فتحت العدالة الإسبانية تحقيقا قضائيا في تهديدات "الداعشي" المغربي محمد حمدوش، المعروف باسم "كوكيتو"، في حق الصحافي ومدير معهد الأمن الدولي الإسباني، شيما خيل، الذي تمكن من إجراء حوار معه قصد إنجاز تقرير بخصوص موضوع الإرهاب، إذ وصفه بالكلب الكذاب، متوعدا إياه بالندم وإراقة دمه عما قريب، مشبها ما سيلاقيه بما ناله صحافيو "شارلي إيبدو"، وذلك على إثر اطلاعه على التقرير المتضمن لمقابلته، الذي تناقلته قنوات ومنابر إعلامية إسبانية. ابن مدينة الفنيدق أوضح بخصوص طريقة زواجه بآسية أحمد محمد، الملقبة ب "آسية أم هلال" التي عقد قرانه عليها بمهر قدره "حزام ناسف بقيمة 100 دولار"، أنها كانت تسأل عن أخيها الذي كان يقاتل معهم بسوريا، وأخبرها بأنه قتل "انغماسيا"- وصف يطلق على المقاتلين ذوي كفاءة عاليه الذين يموتون بتفجير أنفسهم بعد نفاذ الذخيرة لنيل أعلى المراتب في الجنة- مضيفا أنها "كانت صادقة وترغب في الالتحاق بصفوف التنظيم، بعدها أرسلت لها المال وعندما وصلت طلبت منها الزواج وقبلت". وأضاف "كوكيتو"، البالغ من العمر 28 سنة، الذي كان يشتغل ميكانيكيا بمسقط رأسه قبل أن يغادر إلى سوريا، أن الصورة التي تم تداولها في المواقع الإخبارية وتظهره بجانب رؤوس مقطوعة "صحيحة ولم أفكر يوما في نشرها، كل ما في الأمر هو أنني أرسلتها للأخ مصطفى الماي، الله يَطْلَقْ سْراحو، وذلك منذ حوالي ثلاثة أشهر، وكنت قد طالبته بحذفها باعتبارها تشكل خطرا عليه، أم بالنسبة إلي فالأمر جد عاد"، قبل أن يختم: "الله يَغْفَرِلُو خَلاَّهُمْ حْتَّا دَّاواه ولْقاوْ عَنْدُو الصور". وفي رده على سؤال الصحافي شيما خيل ما إن كانت الرؤوس المقطوعة لمسلمين، قال: "لا أعوذ بالله، نحن لم نأت لقتل المدنيين والمسلمين، بالعكس نحن أتينا نصرة للسوريين المسلمين ونصرة لديننا ولإخواننا ولنُحَكِّم شرع الله حتى تكون خلافة على منهج النبوة، أحب من أحب وكره من كره بإذن الله، تلك الرؤوس لخونة عملاء أمريكا الذين يأخذون الدعم من أمريكا وبعض الدول الأوربية ودول الخليج لكي لا تتمدد هذه الدولة الإسلامية في العراق والشام وقريبا في روما". محمد حمدوش، الذي لم يتجاوز مستواه التعليمي مرحلة الابتدائي، أضاف أنه سيعود إلى المغرب فاتحا، ليس فقط المغرب وإنما أيضا إسبانيا وكل العالم، مردفا أن هذا ليس كلامه وإنما كلام رسول الله محمد والإسلام الذي هو دستوره ودينه ويعرفه جيدا، قبل أن يستدل بآية قرآنية من سورة محمد لتبرير أعماله الإرهابية، تقول: "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق"، وتابع بأنهم "يفكرون في فلسطين وبعد ذلك أوروبا بأكملها بحول الله"، على حد قوله. الصحافي الإسباني المهدد بالتصفية الجسدية قال في تصريح لوكالة الأنباء "أوروبا بريس"، إن "كوكيتو"، الذي غادر إلى سوريا منذ 2013، سيرصد مكان وجوده وسيأتي إلى إسبانيا ليغتصبه ويقطع رأسه. تهديدات "الداعشي" المغربي أخذها الباحث الإسباني على محمل الجد، وأقام دعوى لدى الحرس المدني الإسباني بمدينة "مورسيا"، الذي فتح تحقيقا قضائيا في الموضوع بأمر من المحكمة الوطنية الإسبانية، بعدما اطلع على نص الحوار الذي أجراه الصحافي مع "كوكيكتو"، وعلى طبيعة التهديدات التي يتلقاها بشكل مستمر.