اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، على الخصوص، بمستجدات الوضع الأمني في تونس، وميثاق المصالحة في الجزائر، والتحضير لإجراء حوار وطني شامل في أكتوبر المقبل بموريتانيا. ففي تونس، تناولت الصحف المحلية، على الخصوص، الوضع الأمني والتجاذبات المتواصلة بين المركزية النقابية و"الباطرونا" حول ملف المفاوضات والزيادة في الأجور بالقطاع الخاص، والجدل المتنامي حول المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب، والانتخابات البلدية المرتقبة في تونس أكتوبر 2016 . وعلى المستوى الأمني، أشارت مختلف الصحف التونسية إلى أن الولاياتالمتحدة حذرت، أمس الثلاثاء، رعاياها من مخاطر السفر إلى تونس والتزام الحذر عند زيارة المواقع السياحية، موردة نص البيان الذي أصدرته الخارجية الأمريكية، والذي جددت فيه الإشارة إلى أن هناك مخاطر محتملة من إمكانية وقوع هجمات ضد الأجانب والمواطنين التونسيين والمصالح الغربية بتونس. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن البيان المذكور حذر أيضا المواطنين الأمريكيين من السفر إلى المناطق الحدودية واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر. وفي المقابل، وتحت عنوان "تحسن الأداء الأمني: ستة عناصر وراء النجاحات"، كتبت الصحيفة أن القوات الأمنية انتقلت إلى مرحلة المبادرة وتمكنت من توقيف أربعين مشتبها بتورطه في جرائم إرهابية. وعزت هذا التحسن إلى "مراكمة التجربة الميدانية، وتطور الجاهزية، وتحسن الأجهزة والتجهيزات، والقيام بمبادرات نوعية، وإطلاق وزارة الداخلية لعمليات تطهير داخل بعض الأجهزة، وأخيرا التغير السياسي" الذي شهدته البلاد. ومن جهة ثانية، تناولت الصحف التونسية بالتحليل موضوع المؤتمر الوطني الأول حول الإرهاب الذي من المنتظر أن ينعقد يومي 24 و25 أكتوبر القادم، مشيرة إلى تصاعد الحديث عن تأجيله بسبب البطء في التحضير واختلاف حول ماهية وأهداف هذا المؤتمر. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (الضمير)، في افتتاحية العدد، إلى أنه لم يتقرر بعد ما إذا كان المؤتمر الوطني حول الإرهاب سينعقد أم لا ، مبرزة أن هناك "غيابا للرؤية وإصرارا من البعض على التوظيف السياسي" لهذا المؤتمر. وفي هذا السياق، كتب المحرر السياسي للصحيفة أن نجاح المؤتمر "سيظل رهين وجود رؤية بينة وخارطة طريق واضحة تخطها نخب سياسية وطنية مؤمنة بالتعايش بين جميع مكونات المجتمع السياسي". ومن جهتها، نقلت صحيفة (الصباح) عن الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" (المتهمة بالسعي إلى تأجيل هذا المؤتمر)، أسامة الصغير، قوله في تصريح صحفي للصحيفة، إن "النهضة" تبحث عن توافق كبير للمؤتمر والإسراع في عقده في الآجال المحددة، مضيفا أن الحركة "تفاجأت بالتأجيل المعلن، ورغم ذلك فإنه لا مشكل لنا مادام أن الأمر يتعلق بالمسائل اللوجستية". ومن جهة ثانية، تناولت الصحف التونسية موضوع الانتخابات البلدية، المزمع تنظيمها في 30 أكتوبر 2016 . وفي هذا السياق، أشارت صحيفة (المغرب) إلى اجتماع "لجنة الحكامة المحلية" المنبثقة عن هيئة التنسيق والتشاور للأحزاب المكونة للائتلاف الحاكم، مضيفة أن اللجنة اعتبرت أن الروزنامة المقدمة من قبل "الهيئة العليا للانتخابات" معقولة ومقبولة عموما ما عدا بعض النقاط. وتحت عناوين "الأزمة تحتد...الآمال معلقة على العباسي وبوشماري لإيقاف النزيف" و"منظمة الأعراف : تهديداتكم لن ترهبنا وجاهزون للتصدي" و"بعد التصريحات والتصريحات المضادة هل سيتجاوز لقاء العباسي (أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل ) وبوشماري (رئيسة منظمة الأعراف/الباطرونا ) الأزمة " و"بين اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف من التوافق إلى التراشق" ، واصلت الصحف التونسية متابعتها لتفاعلات ومستجدات الصراعات والتجاذبات الحادة والتصعيد الكلامي بين المركزية النقابية ومنظمة "الأعراف" حول مآل المفاوضات الاجتماعية بين الطرفين في القطاع الخاص واحتمال شن إضراب عام. وفي الجزائر، سلطت الصحف المحلية الضوء على حصيلة ميثاق المصالحة المفترض أن يكون قد طوى صفحة عقد من الحرب الأهلية، بعد عشر سنوات من اعتماده. واعتبرت صحيفة (لو كوتيديان وهران) أن المشروع في حد ذاته تكتنفه ثغرات ومآزق ناتجة عن إرادة الهيمنة الشاملة تقريبا لفرض حل كيفما اتفق للأزمة. وأبرزت الصحيفة أن هذا "الميثاق لم يكن محط إجماع الفاعلين خلال هذا العقد، والذين يشعرون كما لو أنههم تعرضوا للخيانة"، مشيرة إلى حالة المفقودين والوطنيين القدامى والمجندين وكثير من الساخطين على هذا الميثاق، مما دفع آلاف الناس، الذين شاركوا في فترات أو أخرى في هذه الأحداث، إلى الاحتجاج والخروج إلى الشارع. وأضافت الصحيفة أن "حصيلة هذا العقد تساهلت مع قراءات وتصرفات المنتصرين على حساب أقلية منهزمة عسكريا". ومن جانبها، لاحظت صحيفة (ليكسبريسيون) أنه "بعد عشر سنوات، تحتفل السلطة بالحدث كعيد وطني بدل أن تقدم تقييما وإجابة واضحة لأسر ضحايا ومفقودي هذه المأساة الوطنية". وذكرت صحيفة (لوسوار) أنه في الوقت الذي ينظم فيه البرلمان مناقشة حول هذا الميثاق، "فرقت قوات الأمن بعنف أول أمس تجمعا لعائلات المفقودين خلال هذه العشرية السوداء، واعتقلت البعض منهم". وحسب صحيفة (الوطن) فإن جمعية "إس.أو.إس مفقودون" ، التي دعت إلى تنظيم هذا التجمع، كانت تأمل في مقابلة مسؤولين سامين لإطلاعهم على معاناة وتطلعات هذه الأسر. وفي موريتانيا، تطرقت الصحف المحلية إلى التحضير لإجراء حوار وطني شامل في أكتوبر المقبل. وفي هذا السياق، أشارت الصحف إلى الرسالة التي وجهها الوزير الأول الموريتاني، يحي ولد حدمين، أمس الثلاثاء، إلى مختلف الفرقاء السياسيين في البلاد دعاهم فيها إلى المشاركة في الحوار الوطني الشامل المقرر انعقاده مبدئيا في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل. ونقلت عن ولد حدمين قوله، في رسالته إلى رؤساء الكتل السياسية، إن الحكومة "تعول على دور السياسيين ومشاركتهم في إثراء وتعميق مختلف القضايا والمواضيع التي اقترحها المشاركون في الأيام التشاورية الممهدة للحوار، مع فسح المجال أمام أي اقتراحات جديدة يتقدم بها الفرقاء السياسيون". وذكرت أن الرسالة تسلمها كل من المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة رديكالية)، الذي قاطع الأيام التشاورية التي نظمت من 7 إلى 17 شتنبر الجاري، وكتلة المعاهدة من أجل الوحدة والتناوب السلمي ( معارضة معتدلة) وائتلاف أحزاب الأغلبية وكتلة الوفاق الوطني (معارضة)، التي تأسست مؤخرا. وفي سياق متصل، توقفت الصحف عند اللقاء الصحفي الذي عقده، أمس الثلاثاء، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد الأمين ولد الشيخ، والذي سلط فيه الضوء على مهام البعثات الوزارية، التي تزور حاليا مختلف الولايات، ومنها على الخصوص إطلاع المواطنين على الأوضاع السياسية والاجتماعية للبلد وخصوصا نتائج ومضامين اللقاء التشاوري الممهد للحوار الوطني الشامل. وعلى صعيد آخر، تناولت الصحف الموريتانية مشاركة الرئيس، محمد ولد عبد العزيز، في أشغال الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وركزت على كلمته أمام القمة العالمية حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وفي هذا الصدد، نقلت عن الرئيس الموريتاني قوله إن بلاده تبنت مقاربة مندمجة واستطاعت منذ 2009 أن تؤمن جميع ترابها الوطني وأن توقف جميع العمليات الإرهابية التي كانت تستهدفها، وتأكيده على أن التصدي للغلو وعدم التسامح والتطرف العنيف مسؤولية عالمية.