كتبت (واشنطن بوست)، أول أمس الثلاثاء، أن هناك "أدلة عديدة" على الصلة بين (البوليساريو) وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وذكرت الصحيفة الأمريكية بأن السلطات المغربية أوقفت، في إطار محاربة التطرف العنيف، في مطلع يناير الجاري 27 شخصا، من بينهم عضو بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مضيفة أن هذه المجموعة كانت تخطط لارتكاب اعتداءات إرهابية في المغرب. والأدهى من ذلك، يقول كاتب المقال جينيفر روبين، فإن هذه الشبكة الإرهابية، التي يتزعمها مغربي مرتبط بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كانت "تهدف إلى إقامة قاعدة خلفية في البلاد لزرع الرعب" في المنطقة. ونقلا عن مقال نشر مؤخرا في صحيفة (نيويورك تايمز)، أشار روبن إلى العثور على مخبأ للأسلحة بأمغالا على بعد نحو 220 كلم من مدينة العيون، التي كانت في نونبر الماضي مسرحا لأعمال عنف قامت بها "عصابات مسلحة ضد قوات الأمن المغربية أسفرت عن مقتل 11 فردا من قوات الأمن". وأضاف أن الملاحظين كانوا قد أعربوا عن خشيتهم من أن تشكل أحداث العيون "مدخلا لتنظيم القاعدة، من أجل التوغل بالمنطقة وزرع الفوضى بها". ومن جانبه، أكد سفير المغرب في واشنطن عزيز مكوار، الذي نقلت (واشنطن بوست) تصريحاته، أن "هناك معلومات ما فتئت تتوالى تدعم وجود روابط بين عناصر من البوليساريو والقاعدة"، في إشارة إلى احتجاز تنظيم القاعدة لثلاثة مواطنين إسبان كرهائن. وحذر الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، من الخلط بين "الإرهاب الذي تمارسه جبهة البوليساريو وتهريب المخدرات والبشر، وأنشطة تنظيم القاعدة"، التي تشكل جميعها عوامل تهدد منطقة المغرب العربي والساحل. وشدد مكوار على أن "أفضل طريقة لتفادي هذا الوضع تكمن في التعاون الكامل والتام"، مع انخراط الجزائر، التي تأوي آلاف الصحراويين، والتي تعد الداعم الرئيسي (للبوليساريو)، مذكرا في هذا السياق بأن المغرب قدم سنة 2007 مقترحا للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وصفته الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة ب"الجدي وذي المصداقية". وأكد أن هذا المخطط يعد "بكل تأكيد الحل الأمثل لوضع حد لهذا النزاع ولمعاناة السكان القابعين في مخيمات تندوف في الجزائر"، مضيفا أن استمرار هذا النزاع سيمكن تنظيم القاعدة على تكثيف أنشطته، ونشر عدم الاستقرار في المنطقة".