أوفى النجم السنغالي-الأمريكي إيكون مساء أمس الأربعاء، بالعهد الذي قطعه على نفسه بإهداء جمهور موازين حفلا "أكثر جنونا" من ذلك الذي جمعه بالجمهور المغربي قبل تسع سنوات بالدارالبيضاء. وفي سهرة إفريقية عالمية لا تنسى، وقع ابن التيرانغا على حفل استثنائي تجاوز فيه الحضور، بحسب الجهة المنطمة، 190 ألف عاشق لهذه الجوهرة الإفريقية النادرة، التي تربطها علاقة خاصة بالجمهور المغربي. واجتمعت في حفل إيكون كل عناصر "الشو" ذو الطراز العالمي وصبغة القارة التي غنى على أرضها: الصوت العذب، والأداء الساحر، ورقصات وإيقاعات تمتح من غنى الثقافة الإفريقية وتتنقل بانسيابية بين "الهيب هوب" و"الآر آند بي". وفوق كل هذا وذاك، تواصل فاق كل الحدود عندما أقدم إيكون على التدحرج على إيقاعات أغانيه داخل كرة شفافة بين الجماهير الحاضرة، في مشهد جنوني يعكس حجم الحب الذي يكنه هذا الفنان لجمهوره، ويعطي مصداقية أكبر للوصف الذي أعطاه له قبيل سويعات من الحفل عندما قال: إن الجمهور المغربي هو "أصدق جمهور" رآه في حياته و"أكثره جنونا". "هل أنتم مستعدون" جملة تكررت على شاشات المنصة قبل أن يبدأ الفريق المرافق لإيكون بعزف أغنية "آم سو بايد"، وينير الفنان الأسمر بلباسه الأبيض خشبة منصة السويسي، ملهبا حماس الجمهور الذي حضر بكثافة للقاء نجمه المفضل. وفيا لنصوص الهيب هوب المكتوبة بنار المعاناة والمحتجة الرافضة لاستمرار الوضع القائم، حكى الفنان العالمي قصص المهمشين في أغنية "غيتو"، وحياة الوحدة من خلال رائعته "لونلي"، قبل أن يعتذر بتأثر عن كل ما فعل، بل وحتى عن أخطاء الآخرين، عندما غنى "سوري، بليمت أون مي"، ليشاركه الجمهور في حمل اللوم مرددا بصوت أعلى من إيكون لازمة الأغنية: "يو كود بوت ذو بلايم أون مي"(يمكنك أن تلقي اللوم علي)". ورفع إيكون الإيقاع مع أغاني "سماك دات"، و"دينجيروس"، و"رايت ناو"، و"وورك هارد" و"دانزا كودورو" بإيقاعاتها اللاتينية الخفيفة. أما إفريقيا، فخصص لها ابنها البار مساحة هامة في حفله، الذي تميز بحضور لافت لجاليات البلدان الإفريقية جنوب الصحراء وفي مقدمتها الجالية السنغالية التي رفرف علمها في سماء المنصة. وغنى إيكون "أو..أفريكا"، وتغنى بجمال وغنى القارة السمراء في "ماما أفريكا"، وعزف بنفسه على الطبول الإفريقية صانعا احتفالية إفريقية خالصة، قبل أن يختتم الحفل على إيقاعات أغنية "فريدم" التي تروي قصة حياة عائلته المهاجرة نحو الولاياتالمتحدة وتعلقه بقارته الأم، وهي التي لا تختلف كثيرا عن قصص كثير من المهاجرين الأفارقة بالديار الغربية. وكان إيكون قد صرح خلال ندوة صحافية قبيل هذا الحفل المثير، إنه وفريقه "كلما ذهبوا إلى حفل حول العالم إلا وقارنوه بالحفل الذي أحيوه في الدارالبيضاء قبل تسع سنوات"، مضيفا "ذلك الحفل جعلني دائما أرغب في إحياء حفل أمام جمهور مماثل". وأكد إيكون أنه وفريقه متحمسون جدا لحفل الليلة، معربا عن اقتناعه بأنه "سيكون (حفل الليلة) أكثر جنونا" بالنظر إلى أنه قبل 9 سنوات "كان في بداياته كفنان، ولم يكن له تاريخ مماثل وأغان كثيرة ليؤديها". وحضر المنتج المغربي الشهير نادر خياط، المعروف فنيا ب"ريد وان" في ندوة إيكون كما في أعماله، حيث قال عنه إيكون إنه ب "مثابة أخ لي"، واصفا إياه بأنه "المنتج الأكثر موهبة الذي عرفته"، مؤكدا أنه سيجمعه به تعاون جديد في ألبومه المرتقب إصداره نهاية السنة الحالية. ويعد المغني وكاتب الكلمات والمنتج ذو الصيت الدولي أحد الوجوه الرئيسية لموسيقى آر.أند.بي. والهيب هوب. كما أدى رفقة مايكل جاكسون آخر أغنية سجلها ملك البوب قبل وفاته عام 2009. وولد النجم الأمريكي السينغالي، واسمه الحقيقي أبيون بادارا ثيام، في ميسوري بالولاياتالمتحدة عام 1973، ودرس الموسيقى في دكار على يدي والده، مور ثيام، وهو عازف جاز مرموق. وبنيوجرسي كتب وسجل أغنيته الأولى عن عمر لا يتجاوز 15 سنة. *و.م.ع