يعد شهر رمضان المبارك شهرا للم الشمل والتقوى والمحبة، ولكنه أيضا شهر التحديات بالنسبة للجالية المغربية في بريطانيا التي يحرص أفرادها، خلال المناسبة، على تبادل الزيارات بشكل أكبر وتأسيس حياة اجتماعية أكثر نشاطا على الرغم من ضغوطات العمل. ويعد رمضان مناسبة يجتمع فيها مغاربة العالم كثيرا حول مائدة إفطار تؤثثها أطباق متنوعة ولذيذة، إذ يتنافسون كل يوم على تقديم الأفضل من وصفات المطبخ المغربي، مع الحرص على أن تكون المائدة مزينة بكل أنواع المأكولات.. فالجميع يبذل قصارى جهده من أجل إعداد إفطار على الطريقة المغربية. المغاربة في بريطانيا يعتبرون أن قضاء شهر رمضان بعيدا عن الأسرة والوطن الأم هو واحد من أصعب اللحظات.. واللقاءات التي تنظم حول مائدة الإفطار تعكس، بالنسبة لهم، روح التضامن والأجواء الروحانية لهذا الشهر الفضيل.. حيث يرى الطالب عبد الإله الصالحي، المنحدر من مدينة طنجة والمستقر بالمملكة المتحدة، أن وقت الإفطار يعد لحظة يصعب التغلب عليها، إذ أن الصيام بعيدا عن الأسرة والأصدقاء صعب استيعابه وتحمله. نفس الإحساس عبر عنه عزيز الرضواني، الذي يعمل في قطاع الفندقة، إذ قال: "الجو العائلي هو الذي نفتقده أكثر خلال هذا الشهر الفضيل.. علينا أن نتحلى بالصبر من أجل التغلب على صعوبات الاندماج في المجتمع البريطاني".. وبالنسبة لإدريس التدلاوي، وهو موظف في مؤسسة مالية لندنية، فأكد أنه يفضل أن يتوجه رفقة زوجته الإنجليزية للإفطار بمطعم مغربي أو شرقي من أجل استعادة البعض من أجواء الإفطار التي يحن إليها مقترنة بالوطن. ربيع أوحين، وهو مستخدم في محل للجزارة، يفضل الإفطار في المنزل من أجل الحفاظ على الحمية وأيضا الاقتصاد في المصاريف، مشيرا إلى أن المطاعم تقترح قوائم أطعمة غالية الثمن.. أما أحمد إيمتنوين، الستيني المنحدر من مدينة أكادير ويعيش في بريطانيا منذ سنوات طويلة، فقد أثار فضائل أخرى لهذا الشهر الكريم.. فبالنسبة له "الصوم ليس مجرد الامتناع عن الأكل والشرب، بل يساعد على التنوير وتقوية الروح، ويمنح السكينة".. وأكد أيضا أن رمضان فرصة لكل المسلمين من أجل المصالحة وتجسيد الكرم، مشيرا إلى أن مشاعر التعاون والتضامن تزداد بقوة بين المغاربة، لا سيما في أماكن العبادة. وخلال هذا الشهر المبارك، تشهد المساجد الموجودة في لندن، أو تلك الموجودة في مناطق أخرى بالمملكة المتحدة، تدفقا قويا للمسلمين، من ضمنهم مغاربة يحرصون على ارتداء الملابس التقليدية بطريقة يعبرون من خلالها عن تمسكهم بجذورهم وهويتهم المغربية. وفي هذا الشهر، شهر الرحمة والمغفرة والتسامح، تنظم مساجد لندن العديد من الأنشطة، بما في ذلك موائد إفطار جماعية بالمجان، تمكن جميع المسلمين المتواجدين بالمدينة من التحلق حول مائدة واحدة.. كما يقترح عدد من المراكز الإسلامية البريطانية سلسلة من الندوات الموضوعاتية حول الإسلام وفوائد الصيام.. وبعد صلاة العشاء والتراويح يجتمع المغاربة حول كؤوس الشاي، وهو الوقت المناسب للالتقاء وتبادل المعلومات عن عائلاتهم وعن آخر الأخبار في البلاد. * و.م.ع