مع فشل اللقاءات التي أجراها رئيس الوزراء التركي، "أحمد داود أوغلو"، مع رئيس حزب الشعب الجمهوري، "كمال قليجدار أوغلو"، وحزب الحركة القومية، "دولت بهتشلي"، في التوصل لتشكيل حكومة ائتلافية، بات من المتوقع تشكيل حكومة مؤقتة ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في تركيا، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول. وكان الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، كلف في 9 يوليو الماضي، رئيس حزب العدالة والتنمية وعضو البرلمان عن قونيا، أحمد داود أوغلو، بتشكيل الحكومة الثالثة والستين للجمهورية التركية، وتنتهي مهلة ال45 يوما التي يمنحها الدستور لتشكيل الحكومة 23 غشت الجاري، ووفقًا للدستور التركي، يتخذ البرلمان، أو رئيس الجمهورية، قرار إجراء الانتخابات المبكرة. فوفقًا للمادة 116 من دستور البلاد، "في حال فشل الحزب المكلّف بتشكيل حكومة خلال 45 يومًا من انتخاب ديوان رئاسة البرلمان الجديد، يمكن للرئيس بعد التشاور مع رئيس البرلمان، اتخاذ قرار بإجراء انتخابات جديدة، وتجرى الانتخابات في الأحد الأول بعد مرور 90 يومًا على صدور القرار. كما تمنح المادة 77 من الدستور التركي، برلمان البلاد، حق الدعوة لانتخابات، قبل حلول الموعد المعتاد للانتخابات البرلمانية، والتي تجرى كل 4 سنوات، وفي هذه الحالة، تدرس لجنة الدستور في البرلمان، مقترحات إجراء انتخابات مبكرة، وتعرض تقريرها بهذا الخصوص على الجمعية العامة للبرلمان، حيث يناقش ثم يطرح للتصويت. وفي حال اتخاذ البرلمان قرار بإجراء انتخابات مبكرة، يُحدد موعد الانتخابات بالتشاور مع الهيئة العليا للانتخابات، ويتم تشكيل حكومة مؤقتة لحين إجراء الانتخابات لدى تحقق أمرين؛ الأول الفشل في تشكيل حكومة خلال مهلة ال 45 يومًا التي يمنحها الدستور، والثاني اتخاذ الرئيس التركي قرار إجراء الانتخابات. ووفقا للدستور التركي، في حال اتخاذ رئيس الجمهورية قرار الانتخابات المبكرة، يكلف الرئيس شخصًا بتشكيل حكومة مؤقتة لحين إجراء الانتخابات، وتشكل الحكومة خلال خمسة أيام من إعلان قرار إجراء الانتخابات المبكرة في الجريدة الرسمية، ولا يجرى تصويت بالثقة على تلك الحكومة التي تستمر في أداء مهامها خلال فترة الانتخابات، وحتى انعقاد البرلمان الجديد. ويأمل حزب العدالة بأن تترجم استطلاعات الرأي التي ترجح فوزه ب43 في المائة من الأصوات (بدلاً من 41 حاليًا) بما يمكنه استعادة الغالبية التي يحتاجها لتشكيل الحكومة منفردًا، على أمل أن تكون الانتخابات الماضية "غمامة صيف" في تاريخ الحزب الحاكم في البلاد منذ 13 سنة. واعتبر رئيس الوزراء التركي داود اوغلو أن "الانتخابات المبكرة هي من صالح حزب العدالة والتنمية" الذي خسر في انتخابات يونيو الغالبية المطلقة في البرلمان التركي للمرة الأولى منذ العام 2002 بحصوله على 40 في المئة من الأصوات، مشيرا في هذا الشأن، إلى أن "حزب العدالة والتنمية هو المستفيد من الانتخابات المبكرة، لأنه إذا فاز ب18 نائبًا إضافيًا، سيكون بوسعه تشكيل الحكومة بمفرده، ولكن لا تبدو لبقية الأحزاب فرصة تشكيل حكومة بمفردها".