لجأت سويسرا، العام الماضِي، إلى تسخير 41 رحلةً جويَّة، لأجل ترحيل مئات الأجانب، صوب بلدان مختلفة من العالم، سواء لتواجدهم بصورة شرعيَّة فوق التراب السويسرِي بمثابة مهاجرين، أوْ عدمِ كونهم أهلًا للحصُول على حقِّ اللجُوء. وتُوصف سويسرَا بكونها أرضًا للجُوء حول العالم، لدأبها على استقبال عددٍ مهمٍّ من اللاجئِين، حتى أنَّها آوت اليهود الفارِين من النازيَّة، في النصف الأول من القرن الماضي مع الحرب العالمية الثانية، كما أمَّتها شخصيَّات سياسيَّة كبرى مثل مثل لينينْ. وأفضت انتفاضات "الربيع العربِي" بحسب وكالة الأممالمتحدة للاجئين إلى زيادة الإقبال على سويسرا، حتى أنَّ طلبات اللجُوء المقدمَة إلى البلاد زادت بما بين 15 و20 ألفًا، اضطرَّت الحكُومة إلى وضع برنامجٍ للتعاطِي مع وضع اللاجئِين الأكثر هشاشة. وسطرت السلطات السويسريَّة برنامجًا لإعادة إيوَاء زهاء خمسمائة لاجئ، فضلا عنْ فتح إمكانيَّات التجمع العائلِي أمام عددٍ منهم لتخفيف مساعداتهم الاجتماعيَّة والإنسانيَّة، حيثُ يجرِي السمَاح للسُّوريين على الخصوص، بجلب أقاربهم من الخارج، وإنْ كانُوا لا ينتمُون وإيَّاهم إلى العائلَة النوويَّة نفسِها، دُون باقِي الجنسيَّات الأخرى التي تضطرُّها الحرُوب أوْ المضايقات أوْ الفقر إلى ترك أوطانها والبحث "الإلدُورادُو" الأوروبِي. هذا وعمدت السلطات السويسريَّة إلى ترحيل طالبِ لجوءٍ مغربي عبر البحر، في باخرة، وذلك بعد أن رفض مرتين أنْ يعُود عن طواعية إلى المغرب، في الوقت الذِي يرفض المغرب أنْ يستقبل لاجئين تمَّ ترحيلهم قسرًا إليه عبر الجو. وبحسب مصَادر سويسريَّة، فإنَّ طالب اللجُوء المغربيَّ فرض على السلطات السويسريَّة أنْ تجد صيغة مختلفة لترحيله، تقُوم على إرسال طالب اللجُوء المغربيِّ عبر الطائرة من سويسرا إلى فرنسا، ومن ثمَّ إكمال ترحيله صوب المغرب، على متن باخرة، وهي الطريقة التي لنْ ترفض معها السلطات المغربيَّة استقبال الشخص. بيدَ أنَّ الطريقة التي جرى بها ترحيلُ المغربي تظلُّ استثنائيَّة بحسب المصادر نفسها، ولنْ يتمَّ اللجُوء إليها بشكلٍ متواتر لمعالجة حالات بعض طالبِي اللُّجُوء الذين يرفضُون المغادرة، حيث ستواصلُ السلطات لجوءها المتعارف عليه إلى الطائرات.