في مشهد طفولي يتسم بغير قليل من الطيش والرعونة، وتحت تأثير تداعيات "الإشاعة" المتفشية في أحياء مدينة سلا، بخصوص اعتداء "منقبة" على النساء والفتيات دون أن يُعثر لها على أثر، قام تلميذ يدرس بإحدى المؤسسات التعليمية بتمارة، بتقمص هذا الدور على أرض الواقع. وعمد التلميذ المذكور إلى إخفاء وجهه بلثام أسود، ليبدو بمظهر فتاة تضع النقاب، ودون أن يعلم زملاؤه بهذا "المقلب"، حيث شرع في مطاردة زملائه وزميلاته في محيط المدرسة التي يتابع فيها دراسته، ما أفضى إلى حالة من الفزع والارتباك في صفوف التلاميذ، وأدى إلى اعتقاله سريعا. مصدر أمني مطلع أفاد بأن مصالح الشرطة بمدينة تمارة أوقفت طفلا قاصرا من مواليد سنة 2000، يتابع دراسته بثانوية إعدادية بالمدينة، وذلك على خلفية قيامه بمطاردة عدد من تلاميذ إحدى الثانويات، حيث كان يخفي وجهه كاملا باستعمال وشاح أسود، على شكل سيدة منقبة. وتشير المعطيات المتوفرة، حسب ذات المصدر، إلى أن التلميذ قام باستلام "حجاب" أسود من إحدى زميلاته، ووضعه على رأسه ووجهه قرب من الثانوية، الأمر الذي تسبب في حالة من الرعب بين التلاميذ، وخصوصا الإناث منهم، اللائي اعتقدن في البداية أن الأمر يتعلق ب"منقبة سلا". وتبعا للمصدر عينه، تدخلت عناصر الدائرة الرابعة للأمن بمدينة تمارة، مرفوقة بالفرقة المشتركة المكلفة بحماية المؤسسات التعليمية، حيث تم توقيف التلميذ المعني بالأمر، بناء على الأوصاف التي ذكرها عدد من التلاميذ الذين تم أخذ تصريحاتهم بعين المكان. وأورد المصدر الأمني أن "التلميذ تم الاستماع له بحضور ولي أمره، وأقر بالأفعال المنسوبة إليه، باعتبار أن الأمر برمته مجرد لعب طفولي"، مؤكدا أن هذه العملية تندرج في إطار التعامل الجدي والحازم مع الإشاعة التي الترويج لها في هذا المجال، والتي سبق أن نفتها مصالح الأمن بشكل قاطع في مناسبات سابقة".