كثرة الضغوطات ، المتطلبات، الاعباء و الهموم اصبحت حاجزا بيننا و بين الابتسامة فما بالنا بالضحك. و لو ان شر البلية ما يضحك. إلا ان انني أظن ان من سرق الضحك من محايانا يريد ان يهدينا أوقاتا مضحكة كل سنة كي نضحك و يتركنا عابسين طوال السنة. نعم ، اتحدث عن مهرجانات تختص بالفكاهة. أكيد انها فرصة جيدة لصناع البهجة كي يخففوا ما لَمَّ بِنَا من احباط يتشبع بواقع مرير لصحة غائبة، تعليم مريض و أمان غائب. فرصة ذهبية لمواهب لا تجد لها دور شباب مفتوحة و لو انها بنايات متواجدة لكن تسكنها قطط الشوارع. كما ان مشاركة المرأة في مثل هاته المهرجانات تعطيها مساحة غير مستهان بها كي تعبر عن نفسها، تطلعاتها، متاعبها و كذا أحلامها. ففي ظل هاته التظاهرات تبرز الانتقادات البنائة و الواعية اذا ما ارتكز فن الفكاهة على تمرير رسائل مفهومة و معبرة عن مشاكل او واقع نعاني منه، و نعطي من خلالها حلولا و الا أصبحنا و أمسينا نضحك على واقعنا الى اخر يوم في حياتنا. فالمرأة هي الوحيدة الكفيلة بان ترصد واقع و هموم بنات جلدتها من فقر، جهل و قهر. كا انه جميل جداً ان ادارات مهرجانات الضحك تكرم رواد الحركة الفنية المغربية و مؤسسيها الذين طالهم النسيان لسنوات. فانا شخصيا أؤيد فكرة مهرجانات الضحك الا انني اتمنى ان تكون هناك مهرجانات للمعقول و لو ليوم واحد. و كما يقام مهرجان الضحك في كل اقليم يقام مهرجان المعقول و لو مرة في السنة بالعاصمة تشارك فيه جمعيات و شباب ذو تكوين، كل في مجاله. مهرجان يمكنه ان يعطي رؤية واضحة عن واقعنا المعاش في كل مجال و تقديم نقاش موضوعي عملي و يطرح اجابات لتساؤلات عن كيفية إصلاح قطاع ما، و يقدم بدائل لسلوكيات سلبية لا زالت تنخر أسس المجتمع. مهرجان "المعقول" يمكنه تكريم رجال و نساء "المعقول"و يبرز ما انجزوه، كل في ميدانه، كترسيخ لثقافة الاعتراف بالاعمال "المعقولة"و يجعل منهم ابطال وطنيين، كي لا ينحصر التكريم فقط لاصحاب الحناجر الذهبية من المغنيين و المغنيات. فهلما جميعا لتأسيس مهرجان او دولة "المعقول".