تتواصل ردود الأفعال المغربية المستنكرة للزيارة المرتقبة للرئيس الإسرائيلي الأسبق، شمعون بيريز، إلى المغرب، لحضور اجتماع مبادرة "كلينتون العالمية للشرق الأوسط وأفريقيا" المزمع تنظيمه في مراكش يومي 5 و6 ماي القادم، لتطالب بمنع تلك الزيارة في حالة تأكيدها، واعتقال المسؤول الإسرائيلي فور وصوله إلى المغرب، لاعتباره "مُجرم حَرْب". الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، المقربة من جماعة العدل والإحسان، استنكرت الزيارة المرتقبة لمن وصفته "الرئيس السابق للكيان الصهيوني" و"كبير الإرهابيين الصهاينة"، معتبرة أن الخطوة "استهتار جديد بمشاعر الشعب المغربي المناصر للقضية الفلسطينية"، فيما دعت إلى "تكثيف الجهود من أجل منع هذه الزيارة، والانخراط في الأشكال الرافضة لها". بدورها نددت منظمة التجديد الطلابي فرع مراكش، في بلاغ مشترك مع المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان، المقربتان من حزب العدالة والتنمية، بشدة "لأي زيارة متوقعة لمجرم الحرب الصهيوني شيمون بيريز"، حيث طالبتا الدولة المغربية بمنعها في حالة تأكيدها مع "الوقوف بحزم أمام دعاة التطبيع وقطع الطريق على أي محاولة تسعى لذلك"، فيما أشارت إلى الموقف الرافض ل"التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت أي ذريعة كانت، ورفضنا القاطع لأي محاولة ترمي لجعل مراكش يوسف بن تاشفين قبلة للتطبيع". ويواصل نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي حملتهم المطالبة بمنع الزيارة، عبر هاشتاغ "أوقفوا_زيارة_المجرم_بيريز_للمغرب"، الذي ما يزال يحشد مزيداً من المناصرين ممن أعلنوا مطالبهم في جملة " حنا ضد هاد الزيارة والمطالبة بإلغاء الزيارة .. ما عندنا ما نديرو بهاد قاتل الأطفال في بلدنا الحبيب"، وهي المواقف التي قالوا إنها تعد خطوة أولى، حيث يعدون لوقفة احتجاجية قبل انطلاق الموعد العالمي بمراكش. وعمد النشطاء المغاربة إلى الاستعانة بموقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر دافوس العالمي عام 2009 إبان العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث قال أردوغان، الذي كان رئيسا لوزراء بلده وقتها، "أنتم قتلة أطفال وتفتخرون بذلك"، قبل أن ينصرف من جلسة المنتدى احتجاجا على جلوس بيريز ضمن الضيوف.. وهو ما وصفه النشطاء ب" المشهد البطولي". محمد بحو، أبرز الداعين إلى الاحتجاج من منصة موقع "فيسبوك"، استحضر سيرة الرئيس الإسرائيلي الأسبق، قائلا "شغل شيمون بيريز منصب وزير الدفاع للكيان الصهيوني ثم رئيس وزراء ثم نائب رئيس الوزراء ثم وزير المالية للكيان الغاصب.. أي أن هذا المجرم هو من دعائم الكيان الصهيوني إن لم نقل المسؤول رقم 1 لقيام هذا الكيان الغاصب ". وأضاف بحو "كل نقطة دم تهدر في فلسطين وكل هدم لجانب من المسجد الأقصى المبارك هو مسؤولية هذا المجرم بيريز.. مسؤول عن جميع الجرائم الى نهاية اسرائيل التي لا نشك لحظة انها واقع لا محالة "، قبل أن يتسائل مستغرباً "كيف يعقل وكيف يمكن أن يقال مع كل هذا أننا سنصمت على زيارة قاتل الأطفال بيريز لارضنا ووطننا هذا ؟!". وتنضاف هذه الموافق المستنكرة إلى بلاغ شديد اللهجة طالبت من خلاله "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" السلطاتِ المغربية بمنع دخول شمعون بيريز إلى المغرب، معتبرة أنّ السماح له بحضور اجتماع مراكش "إهانة لكرامة المغاربة واستفزازا لمشاعرهم واحتقارا لأرواح الشهداء المغاربة، الذين قتلتهم آلة الحرب الصهيونية الوحشية، في حارة المغاربة بالقدس و في غزة..".