دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما أمس الجمعة الرئيس المصري حسني مبارك إلى اتخاذ "القرار الصائب" في الوقت الذي واصلت فيه الولاياتالمتحدة الحث على انتقال سلمي للسلطة في مواجهة احتجاجات حاشدة. ولم يطالب اوباما الرئيس المصري بالتنحي فورا وهو المطلب الذي ينادي به ألاف المحتجين في شوارع القاهرة. لكنه أشار بوضوح إلى ان مبارك قد اتخذ بالفعل قرارا بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة. وقال اوباما للصحفيين ان حديثه مرتين مع مبارك منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 11 يوما تركز على الحاجة إلى انتقال منظم إلي الديمقراطية في البلد الذي يمثل منذ فترة طويلة أحد أركان الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط. وقال الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر " بكسره هذا الحاجز النفسي بذلك القرار بانه لن يترشح ثانية أعتقد ان الشيء الاهم بالنسبة له هو ان يسأل نفسه... كيف يمكنني ان اجعل هذا الانتقال فعالا ومستمرا وشرعيا." وأضاف قائلا "السؤال الاساسي الذي يجب ان يسأله لنفسه هو.. كيف اترك ورائي ارثا يمكن لمصر من خلاله ان تجتاز هذه الفترة الانتقالية.." وفيما بدت محاولة لنفي ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز من ان مسؤولين امريكيين ناقشوا مع مسؤولين مصريين استقالة فورية لمبارك وتسليم السلطة لنائبه عمر سليمان قال اوباما "مستقبل مصر سيقرره شعبها." وظلت مصر طوال عهد مبارك الذي مضى عليه 30 عاما حليفا للولايات المتحدة وهي على درجة كبيرة من الأهمية للمصالح الأمريكية نظرا لمعاهدة السلام التي وقعتها مع إسرائيل وامتلاكها لقناة السويس ومعارضتها للتشدد الإسلامي. وبعد يومين من اشتباكات وقعت بين انصار مبارك ومحتجين يطالبونه بالاستقالة ومحاولات لقطع تغطية وسائل الاعلام للمظاهرات قال اوباما ان حقوق المحتجين والناشطين الحقوقيين والصحفيين يجب ان تحترم. وقال "العودة الى الوسائل القديمة لن تفلح. القمع لن يفلح. الانخراط في العنف لن يفلح. محاولة غلق مسارات المعلومات لن تفلح." وأضاف قائلا "الشيء الوحيد الذي سيفلح هو المضي نحو في عملية انتقال منظم تبدأ على الفور وتتضمن كافة الأطراف وتؤدي إلى ممارسات ديمقراطية وانتخابات حرة ونزيهة وحكومة ممثلة لمختلف الاطياف تستجيب لمظالم الشعب المصري."