اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة أمريكا الشمالية بأعمال الشغب التي اندلعت في بالتيمور، والإجراءات التي اتخذتها حكومة هاربر لجذب الكنديين في أفق الانتخابات المزمعة في أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى الزلزال المدمر بنيبال. وهكذا، وصفت صحيفة (واشنطن بوست) تحت عنوان "أعمال الشغب تهز بالتيمور: هوغان يعلن حالة الطوارئ ويضع الحرس الوطني في حالة تأهب"، مشاهد العنف التي ميزت أمس الاثنين هذه المدينة التي تقع بولاية ميريلاند (شرق) مما اضطر حاكم ولاية لارو هوغان لإعلان حالة الطوارئ. وقالت الصحيفة إن العنف انتشر في عدة أحياء شعبية بغرب بالتيمور، مضيفة أن عشرات المحتجين قاموا برمي قنينات الزجاج على شرطة مكافحة الشغب وإحراق سيارة للشرطة ونهب المحلات وإصابة 15 فردا على الأقل من رجال الشرطة. من جهتها، قالت صحيفة (نيويورك تايمز) إن أعمال العنف هذه وقعت بعد تشييع جنازة الشاب فريدي غراي، أسود البشرة وفي ال25 من العمر والذي توفي في 18 أبريل الجاري بعد معاناة من كسر شديد في فقرات العنق بعد إلقاء القبض عليه، قبل أسبوع، من قبل الشرطة. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه فقط بعد إعلان حظر التجول تكلفت شرطة ميريلاند بمسؤولية إنفاذ القرار، وأنها طلبت مساعدة من 5000 فردا من شرطة ميد أطلنتيك، مشيرة إلى أن عناصر من الحرس الوطني قد تم نشرهم مساء الإثنين وصباح اليوم الثلاثاء. وعلى صعيد الساحة الدولية، عادت الصحيفة ذاتها للتطرق للزلزال المدمر الذي ضرب السبت الماضي العاصمة النيبالية كاتماندو وأجزاء أخرى من البلاد، مشيرة إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 10 آلاف شخص نقلا عن رئيس وزراء نيبال سوشيل كويرالا، الذي دعا الى المزيد من المساعدات الدولية الطارئة للتخفيف من آثار الزلزال، الأعنف التي تشهده البلاد منذ 80 عاما. وأبرزت الصحيفة أنه إذا كانت كاتماندو قد أثارت اهتماما كبيرا للمتطوعين الإنسانيين وعمال الإغاثة الدوليين والمحليين فإن القرى، سواء تلك التي توجد حول أنحاء المدينة أو البعيدة، أصبحت بمثابة "ثقب أسود" بعيد المنال حتى بالنسبة للجيش بسبب الانهيارات الأرضية. وعبرت صحيفة (واشنطن بوست)، من جانبها، عن أسفها لكون الزلزال أدى بالإضافة إلى سقوط الآلاف من الأرواح، إلى حالة من الخراب في المواقع التاريخية، والتي تصنف بعضها في قائمة التراث الإنساني لليونسكو. أما صحيفة (لو دوفوار) الكندية فأشارت إلى أن سكان نيبال ما يزالون تحت صدمة الخسائر الهائلة في الأرواح والممتلكات بعد يومين عن الزلزال المدمر الذي خلف مقتل الآلاف، لافتة إلى انه في هذا الآوان، تتوافد المساعدات الدولية وتنتظم من أجل غوث المصابين والمعزولين والمشردين الذين يفتقرون إلى الماء الصالح للشرب والغذاء الأساسي. بدورها لاحظت صحيفة (لا بريس) أنه في الوقت الذي يفد فيه المتطوعون للوصول إلى المنكوبين، يبقى العلماء متيقظين لمراقبة مؤشرين اثنين : الهزات الارتدادية التي قد تتواصل خلال الأسابيع المقبلة، وانجراف التربة الذي قد يدمر قرى كاملة متسببا في مزيد من الضحايا، مشيرة إلى أن العلماء يخشون من وقوع مأساة شمال العاصمة كاتماندو حيث تنتشر المنازل على سفوح الجبال. وبكندا، كتبت صحيفة (لابريس) أن حكومة المحافظين بقيادة ستيفن هاربر خصصت 13,5 مليون دولار من أجل حملة دعائية غداة تقديم الميزانية العامة، أشهرا قبل الانتخابات المرتقبة في 19 أكتوبر المقبل، مشيرة إلى أن الحكومة تواصل تنفيذ حملة دعائية، انطلقت منذ عدة أشهر وتبث في أوقات الذروة، بهدف إبراز الإجراءات التخفيفية من عبء الضرائب المتضمنة في الميزانية، والتعريف بالخطوط العريضة للأرضية الانتخابية للمحافظين. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال ) أن أندريس مانويل لوبيز أوبرادور رئيس المجلس الوطني لحزب (مورينا) يؤكد على أنه ليس هناك سوى طريقة واحدة لخروج المكسيك من أزمتها تتمثل في "تغيير النظام. لا يوجد خيار آخر"، داعيا المواطنين إلى الذهاب إلى الانتخابات لتحقيق ذلك. وحذر رئيس المجلس الوطني ل(مورينا)، في مقابلة مع الصحيفة، من وجود "حملة" ضد التصويت مدبرة من قبل "اليمين المتطرف" و"اليسار". أما صحيفة (لاخورنادا) فكتبت أنه من بين 99 بلدا تحتل المكسيك المرتبة 79 في مؤشر دولة القانون، حيث " يعتقد الأشخاص بأن النظام القضائي فاسد". ببنما، أبرزت صحيفة (بنماأمريكا) أن مواجهة محتدمة تدور رحاها بين رجال الأعمال في قطاع البناء والحكومة التي قررت تغطية الزيادة في معاشات المتقاعدين بفرض ضريبة جديدة على مواد البناء المستخرجة من المقالع الطبيعية (الرمل، الحجر ..) موضحة أن القطاع الخاص اعتبر أن قرار الحكومة "غير متشاور بشأنه" وقد يؤدي إلى رفع سعر السكن بالبلد، فيما رد مسؤولون حكوميون بأن "اعتبارات سياسية تحدد هوية المستفيدين من رخص المقالع الذين لا يدفعون ضرائبهم كاملة إلى الشعب". من جانبها، أشارت صحيفة (لا إستريا) إلى أن الحكومة صادقت أمس الاثنين على قانون يقر إجراءات جديدة في مجال محاربة تبييض الاموال وتمويل الإرهاب وتجارة الأسلحة ، وهو ما يعتبر خطوة مهمة لإخراج البلد من "اللائحة الرمادية" لمجموعة العمل الدولي، مشيرة إلى أن القانون الجديد يهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني من اختراق العصابات الإجرامية النشيطة في تبييض الاموال. بالدومينيكان، تطرقت صحيفة (دياريو ليبري) إلى الانعكاسات السياسية لفوز رجل الأعمال، لويس أبيناضر، بالانتخابات التمهيدية للحزب الثوري الحديث (معارضة) لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجري سنة 2016، مبرزة أن أبيناضر، الذي أصبح زعيما للمعارضة، يتمتع بشخصية "قوية" و"نظيفة" تمكنه من توحيد صفوف المعارضة في مواجهة حزب التحرير الحاكم، واستقطاب المتعاطفين وإنهاء عزوف المواطنين عن الاهتمام بالشأن السياسي بسبب قضايا الفساد التي تورط فيها بعض السياسيين. من جانبها، كتبت صحيفة (إل كاريبي) أن دخول لويس أبيناضر إلى المشهد السياسي بصفته مرشحا رئاسيا يحظى بدعم العديد من القطاعات الاجتماعية يعتبر حدثا مهما قد يشكل مصدر "قلق" للحزب الحاكم الذي يعيش أزمة داخلية بسبب سعي بعض قيادييه إلى تعديل الدستور لتمكين الرئيس الحالي للجمهورية، دانيلو ميينا، من الترشح لولاية ثانية مدتها أربعة سنوات.