أعلنت هيئة الدفاع في قضية مجهول المصير، عبد اللطيف زروال، أنها أودعت، يوم الاثنين الماضي، شكاية مباشرة لدى قاضي التحقيق في المحكمة الجنائية بسلا، ضد رجل الاستخبارات السابق، قدور اليوسفي، وعدد من معاونيه الأمنيين..فضلا عن مسؤولين سابقين بمستشفى ابن سينا في الرباط، في وقت أقدمت عائلة المختطف حسين المانوزي على الخطوة نفسها، أي طرق باب القضاء. وقال النقيب عبد اللطيف بنعمرو، عميد هيئة الدفاع، المشكلة من النقيب عبد الرحيم الجامعي، والمحامي أحمد أيت بناصر، أول أمس الثلاثاء، في ندوة صحفية بالرباط، إن "الشكاية أودعت لدى قاضي التحقيق، بعدما تبين أن توجيهها إلى النيابة العامة طريق غير سالكة لفتح تحقيق في القضية". وأضاف بنعمرو أن "التهم المطالب التحقيق فيها، وفق مضمون الشكاية الموقعة من قبل والد ووالدة المختطف عبد اللطيف زروال، تشمل جريمة الاختطاف، والتعذيب، والتسبب في القتل العمدي، وإخفاء جثة ناتجة عن جريمة قتل بالنسبة للأمنيين، والتزوير واستعماله، بخصوص الأطر الطبية". وأكدت "لجنة كل الحقيقة حول مصير عبد اللطيف زروال"، في تصريح صحفي، تلاه الحقوقي عبد الإله بن عبد السلام، أن "عبد اللطيف زروال، العضو القيادي في منظمة إلى الأمام (سابقا)، اعتقل يوم 5 نونبر 1974 بالدارالبيضاء، في إطار حملات قمع، استهدفت الحركة التقدمية المغربية، وتعرض لتعذيب وحشي، على أيدي الجلاد قدور اليوسفي وزبانيته، بالمعتقل السري درب مولاي الشريف، ما أدى إلى استشهاده، يوم 14 نونبر 1974"، وفق ما جاء في نص التصريح. ووصف عبد القادر زروال، والد عبد اللطيف، ابنه المجهول المصير منذ 36 عاما، بأنه "مهندس منظمة إلى الأمام، وصاحب قضية وطنية إنسانية وعادلة"، مشددا، في كلمة مؤثرة ألقاها بالمناسبة، على أن غاية هذه اللجنة هو "إحقاق الحق وإزهاق الباطل، لمحاسبة المسؤولين، وتسلم رفات من اكتوى قلب والدته بنار الفراق منذ 36 سنة". وكشف الطيب مضماض، عن اللجنة المذكورة، أن "الشهيد عبد اللطيف زروال شعر بآلام حادة في المعدة لحظة تعرضه للتعذيب بدرب مولاي الشريف، فنقل إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، وسجل تحت اسم مزور، وسلمت شهادة طبية مزورة للشرطة، تشهد بأن الوفاة طبيعية، في تواطؤ بين إدارة المستشفى والمحققين، للتستر على جريمة راح ضحيتها شاب في الثالثة والعشرين من العمر". ومن المتوقع أن تكون "لجنة كل الحقيقة حول مصير عبد اللطيف زروال"، نظمت وقفة احتجاج، عصر أمس الثلاثاء، قبالة مقر ما يسمى "النقطة الثابتة الثالثة" بالرباط، (PF3)، الذي اقتيد إليه عدد من المناضلين بتهمة تهديد النظام، في سبعينيات القرن الماضي. من جهتها، وجهت عائلة مجهول المصير، حسين المانوزي، المختطف والمحتفي منذ سنة 1975، رسالة إلى وزير العدل، تخبره أنها قررت طرح الموضوع على القضاء المغربي. وكان حسين المانوزي، المناضل النقابي وعضو حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، اختطف من تونس، سنة 1972، وتمكن من الفرار من مركز الاعتقال السري "النقطة الثابتة 3"، بالرباط، سنة 1975، ثم ألقي عليه القبض، بعد ثلاثة أيام، ومن ذلك التاريخ، لم يظهر له أثر. *الصحراء المغربية :