صلاة التراويح في شهر رمضان الحالي ليست كسابقاتها بالجزائر، ذلك أن عددا من المساجد باتت شبه فارغة إلا من صفوف قليلة، على غير العادة في سنوات خلت، بسبب تصرفات وسلوكات عدد من أئمة بيوت الله، تلقاها المصلون بكثير من التذمر، فقرروا الانقطاع عن التراويح. هذا ما كشفت عنه صحيفة جزائرية أكدت وفق مصادرها بأن العديد من المساجد شهدت، منذ بداية شهر رمضان، خاصة في المناطق الداخلية، انخفاضا محسوسا في عدد الوافدين عليها لأداء صلاة التروايح، بسبب الظروف التي حالت دون المسار الطبيعي لأداء التروايح بالوجه اللائق. ومن جملة المخالفات التي لوحظت في تراويح هذا العام بمساجد الجارة الشرقية، تعمد عدد من أئمة المساجد التطويل في الركعات، بخلاف ما أوصت به وزارة الأوقاف بالبلاد، والتي دعت المقرئين إلى التخفيف في التراويح، واغتنام توافد فئة جديدة من المصلين على المساجد للتقرب منها. ويصر أئمة المساجد في عد من المناطق الجزائرية على الصلاة بحزبين في الركعات الثمانية للتراويح، رغم توصية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالبلاد التي طالبت الأئمة بالصلاة بحزب واحد فقط، أي ثمن حزب في كل ركعة، من أجل الحفاظ على عدد المصلين، وأيضا لتفادي الوقوق طويلا في الجو الحار الذي تشهده البلاد. والأكثر من ذلك، تورد صحف جزائرية، أن بعض الأئمة آثروا التعنت والإصرار، فيصلون بالناس بحزبين كاملين، ومنهم من يصلي بأكثر من ذلك أيضا، الأمر الذي جعل الكثير من المصلين يقتصرون على أداء فريضة العشاء فقط، ثم يغادرون المسجد دون أن يصلوا التراويح. وسجلت ذات المصادر أن المساجد باتت مفرغة قبل نهاية النصف الأول من شهر رمضان، حتى أن مساجد صارت لا تحصي أكثر من صفين اثنين في أحياء عديدة، مضيفة أن طرد المصلين من التراويح سببه أيضا حرص مقرئين على الصلاة بأكثر من رواية وقراءة في التراويح، ما أفقدها لذتها الروحية". وانتقد العديد من المصلين في تراويح هذا الشهر المبارك تعمد أئمة بعض المساجد ترديد أكثر من رواية في ركعة واحدة، وأيضا اللجوء إلى روايات غريبة على أسماع الناس، من قبيل كلمة "زراط" عوض "صراط"، وهو ما أفضى إلى تنفير عدد من المصلين من الوقوف وراء أئمة بعض المساجد. ومن العوامل التي دفعت مصلين جزائريين إلى "هجران" المساجد وقت التراويح، تنافس القراء على القراءة، حتى حولوا الصلاة إلى منابر صوتية، كل واحد يقلد قارئا مشرقيا معروفا، فهناك من يقلد طريقة المعيقلي، ومن يقلد طريقة المنشاوي، وآخرون يتبعون قراءة السديس، فيما احتار المصلون وتاهوا" تقول ذات المنابر الصحفية.