تعود علاقتي بالأستاذ زيد بن علي الوزير إلى بداية التسعينات من القرن الماضي حين تعرفت عليه من خلال كتابه المتميز والجريئ"محاولة في تصحيح المسار" والذي تناول فيه مجموعة من الإشكاليات في الفقه والتاريخ الإسلاميين ،وكان مما أثر في شخصيا هو موقفه المعتدل والمتزن وهو الزيدي من حديث الغدير المشهور والمتواتر،هذا الحديث الذي كان ولايزال من بؤر الاختلاف بين الشيعة والسنة . ثم كانت المحطة الثانية التي تعرفت فيها أكثر على الأستاذ والصديق زيد بن علي الوزير هي عبر كتابه "الفردية:بحث في أزمة الفقه الفردي السياسي عند المسلمين"والذي هو تعزيز لبعض ما ورد في الكتاب الأول من آراء ، وفتح لملفات جديدة تاريخية وفكرية كانت إلى الأمس القريب تابوهات لا ينبغي الاقتراب منها . في هذا الكتاب تحدث الأستاذ عن مفهوم "الأمة" كما أسسته مرحلة النبوة والخلافة الراشدة، ثم توقف طويلاً عند ظهور الدولة العضوض مع معاوية, وماتلاها من صراع وتدافع بين مدرسة أهل البيت ومحبيها, والتي حاولت تصحيح المسار بعد الانحراف الخطير الذي حصل للأمة مع انقضاض عروة الحكم، وتحدث فيه أيضا عن الشورى والديموقراطية والعلمانية وأشياء أخرى. أما المحطة الثالثة في علاقتي بالأستاذ زيد فكانت اتصالي المباشر به هنا "بأمريكا" حيث نقيم جميعا قبل أكثر من عقد من الزمن والتعبير له عن إعجابي بعمقه الفكري وشجاعته الأدبية والعلمية، فكان أنْ أهدى لي نُسَخا من بعض كتبه ومن مجلة "المسار" التي يصدرها من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأهديت له بعض كتب الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله ذات الصِّلة بالمبحث الفقهي والتاريخي . وإنه لمن المحزن أن تَظَلَّ مثل هذه القامة الكبيرة مجهولة عند جزء كبير من المثقفين وطلبة العلم، خصوصا في هذا الوقت الذي تشهد فيه الأمة تحوُّلات عميقة على جميع المستويات ، وتحتاج فيه إلى من يوجهها ويأخذ بيدها إلى شاطئ النجاة . لا يهدف هذا المقال بالضرورة إلى دراسة وتحليل فكر هذا الرجل المتميز والمتمرد على السائد في مجالات كثيرة من الفكر والتاريخ والسياسة ، وإنما يقتصر الآن على محاولة التعريف ببعض آرائه في مجموعة من القضايا التي كتب فيها . نبذة عن سيرة حياته : ولد في دار الشرف بجبل صبر باليمن سنة 1935 ثم تَنَقَّلَ مع والده الأمير علي الوزير في كل من صنعاء والسر والمحويت ،وكان يدرس في مكاتبها مع الطلبة الآخرين القرآن والتجويد والخط والحساب . ثم انتقل إلى المسجد فدرس العلوم الإسلامية على يد العلامة الشيخ عبد الرزاق الشاحذي والعلامة عبد الله الكبسي . وعقب الثورة الدستورية سنة 1948 تلقى تعليمه في الأدب والنحو على يد الشاعر الكبير عبد الله البردوني ، ثم درس الأدب والفلسفة والمنطق والأدب المعاصر على يد أستاذه أديب اليمن الكبير "أحمد بن محمد الشامي" وفي التفسير وعلم الأصول على يد العلامة الكبير "عبد الرحمان الإرياني" وفي النحو على يد العلامة محمد الأكوع ومبادئ اللغة الانجليزية على يد الأديب الشاعر" أحمد المروني". ثم اشتغل في الحقل السياسي فعين سكرتيرا أول في السفارة اليمنية ببيروت ثم وزيرا مفوضا في ألمانيا ، وكان عضوا مؤسسا لاتحاد القوى الشعبية ولعب أدوارا كبيرة في حقل المعارضة للنظام الملكي. وفي سنة 1999أسس رسميا في أمريكا مركز التراث والبحوث اليمني الذي جعل من أهم أهدافه البحث والتنقيب عن التراث اليمني والعربي والإسلامي بمختلف جوانبه وربطه بقضايا الحاضر والمستقبل .(1) والمركز يصدر مجلة فصلية تحت اسم " المسار" وهي مجلة متخصصة في التاريخ والفكر اليمني والعربي والإسلامي . وقد صدر للأستاذ زيد ما يقرب من ثلاثين كتابا في التاريخ والسياسة والفكر والأدب ومن أهمها كتاب "محاولة في تصحيح المسار" و" الفردية: بحث في أزمة الفقه الفردي السياسي عند المسلمين " و"عندما يعود الجفاف: مأساة التمذهب". وسعيا مني في تقريب القارئ المغربي والعربي عموما والإسلامي خصوصا من هذا المؤرخ والمفكر الإسلامي الكبير فسأعرض مختارات متنوعة من مكتوباته في إشكاليات مختلفة تنطق وتعبر بنفسها عن عمق هذا الرجل الفذ. هكذا تكلم زيد بن علي الوزير في قضايا هامة : 1- اجتماع السقيفة : اختلاف الرأي أو خلاف في المنهج : يمكن إرجاع بداية الكيد السياسي إلى تشويه حوار السقيفة . إذ نرصد أن أول كيد سياسي كان طمس الفوارق الدقيقة بين اختلاف الرأي وخلاف المنهج وتقديمها مترادفين لمعنى واحد ، مع أن حوار السقيفة كان اختلافا في الرأي ، وما حدث بعد الراشدين كان خلافا في المنهج . إن ما جرى في السقيفة كان حوارا بلغ نقطة السخونة ، لكنه لم يخرج من إطاره المشروع ، ولم يسل فيه سيف ، ولم ترق فيه قطرة دم ، لكن الكيد السياسي أخرجه وما من خلاف حقيقي بين المسلمين وبداية انشقاق بين مذهبين . وقد انطلى هذا الكيد على الكثير من العلماء فظنوا أن حوار السقيفة كان أول اختلاف بين المسلمين ولم يعلموا أن ذلك الاختلاف كان من النوع الطبيعي الذي يختلف الناس حوله ، حتى إذا ما اتفق الناس على ما اختلفوا عليه ساد الوئام والتعاون . والمؤسف أن ما يسمى بالشيعة وما يسمى بالسنة _وهما قد تَكَوَّنا في مرحلة لاحقة_ قد وجدا في تلك المكائد ما يُجَذِّرُ وجودهما السياسي ، متخذين من اختلاف الرأي سبيلا إلى خلاف المنهج . والمهم أن تلك المكيدة قد كان لها مفعول قوي في أن يُقْبَلَ وجود صلة نسب مشبوهة بين ما حدث في السقيفة وما حدث بعدها ، ويقولون أنه إذا كان الصحابة وهم سادة الناس والنموذج النقي قد اختلفوا فيما بينهم خلافا شديدا على أمر سياسي بحت ؛ فالآخرون يختلفون ضمن حقهم المشروع في الاجتهاد السياسي ...ويقولون إذا كان اختلاف الصحابة قد كان على مستواهم فإن بقية الخلافات تتفق مع مستوى أصحابها الذين هم أدنى مرتبة من الصحابة . وهنا يتضح الكيد السياسي في أبشع صوره.(2) 2- الخلافة :قضية فروع أم قضية عقيدة ؟ لعل أقسى ضربة نزلت بالفكر السياسي نقل الخلافة من قضية فروع إلى قضية عقيدة . أي من علم أصول الفقه إلى علم أصول الدين (علم الكلام) . فأصبحت الخلافة تُعالج كعقيدة لا كمنهج سياسي . ثم إن علم الكلام يعتبر ذروة الفكر الأسلامي وليس من السهل الوصول إليه ، وليس سهلا فهمه . إنه ثقافة النخبة ، حبيس أَرْوِقَةٍ علمية . ولأنه ظل كذلك فلم يتمكن من أن يصبح ثقافة عامة أو تيارا قويا . ثم إنه كان على خلاف مع سياسة القصور فَحُورِبَ محاربة عنيفة . وهكذا أدت علو مكانته ومحاربة السلطة له إلى احتجازه في أَرْوِقَةٍ لا نوافذ لها . ومن ثَم لم يتم التواصل بينه وبين الناس ، ففقد تأثيره . ومن ثَمَّ فقدت تلك الأفكار الرائعة أثرها. أعتقد أن إخراج الخلافة من الفروع إلى الأصول _مهما كان السبب _كان فخا ناجحا احتجز النظرية السياسية في قالب متجمد . ولأن الخلافة أصبحت دينا فقد أصبح تلمسها مشفوعا بِكمِّية كبيرة من الرعب . ولو بقيت في علم الفروع لتم تناولها بسهولة ؟ كقضية من قضاياهم اليومية وليس كقضية دينية بأي حال .(3) 3- السنة والشيعة بين مدرسة القطيعة الحنبلية ومدرسة التواصل الأشعرية: ترجع دموية العلاقات السنية الشيعية إلى زمن السلطان “سليم” الأول العثماني،(926ه/1520م)والسلطان “إسماعيل” الصفوي الإيراني ( 18 رجب 930 ه/ 23 مايو 1524م) حيث قامت الدولتان على أساس مذهب محدد، ولما اقتتلت الإمبراطوريتان استخدمهما الجانبان تبريرا لصراعهما السياسي. عندئذ اعمدت الفُرْقَةُ بالدم وبقيت تسيل في كل مكان، أما قبل ذلك فقد كانت المذاهب كلها تعيش معا في سلام، تتحاور وتتعارك بالقلم فيما بينها، ونتج عن ذلك ثراء في التأليف واستفادة كل من الآخر، فلما تحولت المذاهب لمشيئة السلطة السياسية انشق المسلمون إلى قسمين كبيرين،ولو بقي “سليم” يجاهد غربا، وإسماعيل” شرقا، ولم يتصادما لكان لذلك نفع للمسلمين. ولكن المواجهة بين الدولتين المسلمتين فتح الباب أمام الغرب أن ينهض من سباته، وأن تكون بداية انحلال الإمبراطوريتين معا،وأن تزداد المذاهب تقوقعا على نفسها. وفي قراءة متأنية نجد أن الصراع العثماني- الصفوي صراع سياسي مُغَطَّى بمذهبية. أعتقد أنه من الانصاف عدم تحميل “الحنبلية الأولى جريرة الانقلابين على مذهب الإمام الجليل “أحمد بن حنبل”،(241ه / 780م) منذ فترة مبكرة، وأن الإصرار منهم على الاحتفاظ باسم الحنبلية، كان غطاء يَسْتَتِرُ الانقلابيون خلفه، تماما كما استتر المُلْكُ العضوض تحت اسم الخلافة، وقد أثبت “مايكل كوك” في قراءته المتأنية لقضية “الأمر بالمعروف والنهي على المنكر في الفكر الإسلامي” انقلابا مبكرا على مذهب الإمام الجليل أحمد بن حنبل (157-297)، لذلك من الظلم تحميل المذهب جريرة الانقلابيين، وقد بلغ الانشقاق أحد منعطفاته الخطرة أيام “ابن تيمية”(20 القعدة 728ه/26 أكتوبر1328م) ثم بلغ أَوْجَهُ على يد الشيخ “محمد بن عبد الوهاب” (توفي 1206ه /1791 م). وإذا وضعنا خطا بيانيا لمسيرة تاريخ “الحنابلة” بالنسبة لما يسمى “الشيعة” و“الحنفية” لوجدنا الخط الانقلابي يسير في صعود متوتر، بينما الخط العثماني يتجه إلى الاعتدال حتى يكاد يختفي، والمعروف أن الإمام “أحمد بن حَنْبَل “كان من المحبين للإمام علي حبا صافيا، وأنه الوحيد من المحدِّثِينَ من الأئمة من وَضَعَ مُسْنَدا للإمام علي، ولم يعرف عنه أي صراع مع الشيعة وإنما كان صراعه مع “المعتزلة لتمسكه القوي بالأثر، وتمسكهم بالرأي، فانتماء التيار الانقلابي إلى الإمام العظيم يعطيهم جلال اسم ذاك الإمام، وقد تقوى نفوذ التيار الانقلابي، بظهور”ابن عبد الوهاب”. وأما مدرسة التواصل، فالذي مثلها على نحو قوي فهم”المعتزلة” ثم “الأشاعرة”، أما الإمام الغزالي(ت 505 ه /1110م) في كتابه “فضائح الباطنية”، فقد كتب لغرض سياسي، وبأمر من المستظهر العباسي،(ت16ربيع الأخر512ه/6 اغسطس1118م) كما يقول الإمام نفسه في المقدمة، وسماه “المستظهري” وكتبه : لمن توجب عليه طاعته، فهو كتاب ذو نفحة سياسية قوية، وإنما ظهرت وسطية هذا الإمام الجليل عندما ترك “المدرسة النظامية”وتحرر من قيود التدريس المذهبي التي فرضها وزير السلاطين السلجوقيين الأحناف “نظام الملك” (10 رمضان485ه/14أكتوبر1092م) على نظام التدريس فيها حيث لا يدرس فيها إلا شافعي أو أشعري فقط، وعندها حَّلَّقَ الإمام بأجنحة طوال وترك وراءه مدرسة غزالية متسامحة صوفية خاصة به.(4) 4-ضرورة التفريق بين المذهب والتمذهب: ينبغي التفريق ببين المَذْهَب و التَّمَذْهُب، والمَذْهَبِيُّ والمُتَمَذْهِبُ، وبدون هذا التفريق سيظل الغبش مخيما؛ المذهب تعبد وجداني يختص بالعلاقة بين الإنسان وربه، وفق رؤية بشرية استمدها علما ؤه من فهمهم لآية قرانية، أو حديث شريف، أو نتيجة اجتهاد، في حين أن مذهبا آخر قد فهم الآية وفهم الحديث على نحو مخالف، لكن كلاهما كانا لا يحتكران الصواب، وإنما يقولان ماقاله الإمام الشافعي ( رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب )، وكان للإمام "الشافعي" قبل أن يرحل إلى "مصر" اجتهاد، ولما سكنها أصبح له اجتهاد آخر. ولما ذهب إلى العراق وقُدِّمَ إماما لصلاة الفجر لم يقنت، مع أن مذهبه القنوت، فلما سئل عن ذاك أجاب بجواب أصبح قدوة " سبحان الله ما جئت لأفتن على فلان أتباعه ". أو كما قال. يسلمنا هذا المثل إلى أن المذاهب هي إطار لآراء علماء اختلفوا في الفهم، وأجبرتهم الأماكن المختلفة على استنباط ما يتناغم مع حاجة تلك البلدان، وحاجة الناس فيها، ولكنهم لم يدخلوا آرائهم في إطار مقدس ، أو يفرضونه على غيرهم فرضا ومن ثم لم يحتكروا الصواب، وكان التعامل بينهم يتم وفق القاعدة الشافعية، رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ، أو قاعدة ما جئت لأفتن على فلان أتباعه وأدى هذا الانفتاح إلى تطعيم الفكر في عملية تبادلية بمواد جديدة ساعدت على إنمائه في الإتجاهيْن واستفاد كل واحد من الآخر، إلى أن بدأت السلطة الحاكمة تنشئ لنفسها المذاهب السياسية باسم الدين، فأنشأ الأمويون مذهب الجبر ومذهب المرجئة، وأنشأ العباسيون فرعا من الكيسانية يسمى"الجريانية" الخ. وبدأت هذه المذاهب تخترق رويدا رويدا بقية المذاهب، ولكنها لم تتمكن من اكتساحها- بسبب وجود الأئمة الكبار- إلى أن أقفل خليفة معتوه –المتوكل على الله العباسي- باب الاجتهاد، وأتبع تلك الخطوة بخطوة جائرة، فحصر الفقه في أربعة مذاهب فقط. وبهذا التصرف الأرعن أقفل على المذاهب نوافذ التجديد ولواقح الأفكار الأخرى، فانعدم الزاد الرافد، ونضب الماء الوافد، فكانت النتيجة أن جفت الينابيع، ويبس الإبداع، وبقي الأتباع داخل هذا الإطار المقفل يقتاتون من تراث يتأسن وزادٍ لم يتجدد، وبالتالي يعيدون خلق أنفسهم من نفس التغذية ويكررون أفكارهم من نفس الإناء، فَهَزُلَت المذاهب إلى حد بعيد، وكانت النتيجة أن تجمدت داخل أصدافها، ولما تجمدت تعصبت وأفرطت في التعصب، بل أكثر من هذا فلم تكتف بتجميد نفسها، بل سعت جاهدة إلى أن تجمّد غيرها، وبهذا كثرت النوافذ المغلقة ولم تعد تغذيها لواقح الأفكار.(5) 5-السكيولارزمية Secularism بين المؤيد والمعارض : أعتقد أن أول شرط لفهم "السكيولارزمية" هو أن نخلي من أذهاننا أي تصورات مسبقة ، شكلت في الوجدان الجمعي مفهوما مغلوطا ، وفي سبيل تلمس الأسباب لجعل المغلوط حقيقة نهائية يوجد سببان متناقضان اتحدا على التعريف : سبب جاء من قِبل المتبني المبتهج ، وسبب أقبل من جهة الرافض المتصلب ، في لحظة من لحظة تلاقي المتناقضات العجيبة النادرة الحدوث . وهذا الاتفاق العجيب دفع "السكيولارزمية " إلى مربض تعريف إن لم يحمل الخطأ كله ففيه كمية منه لا تخفى على العين العابرة . إن تعريف " السكيولارزمية " أنها ضد الدين-وهو ما اتفقا عليه الجانبان- يحمل الخطأ كله ، وأنها "فصل الدين عن السياسة " ، يحمل قدرا منه . لقد أتبث هذا التعريف على الأقل عجزه عن احتواء مقاصد "السكيولارزمية" ، وأبقاها تحت قبضة تعريف قاصر ، بدا في أحسن الحالات استنساخا لتعويم غامض لا يوصل إلى غاية ولا يفضي إلى هدف.(6) -(1) اعتمدت في هذه المعلومات على موقع مركز التراث والبحوث اليمني. -(2) مجلة المسار ،العدد الخامس صفحة 12-13(1) -(3)كتاب "الفردية :بحث في أزمة الفقه الفردي السياسي عند المسلمين " صفحة 9 . مركز التراث والبحوث اليمني . سنة 2000 (4)من حوار أجريته معه لصالح موقع إسلام أون لاين بتاريخ 08/09/15 -(5) مقال : أحزاب بدون تمذهب .موقع مأرب بريس 2011/12/09(4) -(6) مجلة المسار، العدد الثالث سنة 2004