أكدت النائبة البرلمانية كجمولة منت أبي، أنها متشبثة بحزب التقدم والاشتراكية ولن تغادره، عكس ما روجت لذلك أوساط إعلامية في الآونة الأخيرة، مشيرة أنها لازلت عند رأيها بخصوص أحداث العيون، وأن البعض استعمل جرأتها في التعبير وتصريحاتها للطعن في قناعتها الوطنية. وأضافت منت أبي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن الكيفية التي تم بها تدبير "أحداث العيون" لم تكن سليمة، مضيفة أنه " كان من الممكن تجنب تدخل القوات العمومية لتفكيك مخيم "اكديم إزيك" لو تم التعامل مع المطالب بشكل موضوعي" ونددت منت أبي في حديثها ليومية "بيان اليوم" "باستغلال تلك الأحداث من طرف خصوم وحدتنا الترابية". وأوضحت منت أبي أن تصريحاتها المستقاة من الصحافة الإسبانية تعرضت للتحريف من طرف صحيفة مغربية واحدة، في إشارة ليومية "المساء" التي اتهم مديرها رشيد نيني، النائبة البرلمانية كجمولة بممارسة الابتزاز بغاية الحصول على منافع شخصية. وضحدت منت أبي مزاعم نيني بالقول:"لقد ذهبت الصحيفة المذكورة حد اتهامي بأني أملك فيلات داخل المغرب وخارجه، وهذا غير صحيح إطلاقا، وحتى وإن لم يكن ممنوعا قانونا، وإنني أتحدى هذه الجريدة أن تدلي للرأي العام بما لديها من حجج ودلائل حول مزاعمها، لا أطالب بأكثر من تنوير الرأي العام. وأدعوها إلى توضيح الحقيقة، بدل أن تقوم بمغالطة الرأي العام، وهذا لعمري هو الابتزاز الحقيقي. " وأشارت منت أبي التي التحقت بأرض الوطن في 1991 أنها" لا تحتاج لدروس من أحد في الوطنية" أنها عادت إلى المغرب "عن وعي وصدق، وليس من منطلق الارتزاق كما يريد البعض أن يوهم به الرأي العام أو يرسخه في أذهان المواطنين" على حد قول منت أبي. وأضافت منت أبي قائلة:" عقدت مؤتمرا صحافيا بمدريد في 14 نونبر 1991، وأعلنت خلاله أني سأعود إلى وطني مرفوعة الرأس، وقتها لم يكن أحد يستطيع القيام بمثل تلك الخطوة، فأين كان الآخرون؟ علما أني كنت عضوة في المكتب السياسي للبوليساريو ورئيسة الاتحاد النسائي الصحراوي، وأوضحت أمام وسائل الإعلام وقتها الأسباب التي دفعتني للعودة إلى بلدي المغرب. " وفي سياق أحداث العيون قالت النائبة البرلمانية كجمولة منت أبي أنها انتقدت الطريقة السيئة للسلطات المحلية في تدبير الملف، مثلما سبق لها انتقاد طريقة التدبير في السابق، بالإضافة إلى نهج المقاربة القبلية في معالجة المشاكل، وهي المقاربة التي ترى منت أبي أنها لن تجدي نفعا ولن يكون لها إلا تأثير سلبي على المجتمع الصحراوي. وأوضحت منت أبي أنها مستعدة للعمل رفقة حزب "التقدم والاشتراكية" للمساهمة في انخراط الأقاليم الجنوبية في الدينامية الوطنية، حتى تسود فيها التنمية على جميع المستويات وفي جميع القطاعات اسوة بباقي مناطق المغرب." وأشارت منت أبي أنه بعد الأحداث المؤسفة الأخيرة التي شهدتها مدينة العيون، يجب "الانكباب على جبر الضرر الجماعي للساكنة المتضررة" مع "تعميم التعويضات المادية على كل الذين لحقت بهم الخسائر أو تعرضت أملاكهم وممتلكاتهم للتخريب، سواء كانوا صحراويين أو غير صحراويين، والشروع في سياسة حقيقية للإدماج، وفق المقاربة الشمولية التي أعلن عنها جلالة الملك في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء." وأشادت منت أبي بمقترح الحكم الذاتي مُضيفة أنه مشروع يعبر عن إرادة وطموح "الإرادة الملكية من جهة وإرادة جميع الأحزاب السياسية والمجتمع المغربي عموما من أجل السير قدما في المسار الديمقراطي بغاية الوصول إلى مستوى أرقى من الممارسة في هذا المجال. وطموحنا هو التسوية النهائية والعادلة لملف قضية الصحراء". تقول منت أبي في ختام الحوار.