واصلت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، الخوض في قضايا الساعة بالمنطقة، من بينها الشأن الاجتماعي في تونس، وأخطاء امتحانات الباكالوريا بالجزائر، ودور القطاع الخاص في تنمية موريتانيا. ففي تونس، واصلت الصحف رصد الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعي، التي شكلت الحدث خلال الأسابيع الأخيرة، آخرها التوتر في منطقة دوز بولاية قبلى (جنوب)º مما حدا بالسلطات إلى فرض حظر التجول فيها. وتناولت صحيفة (المغرب) موضوع التوترات من زاوية ما يثار أن هناك أطرافا خفية تحركها مما خلق تساؤلا في مختلف الأوساط "عن الهوية الفعلية للأطراف أو الجهات التي تقف وراء خلق بؤر التوتر الاجتماعي، واختلاق مواطن تشاحن في عدة قطاعات حساسة". ولاحظت أن المستفيد الأول من هذه البؤر "هي قوى الإرهاب التي يساعدها تفكك السلطة وتفكك الجبهة الداخلية، كي تتحين كل غفلة لتضرب في مواقع غير منتظرة وفي وقت غير مرتقب"، داعية في هذا الصدد الأطراف الفاعلة في المجتمع إلى "نبذ الحسابات الضيقة والنظرة القصيرة المدى"، وكذا الحكومة إلى "سد مواطن الفراغ واستباق الأحداث وأن تكون مبادرة وخلاقة لتلبية انتظارات كل من عول على الخيارات الديمقراطية". وربطت صحيفة (الضمير) التوتر الاجتماعي بالعلاقة بين المواطن ورجل الأمن، التي "مازالت تطرح العديد من التساؤلات في تونس بعد 4 سنوات من الثورة"، حيث أن منظمات المجتمع المدني ما فتئت تندد ب"القمع البوليسي" للمظاهرات واستعمال العنف المفرط واعتقال المتظاهرين، (وذلك على خلفية استعمال القوة ضد صحافيين خلال مسيرة نظمت أواخر الأسبوع الماضي وسط العاصمة). ونقلت الصحيفة عن خبير قانوني أن العلاقة بين رجل الأمن والمواطن "لا زالت تحكمها نفس القوانين والنظرة من الطرفين، معتبرا أنه "لا يمكن تغيير هذه النظرة بمجرد تغيير النص القانوني أو تغيير الخطاب". وأبرزت صحيفة (الشروق) ما يروج حاليا من أن أحزاب السلطة والمعارضة اتفقت على العودة إلى الحوار من جديد "بعد أن اتضح أن البلاد لم تقدر على تجاوز المرحلة الانتقالية رغم تركيز سلطة جديدة منتخبة". وقالت إن البلاد عادت إلى عقد حوار وطني كما في السابق "لكن هذه المرة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي وليس السياسي"، موضحة أن هناك "احتقانا اجتماعيا وشعبيا ومشاكل اقتصادية بالجملة وصعوبات مالية للدولة ومطلبية اجتماعية مكثفة (...)، حيث لم يعد هناك من سبيل غير العودة إلى طاولة الحوار". وفي الجزائر، أسهبت الصحف في خطإ لامتحان الباكالوريا الذي انطلق أمس الأول، بنسب قصيدة شعرية للفلسطيني محمود درويش بينما هي للشاعر السوري نزار قباني. وقالت صحيفة (الخبر) إن فضيحة اختبار مادة اللغة العربية الذي افتتحت به مجريات امتحان شهادة البكالوريا دوت في مختلف المنابر والمواقع الإخبارية العالمية، إذ تخطت حدود الجزائر واكتست بعدا دوليا، عكس مدى فداحة الخطأ الذي وقع فيه القائمون على إعداد الاختبار بمركز الامتحانات بوزارة التربية، خاصة وأنه مسø بأيقونتي الشعر العربي، بقامة محمود درويش وهامة نزار قباني. ونقلت أن مواقع إعلامية عالمية وصفت الأمر ب"الفضيحة الشعرية التي هزøت اختبار اللغة العربية"، وأن ما حدث "يترجم واقع منظومة التعليم بالجزائر، ولا يمكن منحه قراءة أخرى غير الفضيحة"، وبكونه "جريمة" في حق اثنين من كبار الشعراء العرب اللذين يحظيان بمكانة خاصة في العقل الجمعي العربي وحتى العالمي. وأوردت صحف مضامين ندوة صحفية لنورية بن غبريط وزيرة التربية الوطنية أمس بخصوص سير امتحانات الباكالوريا وحالات الغش التي واكبتها، اعتبرت فيها الخطأ الذي تضمنه امتحان اللغة العربية والخلط بين الشاعرين أنه "غير مقبول، لكنه غير متعمøد، وسيواجه بعقوبات". واعتبرت صحيفة (الشروق)، في أبرز عمود يومي لها، أن استهداف "قلعة" البكالوريا بالإشاعة والتسريب والدعاية المغرضة والعقاب الانتقائي والعشوائي، سوف لن يõداوي المرض الذي استعصي على أطباء "المظلومة التربوية"، والمطلوب الآن هو خطة جديدة وإستراتيجية عميقة لتصحيح ما أمكن تصحيحه. ورأت أن ضرب المدرسة، هو "مؤامرة" لتفكيك المجتمع، وضرب الباكالوريا، هو محاولة لخلخلة مستقبل البلد، داعية بن غبريط إلى البحث عن الخلل وسط الوزارة الوصية التي "تتحمøل المسؤولية، مثلها مثل النقابات والأولياء والأساتذة والتلاميذ أيضا، ولا طائلة ها هنا لمحاولة الإفلات من العقاب أو توزيع دم المدرسة 'المذبوحة' على القبائل التربوية المتناحرة بسيوف الأحقاد.. أفلا يستفيق النائمون فوق سرير اللامبالاة والإهمال¿". وبشأن ما تردد من حالات غش في امتحانات الباكالوريا، أوردت صحيفة (الفجر) أن قطاع العدالة سارع إلى فتح تحقيق في الفضائح التي عرفتها امتحانات الباكالوريا في يومها الأول إثر قيام الطلبة بتسريب مواضيع الامتحانات عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعد دقائق من إطلاق الامتحان الأول الخاص باللغة العربية، مضيفة أن ذلك يأتي، في ظل تكرار ذات السيناريو في اليوم الثاني مع مادة الرياضيات، في سياق الحديث عن خطأ لشعبة العلوم. وفي موريتانيا، تناولت الصحف جملة من المواضيع ذات الطابع المحلي من بينها دور القطاع الخاص في تنمية البلاد. وهكذا، كتبت صحيفة (الشعب) أنه حرصا من الحكومة على ترسيخ اقتصاد حر، حظي تطوير القطاع الخاص في موريتانيا بأولوية ضمن مختلف البرامج الاقتصادية التي نفذتها، مذكرة بالنتائج الطيبة التي تم تحقيقها من حيث استعادة وتوطيد التوازنات الاقتصادية الكلية، والتي ترجمت في السنوات الأخيرة بزيادة ملحوظة في نسبة النمو الاقتصادي للبلاد. وأوضحت الصحيفة أنه سعيا لتوطيد هذا النمو وتوزيع ثماره بشكل عادل لصالح الفئات الأكثر فقرا، تقرر إلغاء الاحتكار وتحرير التجارة وتخلي الدولة عن القطاعات الإنتاجية. وأشارت الصحيفة إلى أن الإصلاحات التي قامت بها الحكومة شملت على الخصوص تحرير بعض القطاعات الاقتصادية الهامة كالصيد البحري والزراعة والصناعات الزراعية والتأمين والبنوك والنقل الجوي وفتح القطاع المنجمي للخواص، فضلا عن قرار إنشاء سوق نقدي (بورصة) مع العمل على إصلاح نظام الصرف. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية للزيارة الاستطلاعية التي يقوم بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز لجنوب البلاد حيث دشن العديد من المشاريع والمرافق التنموية، واحتضان نواكشوط ورشة تكوينية إقليمية حول تدبير المعلومات المتعلقة بالجراد المهاجر، منظمة من طرف هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية التابعة لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو). واعتبرت الصحف أن موريتانيا تعد من بين الدول الرائدة في مجال مكافحة الجراد لكونها راكمت خبرة ميدانية تجعلها قادرة على توفير بيانات ذات فعالية تسمح بالاطلاع بشكل دقيق على حالة الجراد في البلاد وتنقله. ورياضيا، هللت الصحف للفوز المزدوج للكرة الموريتانية على نظيرتيها السنغالية والمغربية، أول أمس الأحد، وذلك بتفوق منتخب المحليين في مباراة ودية بنواكشوط على نظيره السنغالي ( 1-0 ) ومنتخب الناشئين (أقل من 16 سنة) بالرباط على نظيره المغربي 3-1 ضمن منافسات بطولة اتحاد شمال إفريقيا لهذه الفئة.