تميز الملتقى الخامس لأهل القرآن، الذي نظم يوم أمس الأحد، بمسجد الرحمة بأولاد افرج، عن غيره من الدورات الأربع السابقة بوضع اللبنة الأولى لمشروع بناء مدرسة لتعليم القرآن وتعلّمه، والتي سبق أن أشير لها ضمن الانتظارات والأهداف المسطّرة خلال الملتقى الرابع، حيث تيسر، أخيرا، الحصول على قطعة أرضية من أحد المحسنين تبلغ مساحتها 120 متر، فيما عبّر محسنون آخرون عن استعدادهم للمساهمة في بناء المدرسة وإخراجها إلى حيز الوجود. عبد الرحيم أوشن عضو المجلس العلمي المحلي بالجديدة، وفي تصريحه لهسبريس بمناسبة إشراف جمعية البر لمسجد الرحمة على تنظيم ملتقى أهل القرآن، أكّد على أن اختيار مركز أولاد افرج بإقليم الجديدة من أجل تنظيم هذه التظاهرة القرآنية الربانية يرجع لكونه مركزَ ثقل يتوسّط مجموعة من مدارس تحفيظ القرآن، "حيث يسهل على المشاركين التنقل منه وإليه من أجل تحقيق الملازمة الدائمة لكتاب الله تعالى تلاوة وحفظا وفهما وتدبرا وتطبيقا ودعوة وتعليما وتعلما، والعمل على حسن الإنصات إلى كلام الله والتعامل معه وتدبر آياته". وأوضح أوشن إلى أن منظمي الملتقى يعملون كل سنة على الاحتفاء بالمتخرجين الجدد الذين استطاعوا حفظ القرآن الكريم كاملا، حيث تم في دورة هذه السنة تكريم شاب رفقة مُحَفّظه، مشيرا إلى أن نفس المُحفّظ حظي خلال انعقاد الملتقى السابق بتكريمٍ نظير تمكنه من تعليم شاب آخر القرآن الكريم بأكمله، ما يساهم بشكل كبير في تحفيز باقي الطلبة والناشئة على الحفظ من جهة، وحَفز المحفظين والمدرّين والفقهاء على التعليم والتحفيظ. وعرف الملتقى تكريم عدد من العاملين في الحقل الديني القرآني سواء محفظين أو حافظين أومحسنين، حيث تم الاحتفاء بشيخين من قدماء الأئمة الذين مارسوا الإمامة منذ السبعينات إلى الآن، فيما كان الملتقى مناسبة لاكتشاف تلميذ يبلغ من العمر 10 سنوات ويدرس في السلك الإعدادي ويحفظ 40 حزبا، حيث أشار عبد الرحيم أوشن في هذا الصدد إلى أن المجلس العلمي المحلي للجديدة بحث لعدة سنوات عن حافظ لكلام الله ما دون السن 12 لتلاوة آيات بينات بين يدي أمير الؤمنين ليلة 27 من رمضان، مؤكدا على أن هذا الطفل يعتبر مشروعا لرمضان المقبل وثمرة لهذا الملتقى. وفي الوقت الذي دعا فيه أوشن إلى ضرورة إلى إقامة "معسكرات" تكوينية أو جامعات صيفية أو ربيعية لتكوين الشبان والشابات وتعليمهم قواعد ومبادئ تجويد القرآن الكريم، عمِلت جمعية البر لمسجد الرحمة بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي على تكريم أحد الذين خدموا القرآن الكريم بكتابته كاملا بخط يده، حيث حصل عبد العزيز مجيب من طرف المنظمين على عدد من الهدايا، رفقة مجموعة من الشخصيات المحلية والمهتمين الذين خدموا كتاب الله كل من موقعه. وعمِل قرّاءٌ من مختلف الأعمار، قدِم عدد منهم من الزوايا والكتاتيب القرآنية بالمنطقة، على تلاوة آيات بينات من كتاب الله على مسامع الحاضرين بشكل فردي وجماعي، وتقديم مواعظ وكلمات من طرف بعض الضيوف والعلماء. أحد أعضاء جمعية البر، وفي تصريحه لهسبريس، أكد أن عدد المشاركين في الملتقى يزداد سنة بعد أخرى، مُقدّرا عدد الزوار لهذه السنة ب1500 مشارك، استطاع المنظمون استقبالهم في أحسن الظروف، من خلال توفير المأكل والمشرب وشروط الراحة، وذلك بمساعدة جمعية الخير للتربية والتنمية والمحافظة على البيئة وعدد من المتطوعين، فيما صرّح مجموعة من المشاركين في الملتقى عن تثمينهم لهذه المبادرة القرآنية السنوية التي تلتفت للعاملين بهذا الحقل سواء كانوا علماء أوأئمة أومقرئين أوتلاميذًا "محاضير".