على بُعْد أسبوعيْن من الاحتفال بعيد العمّال، أعلنتْ ثلاثُ مركزّيات نقابية، هي المنظمة الديمقراطية للشغل والاتحاد العامّ للشغالين، و"جناح الفاتحي" من الفدرالية الديمقراطية للشغل، عن تشكيل تحالفٍ ل "مواجهة السياسة الحكومية اللاشعبية" بحسب الشعار الذي اختارتْه التنظيمات الثلاث لتحالفها. وبشدّة انتقدت ذات النقابات السياسة الحكوميّة المتّبعة في المجال الاجتماعي، متهمة إياها ب"تجاهل معاناة الطبقة العاملة وعموم الشعب المغربي"، وركّزت النقابات في انتقادها للحكومة على الزيادات التي طالتْ أسعار المواد الاستهلاكيّة الأساسية، معتبرة أنّها "قتلت الطموح لدى عموم الموظفين والمعطلين وأجّجتْ حدّة الاحتقان الاجتماعي". وذهبت النقابات الثلاث إلى اتهام الحكومة بتهديد الاستقرار والسِّلْم الاجتماعيين، مُحمّلة إيّاها عواقب "هذا السلوك اللاشعبي"، وقال عبد الحميد الفاتحي، الكاتب العامّ للفدرالية الديمقراطية للشغل، إنّ التنسيقَ بيْن النقابات العمّالية الثلاث، جاءَ "للوقوف في وجْه الهجمة الحكوميّة الشرسة التي تحتاج إلى توسيع الجبهة الاجتماعية لوقف الخطر الدّاهم". التنسيق بيْن المركزيات النقابية الثلاث، الذي يأتي قبيْل الاحتفال بعيد العمّال، ليس تنسيقا مرحليّا، "بلْ هو تنسيق استراتيجي"، بحسب عبد الحميد الفاتحي، ويظهرُ أنَّ الصراع بيْن الحكومة ومختلف المركزيات النقابيّة جسرت هوة الخلافات بيْنها، وجعلْتها أكثر قابليّة للاتحاد، إذا قال الفاتحي "ما يجْمع المركزيات النقابية من مرجعيّات أكثر ممّا يفرّقها". وأيّدتْ فاطمة أفيد، الكاتبة العامّة للمنظمة الديمقراطية للتعليم، التابعة للمنظمة الديمقراطية للشغل، ما ذهبَ إليه الفاتحي بالقول "جميع النقابات العمالية في العالم تنسّق فيما بيْنها، فلماذا لا نخلق نحن جبهة موحّدة"، وأضافت "تنسيقنا اليوم استراتيجي، والهجوم الشرس للحكومة لا يستوجب التنسيق فحسْب، بل إحداثَ جبهة نقابية مَوسّعة لمواجهة التراجعات". ومضت أفيد قائلة: "نحنُ لا نزايدُ على الحكومة من باب المزايدات الإيديولوجية، بلْ لأنّها لا تستحقّ أن نسميها حكومة، بعْد تسجيل تراجعات كثيرة عن المكتسبات، وحتّى عن دستور 2011، بيْنما قال محمد كافي الشراط، الكاتب العام للاتحاد العامّ للشغالين "التنسيق له امتداد في جبهة المعارضة بكلّ مكوّناتها، ويدُنا ممدودة لكل النقابات الجادّة للانخراط في الجبهة". وبخصوص الحوار الاجتماعي بيْن الحكومة والمركزيات النقابية، قال عبد الحميد الفاتحي "أعطيْنا الحكومةَ ما يكفي من الوقت، غيْر أننا لم نصل إلى أيّ اتفاق ولمْ تقدّم الحكومة أيّ مقترح إيجابي، بلْ تراجعتْ عمّا تمّ الاتفاق عليه في اتفاق 26 أبريل 2011"، بيْنما وصفتْ فاطمة أفيد جلسات الحوار الاجتماعي بيْن الحكومة والنقابات العمّالية ب"المهزلة". ويبدو أنّ الحكومة ستجدُ نفسها في غضون الأيام القليلة القادمة في مواجهة "تحالفٍ نقابيّ سُداسيّ"، ففي حين تهدّدُ نقابات الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل (جناح عبد الرحمان العزوزي) بالتصعيد ضدّ الحكومة في حال عدم الاستجابة لمذكّرتها المطلبية، كشفت "نقابات لطفي والشراط والفاتحي"، من جهتها ،عنْ التحضير لتصعيد المواجهة. وأعلنت المنظمة الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين والفدرالية الديمقراطية للشغل (جناح الفاتحي) عن التحضير لمسيرات عمّالية مشتركة في كلّ من مدن فاس والقنيطرة وتطوان والدار البيضاء يوم 19 أبريل االجاري، "لإسماع صوْت المحرومين والمعذبين في الأرض" بحسب ما جاء في التصريح الصحافي المشترك بين النقابات الثلاث، كما أعلنتْ عنْ تخليد ذكرى فاتح ماي أيضا بشكل مشترك.