في الوقت الذي تشهد فيه الضفة الغربية ومدينة القدس مواجهات دامية بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية، عقب الاقتحامات المتكررة لساحات المسجد الأقصى، دعا السفير الفلسطينيّ المُعيّن مؤخرا بالرباط، زهير صالح الشنّ، الحكومة المغربية والمغاربة إلى التحرك ولعب دور صوب المجتمع الدولي تجاه فلسطين، فيما لم يستبعد أن يكون التوتر القائم في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة "انتفاضةً فلسطينية سلميّة". الشن، وضمن حوار له مع هسبريس، قال إن العلاقات الفلسطينية مع المغرب تتميز بالقوة والمحبة والأخوة، مضيفا أنّ الشعب المغربي "من المواطن إلى أعلى الهرم فلسطين في دمه وهي قضيته الوطنية ومستعد للتضحية لصالحها"، فيما أكد أنه لمس من العاهل المغربي، حين تقديمه لأوراق اعتماده بالرباط قبل أسابيع بالقصر الملكي بتطوان، "من نظرته مدى اهتمامه بفلسطين وقضيتها". وأثنى السفير على رئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، يوم 27 شتنبر الماضي بنيويورك على هامش الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لاجتماع استثنائي عن منظمة التعاون الإسلامي، يهم التحرك لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى، وذلك بتعليمات من الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس، مشددا على أن العاهل المغربي حريص ومهتم كثيرا بمسؤوليته "التي يقوم بها تجاه القدس (...) بما فيها تواصله مع قادة العالم العربي والإسلامي". وحول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت فلسطينيين في القدس، قال السفير إن ما يجري هناك "انتهاك ضد الإنسانية وضد القوانين الدولية والديانات"، موردا "ما تقوم به إسرائيل جرائم وغطرسة، من إغلاق المدينة المقدسة وقتل أبنائها وإعطاء التعليمات للمستوطنين باستخدام السلاح (...) إنها حرب قائمة بتعليمات من رئيس الحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش الإسرائيلي"، وفق تعبيره. ودعا صالح الشنّ الحكومة المغربية والمغاربة إلى ضرورة التحرك "رغم أني أعرف أن هناك صعابا ومشاكل اختلقت لكي تكون الدول العربية والإسلامية بعيدة عن قضية فلسطين التي هي قضية العرب والمسلمين الأولى"، مُضيفاً "لَا بُدّ من دور تجاه فلسطين وعلى المغرب وباقي الدول التحرك نحو المجتمع الدولي بكل ما تملك من قُوّة، فهناك أوراق بأيديها". ولم يستبعد المتحدث قيام "انتفاضة فلسطينية ثالثة"، موضحا "ليس ذلك ببعيد (...) والرئيس الفلسطيني حريص على أن تكون انتفاضة سلمية بعيدة عن استخدام السلاح، لأننا نعرف كيف أن إسرائيل تستغل ذلك لتبرير ما تقوم من أعمال إجرامية"، معتبرا أن الشعب الفلسطيني بذلك "قرر الدفاع عن مصالحه الوطنية وأرضه التي اغتصبت(...) فنحن نريد السلام على أرض السلام، وهي رسالة على الجانب الآخر وجيراننا أن يفهموها". السفير الأسبق لدى عدد من الدول والمنظمات الدولية، بما فيها الاتحاد الإفريقي، أوضح أن فلسطين تعيش حياة صعبة "هي في خطر وشعبنا يواجه أبشع أنواع التعذيب والانتهاك"، فيما خلص إلى أن واجب الشعوب العربية والإسلامية، وكذا حكوماتها و"أحرار العالم أن يكسروا الحاجز ويقوموا بدور فعال لإنقاذ فلسطين والحفاظ على شعبها من القتل والدم كما يحصل يوميا من الشهداء والمعتقلين". وتأتي تصريحات السفير الفلسطيني بالرباط في الوقت الذي وصف فيه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، ما يجري من مواجهات بين الفلسطينيين، في الضفة الغربية ومدينة القدس، والجيش الإسرائيلي ب"انتفاضة حقيقية تحتاج إلى توفير كافة وسائل الدعم والإسناد لحمايتها"، فيما طالب، خلال خطبة الجمعة في غزة، الدول العربية والإسلامية بتوفير شبكة أمان عربية وإسلامية لدعم الانتفاضة و"إسناد الفلسطينيين في الضفة الغربيةوالقدس سياسيا وماليا".