بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، التي كانت من بنات أفكار الملك الراحل الحسن الثاني، يعتزم "المجلس السامي لمتطوعي المسيرة الخضراء"، تنظيم مهرجانه الوطني الأول، تحت شعار "الذاكرة التاريخية"، وذلك في الفترة الممتدة بين 2 و7 نونبر المقبل. ويروم متطوعو المسيرة الخضراء، من جميع مناطق المملكة، الالتئام فيما بينهم، من أجل "تبادل الآراء والتجارب الشخصية والحياتية، بالاستناد إلى الذاكرة التاريخية، التي من شأنها أن تلعب دورا حاسما في رد ما يحاك ضد البلاد من دسائس، فضلا عن استحضار أهمية ربط الماضي بالحاضر". وأفاد مسؤولون بالمجلس السامي لمتطوعي المسيرة الخضراء، بأن هذا المهرجان "يشكل تجسيدا للتاريخ المغربي الحديث، من خلال بوابة الثقافة والفن، كما يعد مدخلا أساسيا لتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخها في نفوس الجيل الصاعد، الذي لم يعش أحداث المسيرة الخضراء". وبالرغم من سعي متطوعي المسيرة الخضراء إلى إقامة مهرجانهم الأول، بهدف تذكير الأجيال الشابة بجزء أساسي وهام من تاريخ المغرب الحديث، إلا أن عددا من الرعاة والداعمين "تهربوا" من تقديم الدعم، لإقامة المهرجان في ظروف مناسبة. ومن أهم الأنشطة التي سيعرفها مهرجان "الذاكرة التاريخية"، في نسخته الأولى المرتقبة، تدشين تذكار من الرخام، يحمل نص قسم المسيرة الخضراء، سيتم نصبه في ساحة البريد المعروفة وسط الرباط، وذلك بهدف تخليد هذا القسم الخالد في أذهان الشباب المغربي. ويقول نص القسم التاريخي للمسيرة الخضراء لسنة 1975: "أقسم بالله العلي العظيم أن أبقى وفيا لروح المسيرة الخضراء، مكافحا عن وحدة وطني من البوغاز إلى الصحراء. أقسم بالله العلي العظيم أن ألقن هذا القسم أسرتي وعرتي في سري وعلانيتي، والله سبحانه هو الرقيب على طويتي وصدق نيتي". ومن فقرات المبرمجة في هذا المهرجان، الذي لم يستفد من أي دعم رسمي إلى حدود اليوم، محاضرات وندوات حول "المسيرة الخضراء"، ونقاش عمومي حول فلسفة هذا الحدث التاريخي ودروسه المستخلصة، فضلا عن إقامة استعراض على نهر أبي رقراق، وتنظيم قراءات شعرية، ومعرض للفنون التشكيلية، ثم سهرة موسيقية. وتتوزع أنشطة مهرجان "الذاكرة التاريخية"، الذي يشرف عليه المجلس السامي لمتطوعي المسيرة الخضراء، بين عدة فضاءات وسط العاصمة الرباط، منها ساحة البريد، حيث سيقام النصب التذكاري، وقاعة جهة الرباط، وقاعة علال الفاسي بأكدال، وساحة أبي رقراق، حيث ستقام السهرة الفنية.