تفتق ذهن القائمين على شركة "جينيوس" لاستضافة المواقع الإلكترونية وأسماء النطاقات بالمغرب، عن فكرة طريفة لبث وصلات إعلانية ترمي إلى الكشف عن عروضها الجديدة في عالم استضافة الويب، وكل ما يلحق به من خدمات مرتبطة، تمثلت في "استثمار" بعض العبارات التي أثارت ضجة في البلاد. وفي الفيديو الأول لوصلة إعلانية قدمتها أخيرا هذه الشركة المتخصصة في الخدمات التقنية بالشبكة العنكبوتية، تم توظيف العبارة الرائجة التي تفوه بها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في مواجهة رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، ميلودة حازب، عنما خاطبها بالقول "ديالي كبير عليك". عبارة "ديالي كبير عليك"، التي تفوه بها رئيس الحكومة، جابت المواقع والمنابر الإعلامية في المغرب وحتى خارجه، كما أنها أثارت لغطا وسجالا كبيرين وصل إلى حد التنديد بسلوك بنكيران في البرلمان، حيث اتهمته المعارضة بنهج أسلوب بذيء في الكلام، بينما أكد هو أنه لم يقصد سوى أن حزبه أكبر من حزب حازب. شركة "جينيوس"، التي تضم في طاقمها كفاءات مغربية شابة، اهتدت إلى أن تستغل رواج هذه العبارة، لتمرر خطابها الإشهاري للجمهور المغربي عامة، والمهنيين والمهتمين بعالم الانترنت واستضافة المواقع، وذلك بطريقة ساخرة ومسلية حاولت المقاولة أن تخرج بها عن الإطار المألوف للوصلات الإشهارية. وبدا في الإعلان الطريف شخصان يتجاذبان أطراف الحديث، فقال الأول للثاني "ديالي كبير عليك"، فرد عليه الثاني "الله يهديك، موقعي أكبر، فهو بسعة 10 جيغا، و10 فيديوهات عالية الجودة، فرد عليه ممثل "جينيوس" بأن شركته تقدم عرضا أكبر، يتمثل في مساحة لا محدودة للاستضافة. وأما الإعلان الثاني لذات الشركة، فلجأ إلى استغلال الجدل الذي طال وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، عندما كان يكرر لازمته التي باتت ملتصقة بصورته "أنا واضح" je suis clair، في حوار صحفي بثته قناة "أوروبا 1" في فبراير الماضي. وكان الخلفي قد أثار موجة من السخرية والتنديد بطريقته في الجواب على أسئلة الصحفي الفرنسي، خاصة في سياق عودة العلاقات بين الرباط وباريس إلى سكتها الصحيحة، بعد فتور دبلوماسي دام زهاء سنة كاملة بين البلدين، ما جعل الوزير يحتمي بعبارته الشهيرة "جوسوي كليغ"، تفاديا للأسئلة المحرجة التي انهالت على رأسه. وأما الوصلة الإشهارية الثالثة التي تفتق عنها ذهن الشركة ذاتها، من أجل الترويج لعروضها، هو استثمار عبارة رائجة أخرى، تلك التي سبق أن أدلت بها تلميذة صغيرة بعفوية وبراءة، عندما سئلت عما تفضله في مادة النشاط العلمي، فأجابت "الأرنبات وذاك الشي"، لتتحول في الوصلة الإعلامية إلى "الانترنت وذاك الشي". وكانت تلميذة صغيرة تدعى زينب من مدينة فاس، قد لاقت كثيرا من الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي قنوات تلفزية مغربية استضافتها، كما خصص لها البعض صفحات فايسبوكية، ومقاطع فيديو طريفة، بينما كتب آخرون مقالات علمية عن أصل كلمة "أرنبات" ومدى صحتها اللغوية.