كما كان متوقعا، حسم حزب العدالة والتنمية عمودية العديد من المدن ورئاسة عشرات المجالس الحضرية، فقد استطاع تأكيد تفوّقه في الانتخابات الجماعية داخل المناطق الحضرية، منها مدن الدارالبيضاء، وسلا، وفاس، وطنجة، ومراكش، وأكادير، ومكناس. وامتدت رئاسة حزب "المصباح" إلى القنيطرة وخريبكة تمارة وانزكان وصفرو وتارودانت ووادي زم وزاكورة والصخيرات وتنغير وآسفي ووزان وسيدي سليمان وميدلت وتنغير وميسور وأولاد تايمة والراشيدية. حزب العدالة والتنمية" حسم أيضا بلدية تطوان بعد انسحاب الطالبي العلمي، وفوز محمد ادعمار بأغلبية مطلقة، كما يُنتظر أن يفوز المصباح بعمودية الرباط غدا الأربعاء، لاسيما بعد إصدار أحزاب الأغلبية لبيان مشترك يؤكد اتفاقها على ذلك بعدما فازت بأغلبية مريحة في مقاعد المدينة. واستطاع "إخوان بنكيران" الحسم سابقا في عمودية مدينة فاس التي آلت إلى الوزير إدريس الأزمي الإدريسي، وكذلك عمودية الدارالبيضاء لفائدة مرّشحه الوزير عبد العزيز العماري. وكان لافتا أن عددا من مرّشحي أحزاب المعارضة صوّتوا لفائدة حزب العدالة والتنمية في مسعاه للحصول على عمودية المدن، كما حصل في تطوان عندما حاز محمد ادعمار على أصوات الأصالة والمعاصرة والاستقلال، وكما وقع في الدارالبيضاء التي حصل فيها العماري على 124 صوتا. وفي هذا السياق، أكد الباحث في الجماعات الإسلامية، عبد الإله السطي، أن حزب العدالة والتنمية استطاع تقوية حضوره في المشهد السياسي، بما أنه ضاعف من عدد الجماعات الحضرية والقروية التي حصل عليها عام 2009، كما أنه حصل على أزيد من ضعف الأصوات التي حصل عليها سابقا، ممّا يعطي دوافع اطمئنان على إمكانية تصّدره للانتخابات التشريعية القادمة. وأضاف السطي في تصريحات لهسبريس، أن توّجس السلطة من الإسلاميين انتهى تقريبا بعد فوزهم برئاسة الحكومة، وتأكد اليوم نهاية هذا التوجس باكتساحهم للمدن الكبرى، لاسيما أن العدالة والتنمية نجح في المناطق التي يطغى عليها ما أسماه ب"التصويت العقلاني" من لدن الطبقة المتوسطة". واستدرك الباحث ذاته بأن "هذا الفوز لا يعني السماح لحزب العدالة والتنمية باكتساح العملية السياسية بالكامل، يقول السطي، إذ يعمل النظام السياسي القائم على تكريس مبدأ التوازنات، كي لا يُخلق أيّ مشروع سياسي يُمكن أن ينازع حضور السلطة القائمة" وفق تعبيره.