود إلى الفترة الممتدة بين 2007 و2013. واعتبرت وكالة المخابرات المركزية أن نشر هذه الرسائل يعد "جريمة وانتهاكا للخصوصية"، موضحة أنها فتحت تحقيقا من أجل معرفة الواقفين وراء هذا الفعل الجرمي، بالرغم من ارتباط اختراق البريد الإلكتروني بأحد الطلبة لم تحدد هويته بعد. الناطق الرسمي باسم وكالة المخابرات الأمريكية أكد، مباشرة بعد انتشار خبر تسريب رسائل من البريد الشخصي ل"برينان"، أن أسرة هذا الأخير كانت ضحية جريمة معلوماتية، معتبرا أن ما وقع "جريمة قد تقترف في حق أي شخص". في مقابل ذلك، أكد الطالب الذي قام بالاختراق، خلال حديثه للصحيفة الأمريكية "نيويورك بوست"، أنه حصل، عبر البريد الإلكتروني ل"جون برينا"ن، على وثائق بالغة الأهمية، فيما أورد موقع "ويكيليكس" أنه سيستكمل نشرها خلال الأيام المقبلة. وعلى الرغم من الحجج التي أدلى بها الطالب، الذي لا يزال مجهول الهوية، ضمن تواصله مع صحيفة "نيويورك بوسط"، فإن "ويكيليكس" لم يحدد مصدر المراسلات التي توصل بها، في حين توعد بنشر المزيد منها خلال القادم من أيام.