اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، بالقضية الفلسطينية والعلاقات بين حركتي (فتح) و(حماس) والمارسات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والأزمة اليمنية في ظل جولة المفاوضات التي جرت بجنيف بين الأطراف اليمنية، وموضوع الإرهاب الذي يتربص بدول المنطقة، والأزمة السياسية في لبنان. ففي مصر خصصت صحيفة (الجمهورية) افتتاحيتها لموضوع الميزانية التي أقرتها الحكومة المصرية في نهاية هذا الاسبوع والتي تهدف حسب الحكومة- إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين الأحوال المعيشية للفئات الأولى بالرعاية عن طريق برامج موجهة للحماية الاجتماعية مثل مظلة معاش الضمان الاجتماعي والعلاج للفئات الأقل دخلا والاسكان منخفض التكاليف وما إلى ذلك. وأكدت أن مشروع الموازنة الجديدة يعبر بالأرقام عما ستقدمه الحكومة في عام واحد للشعب الذي يتطلع بعد ثورتين هائلتين إلى خطوات حقيقية علي طريق توفير الحياة الحرة الكريمة وإحداث ارتفاع في مستوى المعيشة لمحدودي الدخل. وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (اليوم السابع) في افتتاحيتها بعنوان (الطرق القديمة في الموازنة) منتقدة مشروع الموازنة وقالت إنه رغم أن الحكومة أقرت الموازنة بنسبة عجز تصل إلى 9ر9 في المائة إلا أنها لم تعط تفسيرا واضحا لاستمرار العجز في الموازنة رغم انخفاض أسعار البترول. واعتبرت أن الحكومة لم تنجح في استغلال انخفاض سعر البترول، وأنها ما زالت غير قادرة على تقديم أي جديد في ما يتعلق بإعادة هيكلة الموازنة العامة وما زالت الطرق القديمة هي الحل التي تعتمد عليه الحكومة في حل أي مشكل "لذلك كان على الحكومة أن تبحث عن حلول مقترحة بدلا من زيادة الأعباء على المواطنين البسطاء". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن شهر رمضان يحل هذا العام والمنطقة تزداد اشتعالا، ورقعة الحروب والصراعات تتوسع في أكثر من دول عربية. وأوضحت الصحيفة أنه "لطالما كانت غاية الإمارات ورجاؤها أن يحل الوفاق والوئام في أرجاء العالم، وينعم أهله بالطمأنينة والسلام والأمان" مؤكدة أن هذه الغاية أصبحت أمنية في العالم العربي اليوم، بعد أن فرق الدهر أهله إلى عصبيات تتقاتل فيما بينها. وأشارت صحيفة (الخليج)، من جهتها في افتتاحية بعنوان "التفريط بالقضية"، إلى أنه يصعب على أي مواطن فلسطيني أو عربي أن يصدق ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وقضيته، موضحة، أن حماس والسلطة "غارقتان في انقسام تجاوز الثماني سنوات جراء صراعات فئوية لا علاقة لها بالقضية وأهلها". وأكدت الافتتاحية أن من يحرص على القضية يجعلها تتقدم على ما عداها، لأنها أعظم وأكبر من أي خلاف شخصي أو فصائلي. وبالمقابل، انتقدت (الخليج)، ما يمارسه الطرفان من نفاق، في سياق "سباق محموم نحو التفاوض السري والعلني مع الاحتلال"، مبرزة أن كل طرف يسعى لقطف ما يمكن من المكاسب ليس للقضية إنما لإثباث أحقيته التمثيلية كفصيل. ومن جهتها، أشارت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، إلى قيام مستوطنين اسرائيليين بجريمة جديدة تمثلت في إحراق واحدة من أقدم كنائس العالم في الجليل شمال الأراضي المحتلة وكتابة عبارات مسيئة استفزازية بعد الجريمة، مؤكدة أنها "من جرائم الحقد والعنصرية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء وتكشف مدى العنف البغيض والحقد الذي يعتمر نفوس الاحتلال ومستوطنيه". ودعت الافتتاحية، في هذا السياق، الفلسطينيين إلى ترميم الشقاق وتوحيد "صفوفهم ويفعلوا من تحركهم تجاه المجتمع الدولي، فحتى اليوم لم يعد هناك سبيل أو مسعى دون أن يتحطم جراء تعنت ووحشية ونفاق الاحتلال، وآن للعالم أن يتحرك بأساليب جديدة ليس أولها المقاطعة ولا آخرها المساءلة الدولية في المحاكم المختصة". وفي قطر، كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها تحت عنوان" موقف راسخ ضد العنف والارهاب" أن قطر "انتهجت موقفا راسخا من كل اشكال الارهاب في العالم ولذلك كانت سباقة في ادانة الاعمال الارهابية وشجب واستنكار العنف الذي يستهدف الابرياء والمدنيين والعزل في كل مكان" مشيرة الى أنه في هذا السياق جاءت ادانة قطر واستنكارها الشديد للهجوم الذي شنته حركة ( بوكو حرام ) في شمال شرق النيجر، وأسفر عن مقتل 38 شخصا غالبيتهم من الأطفال والنساء. واعتبرت الصحيفة ان هذه الادانة، " تأتي لتؤكد حرص قطر على حرمة الدماء، أيا كان انتماء هذه الدماء، وأيا كان دينها، وعقيدتها، ومذهبها. وتعليقا على فشل مباحثات (جنيف) للسلام في اليمن، ترى صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن الحوثيين "أعاقوا بتعمد واضح التوصل لاتفاق في محادثات السلام اليمنية وأفشلوا الجهود الدولية للتوصل لهدنة باليمن خلال شهر رمضان المبارك"، مؤكدة أن الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح "مسؤولون مسؤولية مباشرة عن انهيار مفاوضات جنيف بسبب عدم رغبتهم أصلا في المفاوضات ووضعهم شروطا تعجيزية بعيدة عن الواقع خاصة بعدما التزم وفد الحكومة اليمنية الشرعية بالدخول في المشاورات من أجل تنفيذ مرجعيات المبادرة الخليجية والقرار الدولي رقم 2216 والتأكيد على ضرورة التزام الحوثيين بالمبادرة الخليجية التي قامت على أساسها الحكومة الشرعية باليمن قبل انقلابهم عليها". واستطردت الصحيفة قائلة "لقد وضح من خلال مسار مفاوضات جنيف أن الانقلابيين الحوثيين غير جادين وأنهم يماطلون ويشترون الوقت، ولذلك لم يلتزموا بالشكل والمضمون بالمشاورات التي جاؤوا من أجلها وأنهم كانوا يغردون خارج سرب المحادثات بإعطائهم أولوية للمرحلة السياسية اللاحقة على حساب الوضع الإنساني المأزوم باليمن ". وفي البحرين، أشادت صحيفة (الوطن) بالإنجاز الأمني الجديد الذي حققته وزارة الداخلية والمتمثل في ضبط مستودع لتخزين وتصنيع مواد شديدة الانفجار غرب البلاد، مشيرة إلى أن الخلية التي كانت وراء هذا المستودع "لها ارتباطات وثيقة بدول أجنبية تسعى لزعزعة أمن واستقرار البحرين". وقالت الصحيفة إن هذه اليقظة الأمنية جاءت بعد التفجيرات التي استهدفت مساجد في المملكة العربية السعودية، وهو ما يجعل السلطات الأمنية "تتعامل مع أية تهديدات كانت بكل جدية ومن أي طرف كان"، مشددة على أن الأمر "يحتم الحيطة والحذر، وقطع دابر هذه الجماعات الإرهابية واجتثاثها من جذورها". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن "الانجاز الأكبر الذي تحقق على هذه الأرض الطيبة هو أنه رغم كل هذه المخططات والمؤامرات، ورغم أعمال تبييت النية لفعل السوء بالوطن والمواطنين، فإن مملكة البحرين لا تزال يشار إليها بأنها بلد الأمن والأمان والاستقرار والهدوء". ونوهت الصحيفة في مقال بعنوان "هذه الأرض الطيبة عصية على الأشرار"، برجال الأمن الذين "نجحوا في تنظيف أرض الوطن من الشر والعدوان أولا بأول"، مشيرة إلى أن الحقيقة التي لم يعد في مقدور أحد إنكارها هي أن "هذه الأرض أصبحت عصية على الأشرار، ولن يفلت عليها شرير أو خائن بمكره ودهائه ونواياه الإرهابية البغيضة (...)". وفي الأردن، قالت جريدة (الرأي)، في مقال بعنوان "دعم العشائر في سوريا والعراق"، إن خيارات الأردن الصعبة وسط السوار الملتهب تحتم عليه تبني استراتيجية وقائية في التعامل مع تطورات الأحداث في سوريا والعراق، ورأت أن "المكونات العشائرية في المناطق المحاذية للأردن هي بيضة القبان في الحفاظ على كينونة هذه المناطق وتأمينها". واستطردت الصحيفة، في السياق ذاته، أن "جهاد الأردن لحفظ أمن حدوده وإبقاء مسافة الأمان مع المناطق الملتهبة" يعد "خيارا ناجعا يقي الأردن التماس المباشر مع أجزاء السوار الملتهب". وفي مقال بعنوان "سوريا..هل تجمع من فرقتهم¿"، اعتبرت جريدة (الغد) أن فرص الحل السياسي في سوريا وفق تصور (جنيف) "لم يعد ممكنا". وإن كانت هناك نية لإنقاذ سوريا من السقوط، "فلا سبيل سوى العمل السريع والعاجل من أجل صفقة سياسية، تفرض فرضا على جميع الأطراف في الداخل السوري"، يكون هدفها الأول "وقف انهيار الدولة والجيش السوريين (...) ومن ثم الشروع في مرحلة انتقالية طويلة المدى". ووفقا للصحيفة، فإنه ليس أمام القوى الدولية وقت طويل للتفكير، ذلك أن تنظيم (داعش) يتمدد في كل الاتجاهات، و(جبهة النصرة) متجهة صوب دمشق، و"الأكراد وضعوا أسس الإقليم المستقل، والجنوب يحتمي بالمظلة الأردنية، وقد ينضوي تحتها دروز السويداء قريبا"، وبالتالي فإن "سوريا التي فرقت اللاعبين الدوليين والإقليميين، لربما تعيد جمعهم على أرضها من جديد". وتناولت صحيفة (الدستور) عروض "التهدئة المستدامة" التي "تنهمر" على (حماس) في غزة، فرأت أن هذه التهدئة، بصرف النظر عن مدتها الزمنية، مطلب ملح لكل الفلسطينيين، "شريطة ألا تتحول إلى حل نهائي بحكم الأمر الواقع، ولكيلا تصبح سببا في قسمة الجغرافيا الفلسطينية بعد أن انقسمت الفصائل والمنظمة والسلطة..."، مؤكدة أن هذه التهدئة يجب أن تتم في سياق المصالحة الفلسطينية، "ومن أجل معالجة الكارثة الإنسانية في القطاع، لا لتوفير مخرج آمن لفصيل أو بضعة فصائل". وبلبنان، كشفت صحيفة (السفير) أن الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا "باتت بحكم المجمدة حاليا...". أما (النهار) فقالت إن الهيئات الاقتصادية والعمالية والنقابية "تستعد لتحرك كبير" تطلق عبره صرخة في وجه الأخطار والتداعيات المتفاقمة الناشئة عن الأزمات السياسية المتعاقبة والتي كان آخرها الأزمة الحكومية. وأوضحت أن هذه الأزمة تعد أحد "الانعكاسات المباشرة للانهيارات الاقتصادية والاجتماعية التي تزحف على البلاد". وتوقعت الصحيفة أن يكون التجمع الكبير الذي سيقام في 25 يونيو الجاري "خطوة نادرة" بضمه الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية والمهن الحرة لإطلاق ما سمي "قرارا ضد الانتحار" للخروج من الشلل السياسي ومسار التعطيل بعد الفراغ الرئاسي المتمادي...". وإقليميا كتبت صحيفة (البناء) تقول إنه وفيما بدأ العد التنازلي للأيام العشرة الأخيرة من شهر يونيو، وقرب حلول الموعد المقرر لنهاية التفاوض بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحدا حول الملف النووي الإيراني، فإن "فرص التفاهم النووي الإيراني"، وفقا للمصادر الأميركية والإيرانية، "لا تعني توقع الحلحلة في الملفات الإقليمية العالقة، على رغم المساعي المبذولة لنصب منصات التفاوض وتعثرها مرارا، بسبب عجز حلفاء واشنطن عن التأقلم مع خسارتهم للكثير من فرص الإمساك بأوراق القوة".