طالب قاضي الغرفة السادسة لمحكمة سبتة السلطات المغربية، للمرة الثالثة، بنتائج عمليات التشريح التي أخضعت لها جثت عشرة مهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء كانوا قد لقوا مصرعهم فوق التراب الوطني، وذلك خلال الواقعة المأساوية التي شهدها المعبر الحدودي "ترخال" في السادس من شهر فبراير من السنة الماضية، حين حاول العديد من المهاجرين اقتحام السياج، ما تسبب في وفاة 15 منهم. ووفق ما صرحت به مصادر قضائية لوكالة الأنباء "أوروبا بريس"، فإن قاضي سبتة "أعطى مدة زمنية معقولة للمغرب قصد الرد على ملتمس المحكمة الإسبانية، تمهيدا لإنهاء التحقيقات الأولية بخصوص هذا الملف"، قائلا إنه "في حالة عدم التوصل بأي جواب من طرف سلطات المملكة، فإنني سأضطر إلى أرشفة القضية، مع ضرورة استئناف الدعوة بالهيئة العليا المحلية للثغر المحتل". من جهته، قال فرناندو أندريو، قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، وهي أعلى هيئة قضائية بمدريد، إنه "لم يثبت ما إذا كانت وفاة المهاجرين العشرة قد تمت داخل الأراضي الخاضعة للسيادة المغربية أو الإسبانية، أو بينهما، لاسيما أن عملية انقاد الضحايا من طرف البحرية الإسبانية ونظيرتها المغربية أجريت بالمياه الإقليمية للبلدين، حيث إن التيارات الهوائية القوية حملت الجثث إلى أماكن متفرقة" وفق تعبيره. وصرح خوصي لويس غوميث سالينيرو، عقيد فرقة الحرس المدني الإسباني، المعروفة اختصارا بتسمية "La Benemérita"، خلال الاحتفال السنوي الرسمي بهذه المجموعة، بأن "الحدث المأساوي الذي شهده معبر (Tarajal) السنة الماضية شكل جزء من الخبرة المهنية للمعهد العسكري الإسباني، كما أن القوات الأمنية المرابطة بالحدود أخذت درسا مما وقع"، معبرا عن حزنه الشديد من الحادثة. وكانت محكمة مدينة سبتة قد فتحت تحقيقا قضائيا، خلال شهر أبريل من السنة الجارية، في حق 16 عنصرا من الحرس المدني الإسباني متهمين بالاعتداء بالضرب المبرح على مهاجرين غير نظاميين، ما أدى إلى وفاة 15 منهم وجرح آخرين، كما رفضت الاستجابة لمطالب هيئة الدفاع القاضية بتبرئة المعتدين على مرشحين للهجرة غير الشرعية على مستوى الخط الحدودي للثغر السليب. يشار أيضا إلى أن العدالة الإسبانية حركت مسطرة قضائية في حق أعضاء وأطباء من منظمة "Caminando Fronteras"، التي تعنى بتوفير العناية الطبية والدفاع عن حقوق المهاجرين، كانوا قد أعدوا تقريرا يتهمون فيه السلطات الإسبانية ب"استخدام الرصاص المطاطي، والقنابل المسيلة للدموع، وخلق جو من الهلع في صفوف الراغبين في دخول التراب الإسباني".