كأن دول الشرق الأوسط لا تكفيها نيران الحروب والاضطرابات التي تأكل بنيها سواء بفعل فاعل أو بصنع أيدي مواطنيها، حتى نفخت فيها وأججت أوارها الطبيعة بلهيب شمسها الحارقة. فقد ارتفعت الحرارة إلى حد كبير للغاية حتى وصل مؤشرها في إيران إلى 72 درجة مئوية الخميس الماضي، بينما أعلن العراق عن عطلة رسمية لمدة أربعة أيام للعاملين بالدولة بعد أن بلغت الحرارة حدا يصعب معها العمل. ومؤشر الحرارة هو مقياس يجمع بين درجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية في محاولة لتحديد درجة الحرارة التي يشعر بها الإنسان بالفعل. وكلما ارتفع مؤشر الحرارة والرطوبة ازداد الشعور بعدم الارتياح. فمثلا إذا بلغت درجة الحرارة 32 مئوية في جو بالغ الرطوبة، فإن مؤشر الحرارة قد يصل إلى 41 درجة مئوية. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن أنطوني ساغليا، خبير الأرصاد الجوية بشركة أكيو ويذر الأميركية، القول إن موجة الحر التي تجتاح الشرق الأوسط حاليا "بلغت مستوى لا يُصدق، وهو من بين الأعلى التي رُصدت والتي لم أر مثيلاً لها من قبل". وذكرت الصحيفة أن معدلات الحرارة التي سُجلت مؤخرا بمنطقة الشرق الأوسط أقل قليلا من أعلى مؤشرعلى الإطلاق والذي رُصد في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية في الثامن من يوليو 2003 حيث سجل المؤشر آنذاك 81 درجة مئوية (178 فهرنهايتية). وفي دولة مثل العراق، حثت الحكومة الأهالي على شرب كميات كبيرة من المياه والبقاء في أماكن ظليلة بعيدا عن هجير الصيف اللاهب وسط مخاوف من ضربات الشمس. وتوفي 52 طفلا من النازحين العراقيين خلال الأسابيع الماضية بسبب ارتفاع درجات الحرارةغرد النص عبر تويتر إلى معدلات خطرة. ودعت لجنة المهجرين والنازحين بالبرلمان، الحكومة، إلى استنفار كافة إمكاناتها لإغاثة النازحين بعد هذه الوفيات. وفي العراق نفسه، خرج مئات المتظاهرين إلى ساحة التحرير في بغداد للاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي مطالبين بمحاكمة من سموهم "الفاسدين".