أكد إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن حزبه لن يشتم ولن يسب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، لكنه سيرفع أكف الضراعة لله بأن يهديه، مادام الرجل لا يريد أن يتغير، ويكثر من الحديث ويطلق عنانه ل"الشفوي"، عوض الانكباب على العمل. وعاد العماري إلى ما تفوه به بنكيران، في تجمع خطابي بمناسبة عيد الشغل يوم الجمعة الماضي، حين افتخر بكونه يقود "حكومة البركة"، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم، وقال القيادي في "الجرار" إن الرسول عليه الصلاة والسلام خطاب أعرابيا بالقول "اعقلها وتوكل"، بينما هذه الحكومة لم تعقلها بعْد لتتوكل". وقال العماري، في مهرجان نظمته الأمانة الإقليمية لحزبه بمدينة شفشاون، إن الحكومة ما تزال على حالها منذ أن عرفها المواطنون المغاربة للوهلة الأولى، حيث يلجأ رئيسها كثيرا إلى نهج حملة انتخابية سابقة لأوانها، من خلال إطلاق الاتهامات في حق المعارضة وغيرها. واستطرد القيادي في "البام" أن الحكومة الحالية هي الوحيدة في العالم التي تتحدث أكثر مما تنصت"، مسجلا أن "رئيس الحكومة لم يسبق له أن زار إقليمشفشاون مطلقا، رغم أنه من المفترض أن كل مسؤول مهما كان شأنه يجب أن ينصت إلى المواطنين ويتفاعل مع رسائلهم وشكاويهم". وشدد الزعيم الحزبي ذاته على أن مصالح المواطنين المغاربة لا تحتاج إلى الكثير من "الشفوي" بل تحتاج للعمل أكثر، معربا عن عن أمله في أن تتمكن الحكومة فيما تبقى من ولايتها من إنجاز ما تستطيع إنجازه مما وعدت به في برنامجها خاصة في المناطق المهمشة. وقارن العماري بين حزب العدالة والتنمية "الحاكم" وحزب الأصالة والمعاصرة، وقال إن حزب "الجرار" يقوم بما يستطيع القيام به، حيث يجتهد، ويعمل، وينصت"، مستدركا أن "هذا لا يعني أنه معصوم من الخطأ، لأن الذي لا يخطئ هو من لا يمارس، ويكثر فقط من الكلام، وينسى العمل". واعتبر المتحدث أن عمل الحزب يتجلى في الدفاع عن مصالح الوطن، وزاد قائلا "نحن لم نأت للحصول على مناصب أو منافع، وما يجمعنا هو كيفية التفكير الجماعي في مصلحة البلاد والدفاع عنها، والتفكير في الارتقاء بأوضاع الجماعات والمدن والجهات إلى الأفضل". وعرج العماري على مشاكل مدينة شفشاون، والصورة الذهنية المرتبطة بها، حيث أبرز أن "التجاوزات التي التصقت بالمنطقة لم ترتبط بموضوع الكيف، بل وجدت قبل أن يكون الكيف، وكان المنتمي إلى المنطقة "مدانا" قبل أن تثبت إدانته، وكان التدخل القضائي والأمني في حقه سريعا". واسترسل بأن "الأصالة والمعاصرة" يسعى إلى رفع الظلم والحيف عن منطقة شفشاون، وسيدافع عنها وغيرها من الأقاليم التي تعيش التهميش"، مؤكدا أن "الحقوق يجب أن تنتزع بذكاء ورزانة وتفكير هادئ"، مستحضرا في ذلك مقولة محمد بن عبد الكريم الخطابي: "فكروا بهدوء واضربوا بقوة".