دعا الشّيخ عبد الله بن بيّه، رئيس منتدى تعزيز السلام، إلى إنقاذ سفينة البشرية وإطفاء الحريق الذي اشتعل في البيت العالمي، مذكرا بوظيفة العلماء المسلمين بمهامهم الجليلة إزاء "تغيير العقليات وتصحيح المفاهيم، وإطفاء الحرائق في النفوس والقلوب"، وفق تعبيره. وشبه الشيخ بن بيه، الذي كان يتحدث في قمة القادة لمكافحة التطرف العنيف التي انعقدت بالتزامن مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الدين ب"الطاقة التي يمكن أن تنتج الرفاه والازدهار كما يمكن أن تجلب الخراب والدمار"، داعيا إلى اعتبار الدين سبيلا للسلام لا عدوا للبشرية. من هذا المنطلق، دعا الشيخ بن بيه جميع الأطراف إلى وضع "إستراتيجية ثقافية وفكرية تواجه خطر الحروب والعنف وجنون العصر"، وختم كلمته بدعوة إيمانية عميقة إلى الأمل وعدم اليأس من إحلال السلام في العالم. إلى ذلك، التقى رئيس منتدى تعزيز السلام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مكتبه بمقر الأممالمتحدة، حيث تناول اللقاء، الذي كان بحضور أمين عام منظمة أديان من أجل السلام الدكتور ويليام فندلي، مناطق التوتر والحروب، واتفقا على ضرورة إيقاف الحروب المشتعلة، مؤكدين أن السلام هو الطريق الكفيل بتحقيق العدالة، كما تم الاتفاق على التواصل والتعاون من أجل دعم السلام العالمي. وأطلع الشيخ بن بيه الأمين العام على فلسفة منتدى تعزيز السلم ومشاريعه الفكرية للتصدي لثقافة العنف والتطرف بتفكيك بنية الخطاب المتطرف والتأصيل لثقافة السلم من رحم الإسلام، وكذلك مبادرات المنتدى العملية في بؤر الصراع والبيئات التي تتعرض للعنف من خلال التركيز على تدعيم قدرات القيادات الدينية في التصدي للخطاب المتطرف والانخراط وقيادة مبادرات تهدف إلى تعزيز السلم في مجتمعاتهم. وعرض رئيس المنتدى في الصدد ذاته بعض المشاريع الفكرية والميدانية التي يقوم بها "تعزيز السلم"، مثل مؤتمر "حماية الأقليات في العالم الإسلامي"، الذي سينعقد في مراكش بتنظيم مشترك بين المنتدى ووزارة الأوقاف المغربية، والجهود المبذولة بالتعاون مع الزعماء الدينين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا لمناهضة الفكر المتطرف. جدير بالذكر أن الشيخ بن بيه دعا إلى اجتماع طارئ لمنظمة أديان من أجل السلام، التي يرأس مجلسها التوجيهي ومقرها بنيويورك، وحضر الاجتماع قادة دينيون من الكاثوليك والبروتستانت وممثلون عن مركز خادم الحرمين الشريفين العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وصدر عقب هذا الاجتماع بيان حول الوضع في جمهورية إفريقيا الوسطى شدَّد على ضرورة حماية الأقلية المسلمة المضطهدة فيها، ووقف تيار العنف المتصاعد في هذه المنطقة.