استعان وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، بالتراث الفكري للفيلسوف اليوناني أرسطو الذي عاش قبل 384 سنة من الميلاد، ليفتتح مساء الخميس مهرجان "ثويزا" بطنجة في دورته الحادية عشر، حيث أشار ضمن كلمة الافتتاح التي أوكلت له "أن الإنسان حيوان سياسي وثقافي وفني"، قبل أن يخاطب ضيوف المهرجان من تونسوالجزائر بالقول:"عيشوا وافرحوا وأرقصوا لأننا شعب يحب الحياة". وبدا الصديقي مرتجلا في كلمته أمام الجمهور الذي حضر حفل الافتتاح، بعد أن أشار إلى أن المغرب يرحب بضيوفه، داعيا إياهم للاستمتاع بالمغرب و"أن يعيشوا أيام المهرجان كما يحلو لهم"، متكئا في كلمته على ميتافيزيقية أرسطو ومنطقه في الحياة. وكان مهرجان "ثويزا" قد افتتح زوال الخميس، في دورته الحادية عشر تحت شعار: "الثقافة إكسير الحياة" حيث أكد عمدة المدينة فؤاد العماري، في كلمة تلاها نائبه عبد الحفيظ الشركي، أن طنجة بهذا المهرجان تساهم في محاربة التطرف الفكري، وترّسخ ثقافة الانفتاح والحب والحياة بين مكونات المجتمع، مشيرا إلى أن مهرجان "ثويزا" يجسد ثقافة التنوع الغنية التي يتمتع بها المغرب. ويعرف المهرجان الذي يتخذ من دورته لهذه السنة شعار: "الثقافة إكسير الحياة" مشاركة العديد من المفكرين المغاربين والعرب من تونس والمغرب والجزائر، من خلال موائد مستديرة تناقش" الثقافة في مواجهة العنف" ومدى إمكانية أن تكون "الثقافة جسر للسلام بين الأمم"، يؤطرها شكري المبخوت من تونس، وأحمد عصيد، ومصطفى شكدالي، ومريم الدمناتي، وسعيد الصديقي وعلي الإدريسي من المغرب، وسوريانا ياسين من الجزائر. ويشهد المهرجان العديد من السهرات الفنية سيحييها فنانون من إفريقيا جنوب الصحراء، وكوبا، ولبنان، والجزائر، والعراق، لعل أبرزهم الفنان اللبناني مارسيل خليفة، والمغربية سعيد شرف، والفنان الشاب أحمد شوقي. وكما دأب على ذلك المهرجان، سيتم إحياء ذكرى الكاتب الراحل محمد شكري من خلال "في رحاب خيمة شكري" بحضور كتاب وأصدقاء من عاشوا وصادقوا الكاتب الراحل الذي يخصص له المهرجان حيزا مهما لترسيخ أدبه، بعد أن ساهم في إخراج مؤسسة تحمل إسمه.