لم يمرّ إدراج القضاء المصري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، "حماس"، ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية" في مصر، دون أن يثير الجدل والاستنكار داخل الأوساط المغربية الناشطة في مناصرة القضية الفلسطينية والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي رفضت الموقف المصري ووصفته ب"الجائر". الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، المقربة من جماعة العدل والإحسان، أدانت الموقف وطالبت السلطات المصرية، التي وصفتها ب"الانقلابيّة"، بالتراجع عنه "لما يمثله هذا الحكم الظالم من خدمة للكيان الصهيوني الغاشم"، مشددة على أن خيار المقاومة "هو الخيار الصحيح لاسترجاع أرض فلسطين والدفاع عن مقدسات الأمة". ودعت الهيئة، وفق بلاغ لها توصلت به هسبريس، السّلطات المغربية إلى إدانة "سياسات السلطات الانقلابية بمصر المتواطئة مع الكيان الصهيوني.. والحيلولة ضد أي عدوان يستهدف المقاومة"، كما طالبتها ب"دعم ونصرة المقاومة الفلسطينية.. وعلى رأسها حماس باعتبارها الحامية والمدافعة عن الشعب الفلسطيني من العدوان الصهيوني". من جهتهما، رفضت كل من "مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراقوفلسطين" و"الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني"، الحكم الذي أصدرته المحكمة المصرية قبل أيام، معتبرة أن توصيف حركة "حماس" بالمنظمة الإرهابية غير مقبول، حيث أوضح خالد السفياني، منسق "مجموعة العمل"، أن القرار "مخالف لوجهة نظر المنتظم الدولي"، مطالبا السلطات المصرية والقضاء المصري ب"التراجع عن هذا القرار في مرحلة الاستئناف". أما محمد بنجلون الأندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، فأشار، في تصريح صحافي، إلى أن "الشعوب العربية والإسلامية تعتبر حماس منظمة مقاومة فلسطينية.. وممثلة للشعب الفلسطيني"، مشددا على أن القرار المذكور و"المرفوض" من وجهة نظره، "يخدم الاحتلال الإسرائيلي"، داعيا السلطات المصرية إلى الاهتمام بمشكالها الداخلية واحترام الإرادة الفلسطينية. في السياق ذاته، دعت حركة "حماس"، الأطراف العربية إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة لتدارك قرار المحكمة المصرية اعتبار الحركة "منظمة إرهابية"، حيث وصف سامي أبو زهري، المُتحدّث باسم "حماس"، وفق بيان نُشر السبت الماضي، الموقف المصري ب"الانهيار والتدنّي" تجاه القضية الفلسطينية، فيما رحّب أبرز قادة الجيش الإسرائيلي، والمرشح لمنصب وزارة الدفاع، عاموس يادلين، بالقرار المصري على أنه " لا يفصل بين الجناح العسكري والجناح السياسي في المنظمات الإرهابية". وكانت محكمة القاهرة الخاصة بالأمور المُستعجلة، قد صدرت حكمها يوم السبت الماضي، يعتبر حركة "حماس" الفلسطينية "منظمة إرهابية"، في وقت سبق للمحكمة ذاتها أن أدرجت نهاية العام الماضي، "كتائب القسام"، الجناح العسكري ل"حماس"، "منظمة إرهابية"، لاتهامها بتنفيذ هجمات داخل الأراضي المصرية، خاصة في منطقة سيناء.