وسط حضور لافت احتفى أفراد الجالية المصرية في المغرب بالافتتاح الرسمي لمشروع قناة السويسالجديدة الذي انطلق اليوم تحت إشراف الرئيس المصري،عبد الفتاح السيسي، وجرى الموعد بالمركز الثقافي المصري بالرباط، في وقت تواجد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، على رأس وفد مغربي في الاحتفال الذي أخذ صبغته العالمية وأقيم في مصر. السفير المصري، أحمد إيهاب جمال الدين، قال: "لم يتوقف هاتفي طيلة اليوم عن تلقي اتصالات مغاربة يقدمون لمصر التهنئة والتبريك"، معتبرا أن حضور الوزير صلاح الدين مزوار بجانب قادة وممثلي مختلف الدول، ممثلا عن المغرب في احتفال افتتاح قناة السويسالجديدة، يوضح "العلاقة الوطيدة بين البلدين ومشاركة المغرب لمصر في السراء والضراء" وفق تعبيره. وأشار جمال الدين، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أن "مشروع قناة السويسالجديدة، سيعبر بمصر إلى مستقبل يليق بما يتوقعه شعبها، وسيعيد لمصر وجهها الجميل الذي ارتبط به المغاربة كدولة مدنية يشارك الجميع في بناءها وتكون إشعاعا للمنطقة"، وأضاف: "الحضور المغربي مصدر اعتزاز لنا". وتابع السفير المصري قائلا إن "الملك محمد السادس اتفق مع الرئيس المصري على أن تكون مصر مدخلا للمغرب نحو شرق افريقيا والخليج العربي، وأن يكون المغرب بالمثل مدخلا لمصر إلى الغرب الافريقي وأوروبا"، وزاد: "ننتظر أن نسمع أخبارا سارة تليق بالعلاقات بين البلدين وننتقل بها نحو جيل جديد من الشراكات بين الحكومتين وممثلي القطاع الخاص.. في أفق انعقاد اللجنة العليا المشتركة". ويرى يحيى طه حسنين، مدير المركز الثقافي المصري بالمغرب، أن مشروع قناة السويسالجديدة الذي جرى إنجازه في عام واحد فقط تتضمن آثارا إيجابية على تنمية محور قناة السويس، وعلى التجارة العالمية وحركة الملاحة الدولية، وسيتيح فرصا لتنمية العلاقات الاقتصادية بين مصر والمغرب. أما محمد فتوح مصطفى، رئيس المكتب الإعلامي المصري بالرباط، فعلق على مشاركة المغرب في حفل افتتاح القناة بكونه "يعكس محورية العلاقات بين البلدين، وما يميزها من تنسيق وتعاون على كافة المستويات، ويعد امتدادا لمواقف المملكة المشرفة والداعمة لمصر في مجال تحفيز نمو الاقتصاد وجهود التحول الديمقراطي ومكافحة الارهاب، وفي غيرها من ملفات العمل الوطني". وأضاف مصطفى أن افتتاح القناة يعطي دفعة للعلاقات الاقتصادية بين الرباط والقاهرة، عبر إنشاء مراكز لوجيستية مشتركة في منطقة القناة وفي ميناء طنجة المتوسط، "لتيسير نفاذ منتجاتهما لأسواق جديدة، حيث يمكن لقناة السويس أن تكون بوابة تجارية للمغرب إلى منطقة شرق أفريقيا وأسواق الخليج العربي، وأن يكون ميناء طنجة المتوسط بوابة عبور المنتجات المصرية الى أسواق دول غرب أفريقيا". ويرى ممثلو الدبلوماسية المصرية في الرباط أن إنجاز قناة السويسالجديدة في سنة واحدة، "ما يعادل ثلث المدة الزمنية التي كان من المفترض أن يستغرقها تنفيذ المشروع وفق الشركات العالمية والدراسات الاستشارية"، يعد "رسالة للعالم بأن مصر تنعم بالأمن والاستقرار، وأنها مصممة على استعادة مكانتها المتميزة على الساحة الدولية، كشريك دولي قوي وموثوق به". وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد وقع اليوم الخميس، وثيقة افتتاح قناة السويسالجديدة، حيث سبق وأن ظهر بزيه العسكري دقائق قبل مراسم الافتتاح، مستقلا "يخت المحروسة"، وهو المركب التي استقلها الملك فاروق آخر ملوك الأسرة العلوية بمصر عام 1952، ليتحرك السيسي قناة السويس القديمة إلى منصة الاحتفال، حيث ألقى خطابه. إلى ذلك، شارك في الاحتفال حوالي 17 رئيس دولة و8 نواب لرؤساء دول و6 رؤساء حكومات، و65 وزيرا، و145 وفدا من جنسيات مختلفة، أبرزهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، ورئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف، إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس العراقي فؤاد معصوم، والرئيس السوداني عمر البشير، مع حضور لملوك وأمراء البحرين والكويت والسعودية والكويت، وسط غياب لكل من تركيا وإيران وسوريا وإسرائيل.