سلطت الصحف الاقتصادية الأسبوعية، الصادرة اليوم الجمعة، الضوء على المنتدى الدولي افريقيا والتنمية المنعقد مؤخرا بالدارالبيضاء والدورة الثالثة لمعرض "أليوتيس" المنظم بأكادير، وعادت إلى أقوى لحظات هاتين التظاهرتين. وأبرزت "فاينانس نيوز" في هذا السياق أن منتدى افريقيا والتنمية دعا الى رؤية مشتركة ترمي إلى تعزيز شراكات اقتصادية بين مختلف الدول الافريقية، مضيفة "أن البلدان الافريقية، التي تتوفر غالبيتها على استراتيجيات وطنية للتنمية، قد تنجح في إدراج هذه الاستراتيجيات في إطار شامل للسوق الدولي، بحيث يمر ذلك عبر آلية تنسيق هذه الاستراتيجيات عن طريق تضافر الجهود الإقليمية وتضافر طاقات مختلف المراكز الاقتصادية بافريقيا". وكتبت أن التظاهرة عرفت حضورا كبيرا وإقامة فضاء "سوق الاستثمار" باعتباره محورا للمخططات الوطنية للتنمية والمشاريع الكبرى التي تحظى بدعم كبار المسؤولين بالغابون والبنين وبوركينافاسو ومالي والكاميرون والسنغال والكوت ديفوار"، مضيفة أن 1700 من صناع القرار السياسي والاقتصادي مثلوا 23 بلدا، من ضمنها 17 بلدا افريقيا، شاركوا في هذا الملتقى الاقتصادي الدولي. وأبرزت "تشالانج" من جهتها أن العديد من المقاولات الكبيرة والمقاولات الصغيرة والمتوسطة المغربية نجحت في السنوات الأخيرة في الاستثمار بالقارة، مضيفة أن هذه المهمة الجسيمة أثبتت أن المغرب وشركاءه بالقارة بمقدورهم تغيير افريقيا القرن الÜ21. وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة، في مقال بعنوان "افريقيا أرض الاعمال" بأن المستثمرين حققوا، في 2013 نحو 1,2 مليار درهم، مضيفة أن الطموح الذي يحدوهم حاليا يتمثل في تحقيق إنجازات أفضل. وكتبت الصحيفة أن 1700 من صناع القرار السياسي والاقتصادي دعوا في اختتام المنتدى بالدارالبيضاء، السلطات العمومية إلى تيسير الاستثمار بالقطاع الخاص، مبرزة أن البنوك، كجهة ممولة، ستكون عماد التعاون جنوب-جنوب. وعادت "تشالانج" الى الدورة الثالثة لمعرض "أليوتيس" (من 18 الى 20 فبراير بأكادير) موضحة أن هذا الموعد شكل فرصة بالنسبة لوزير الفلاحة والصيد البحري لإبراز التقدم الذي تحقق بقطاع الصيد البحري منذ إطلاق استراتيجية "أليوتيس". وبلغ الإنتاج البحري 1,3 مليون طن في 2014 بما يشمل مختلف فروعه، وهو ما يمثل حوالي 82 في المئة من أهداف الاستراتيجية المذكورة في أفق 2020. وأولت صحيفة "لا في إيكو" بدورها اهتمامها لمعرض "أليوتيس"، مبرزة أن التحدي الرئيسي الذي يتعين مواجهته هو ضمان استمرارية الموارد البحرية. وأوضحت في هذا السياق أنه تم إطلاق العديد من المشاريع المهيكلة لهذا الغرض، مشيرة إلى إرساء برامج جديدة لإعادة تهيئة المصائد وإقامة بنيات تحتية جديدة للتسويق بموانئ الصيد. وأضافت الأسبوعية أن الرغبة في الحفاظ على الموارد تجلت عبر إصدار القانون المتعلق بمحاربة الصيد غير القانوني وغير المصرح به وغير المنظم وإعداد نصوصه التطبيقية. من جهة أخرى، أشارت (لافي إيكو) إلى عمليات المراقبة التي يقوم بها مدققو الحسابات في حال حدوث خلافات بينهم وبين المقاولة المعنية. وأبرزت الصحيفة، نقلا عن بنكيين ومدراء ماليين، أنه أضحى من المتواتر جدا أن ترى شهادات التصديق على الحسابات تتضمن فقرة من التحفظات. ونقلت عن مكوار، رئيس مكتب (فيداروك غرانت ثورنطون)، قوله إن سياق الأزمة الصعب والتوترات على مستوى الأصول المتداولة لا تؤدي بالضرورة إلى صياغة تحفظات إذا كانت المقاولة تأخذ بعين الاعتبار المقتضيات التي يمليها مدققو حساباتها. وإذا كان بعض الخبراء يعتبرون أن التحفظات تدل على أن المفتحصين كانوا على وعي بمسؤوليتهم، فإن آخرين يعتقدون أنها لا تدل على اختلالات مقصودة، حسب (لافي إيكو). وتحت عنوان "النسيج ينسج صوفه الأول"، تناولت (فينانس نيوز) عقود الأداء الأربعة المبرمة بين أرباب النسيج ووزارة الصناعة من أجل تحديث وإنعاش هذا القطاع. وأوضحت الصحيفة أنه تم إطلاق ثلاث منظومات صناعية (الدنيم "الجينز"، والموضة السريعة، والموزعون الصناعيون للعلامات الوطنية) وأن هذه الاتفاقيات ستخول إحداث 90 ألف منصب شغل في أفق 2020. وأضافت الأسبوعية أن "الدولة تلتزم بدعم القطاع ماليا، عبر وضع 95 هكتار من العقارات، منها 30,6 هكتار في الدارالبيضاء و22,6 هكتار في طنجة، و10,1 هكتار في فاس رهن إشارة المهنيين"، مبرزة أن الدولة ستقترح أيضا دعما ماليا للاستثمار يستمد من صندوق التنمية الصناعية (الذي تبلغ قيمته 20 مليار درهم للفترة 2015 - 2020). وعلى صعيد آخر، اهتمت (فينانس نيوز) بالطاقات الريحية، مشيرة إلى أن المغرب يشكل بوابة نحو إفريقيا على مستوى هذا السوق الواعد بقوة والذي لم يستغل بعد على الوجه الأمثل. وذكرت الصحيفة أن "غاميزا تتنافس إلى جانب أربعة مرشحين للفوز بطلب العروض الذي أطلقه المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمتعلق بمشاريع ريحية مندمجة بقدرة 850 ميغاواط. وتعتزم هذه الشركة الباسكية جعل المغرب مركزا لتوسعها". وأوضحت الأسبوعية أن القدرة الريحية المنشأة في إفريقيا والشرق الأوسط لا تزال ضعيفة جدا، مقارنة مع باقي القارات من خلال 2545 ميغاواط من القدرات المنشأة، مقابل 133 ألف و363 ميغاواط في أوروبا و114 ألف و763 في أمريكا الشمالية. وأضافت أن هذه التمثيلية الضعيفة للطاقات الريحية في الباقة الطاقية الإفريقية تجعل من القارة سوق المستقبل لهذا النوع من الطاقة. واعتبرت الصحيفة أن "المغرب تمكن رغم ذلك من تدارك التأخر المسجل في هذا القطاع"، مضيفة أن الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة بوأته اليوم مكانة رائدة إقليميا في هذا المجال من خلال 787 ميغاواط من القدرة الريحية المنشأة في نهاية 2014".