سلم العاهل الإسباني فيليبي السادس،اليوم، جائزة "ثربانتيس للآداب" للكاتب الاسباني خوان غويتيسولو،البالغ من العمر 83 عاما، والتي تعد أعرق جائزة في الأدب الاسباني وأكثرها قيمة معنوية ومادية، نظرا "لقدرة الأخير على التحقيق في الجانب اللغوي واستعماله لعبارات معقدة من ناحية الأسلوب، وكذا تمكنه من آليات الكتابة في مجموعة من الأجناس، إضافة إلى دوره الناجع في التقريب بين المغرب واسبانيا ورهانه المتواصل للحوار بين الثقافات"، وفق رأي لجنة التحكيم المكونة من 11 عضوا. وقال خوان غويتسولو،المقيم بمدينة مراكش منذ حوالي عشرين عاما، عندما تلقى خبر فوزه بهذه الجائزة من طرف وزير الثقافة الاسباني، خوسيه اغناسيو ويرت "لم أكن أنتظر هذا الاعتراف وكنت دائما أشك في نفسي حين تمنح لي جائزة ما، لكن حينما يصفونني بالشخص الغير المرغوب فيه، أعرف أنني على صواب"، في إشارة إلى أنه منبوذ، كونه كان من أشد المعارضين لنظام الجنرال فرانكو، ما تسبب في نفيه خارج إسبانيا، حيث عاش سنوات في فرنسا قبل أن يستقر في المغرب قبل 25 عاماً. وأضاف ابن مدينة برشلونة المعروف بمثليته الجنسية، في خطاب ألقاه بالمناسبة أمام الملك الإسباني، بأن" أسباب التمرد عديدة والكاتب لا يستطيع أن يتجاهلها دون أن يخون ذاته"، كما دعا إلى العدالة الاجتماعية في ظل ظروف الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر منها الجارة الشمالية، كون المواطنين "لن يقدروا على تحمل العيش في وطن يسوده الفساد والفقر وعدم المساواة والمشاكل المعيشية كسياسية التفريغ الصادرة في حق مجموعة من الأسر، إضافة إلى مشكلة المهاجرين الذين يحاولون عبور سياج سبتة ومليلية". وقال الملك فيليبي السادس إن "غويتيسولو يجسد صورة الكاتب والناقد في آن واحد، إذ أنه يساهم في تنمية وعي المواطنين الإسبان ويدعوهم إلى الانقلاب على الأفكار المسبقة والتفكير في الماضي والحاضر من أجل مستقبل أفضل، كما يعتبر من بين المؤلفين الأكثر تأثيرا في العصر الحديث، ومن بين الوجوه البارزةلأدب ثربانتيس، بالنظر إلى ما تحمله كتاباته من معارف تغني المشهد الثقافي والتاريخي للمملكة الإيبرية"، وفق تعبيره. بمقابل ذلك، قال خوصي اغناسيو ويرت إن "غويتيسولو يشبه كثيرا رمز الآدب الإسباني "ميغيل دي ثربانتيس" ليس فقط في شخصيته وإنما في طريقة تناوله للمواضيع، حيث إنهما يختاران الأسلوب الهزلي والنقد لتمرير رسائلهما في قالب إبداعي متنوع يجمع بين أجناس مختلفة، كيف لا وهو من قال إن اللغة الإسبانية هي وطنه وجنسيته هي ثربانتيس، كما أنهما على دراية شاملة بالعالم المغاربي والعربي وبالديانة الإسلامية". ووجه صاحب "يوميات فلسطينية" كلمة الشكر للحضور، خاصة لمدير معهد "ثربانتيس" بيكتور غارسيا دي لكونتشا، ومدير أكاديمية اللغة الإسبانية دياريو بيا نويبا، وعبر عن سعادته بحضور الملك الإسباني فيليبي السادس رفقة زوجته اللذان ووصفهما ب"الشخصيتين اللطيفتين والمتواضعتين"، كما وعد قراءه ومحبيه بأنه سيبقى وفيا للقلم ومزاولة مهنة الكتابة والتي هي "إدمانه". وجدير بالذكر أن غويتسولو سبق له أن حاز جوائز أدبية أخرى، أبرزها "جائزة دون كيخوت" و"جائزة أوكتافيو باث للآداب" و"الجائزة الوطنية للأدب الإسباني" و"جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع"، كما أنه مرشح منذ سنوات لنيل نوبل للآداب.