في إطار الديبلوماسية الموازية للمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية اتجاه قضية الوحدة الترابية للمملكة،وجه الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب محمد يتيم مراسلة للكاتب العام للمركزية النقابية البرازيلية CUT رييو دي جانيرو،قدم من خلالها توضيحات حول الأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة العيون،ردا على رسالة النقابة البرازيلية الموجهة للسفير المغربي بالبرازيل والتي تحدثت عن " وضعية الشعب الصحراوي بالأراضي الصحراوية المحتلة "، ومن خلالها نداء لملك المغرب طالبته ب: "تجنب العنف وردود الفعل ضد المواطنين العزل بالأراضي المحتلة"، كما طالبت النقابة المذكورة من الأممالمتحدة القيام بواجبها بتوفير الحماية لهم".يتيم أكد أنهم كمركزية نقابية من بين المركزيات النقابية الخمس الأكثر تمثيلا والممثلة في البرلمان المغربي ، وبقدر ما يعتز بتجربة النقابة البرازيلية السياسية والنقابية بالبرازيل وقدرتهم على الاستمرار في قيادة الشعب البرازيلي الذي أكد مرة أخرى من خلال الانتخابات الأخيرة تجاوبه مع النقابة المذكورة"، فإننا،يضيف يتيم، بكل أسف سجلنا باستغراب الموقف المتسرع الذي عبرتم عنه بخصوص النزاع القائم جنوب المملكة المغربية بالصحراء.مشيرا إلى أن " بلادنا عرفت مثل أقطار كثيرة من دول الجنوب موجات استعمارية فصلت خرائط المستعمرات وفق مصالحها الخاصة، ولم تسلم بلادنا من الاحتلال حيث عانينا لمدة 44 سنة من الاستعمار الفرنسي الذي استمر من 1912 ولم يخرج إلا سنة 1956، وبقيت أجزاء من شمال المغرب وجنوبه تحت الاحتلال الاسباني، الذي استمر إلى حدود سنة 1975، واضطر للخروج التدريجي من بلادنا بالجنوب، في حين لا زالت مدينتا سبته ومليلية وبعض الجزر المغربية مستعمرة لحد الآن، ولا زلنا نطالب بتحريرها بشكل سلمي".وزاد يتيم بقوله،"لقد رحل الاستعمار عن الصحراء، لكن أياديه لا زالت تحيك المؤامرات المتوالية، وتدفع ببعض الجهات ذات المصلحة وخاصة حكام الجزائر التواقين لمنفذ على المحيط الأطلسي لتحريك بعض الانفصاليين لزعزعة استقرار الوحدة الوطنية لبلادنا، التي ظلت على مر التاريخ مصانة، وكانت على الدوام جزءا لا يتجزأ من تراب الدولة المغربية. وأوضحت مراسلة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب أن ما اسمته النقابة البرازيلية عنفا ضد المواطنين العزل، ليس وصفا حقيقيا لما جرى بالعيون، التي عبر بعض سكانها عن مطالب اجتماعية صرفة، استغلتها شرذمة من الانفصاليين العاملين تحت إمرة المخابرات الجزائرية لتسييس المطالب، وإثارة الشغب بالاعتداء على القوات العمومية، التي تدخلت لحماية المواطنين المغاربة الصحراويين وممتلكاتهم، وفك الحصار الذي ضرب عليهم من قبل المليشيات المسلحة بالخناجر والسيوف والقنابل الحارقة، مما تسبب في استشهاد بعض أفراد القوات العمومية وجرح العديد منهم، علما بان هذه القوات لم تكن مسلحة. وتأسف يتيم لكون بعض الجهات المعادية للمغرب قلبت الحقائق، وروجت المغالطات والأكاذيب المكشوفة، وأصدرت مواقف لا علاقة لها بواقع النزاع بالمنطقة، ولا بما يجري فيها، ولا أدل على ذلك من استعمال تلك الجهات لصور أطفال معتدى عليهم تحت الاحتلال الاسرائلي بقطاع غزة، ولحادث عائلي مؤلم بمدينة الدارالبيضاء المغربية، على أساس أنهم ضحايا تدخل قمعي لقوات الأمن المغربية ، وترويج أخبار عن وجود مغاربة صحراويين من ضمن الضحايا في حين ثبت أنهم أحياء يرزقون، وهي كلها ،يضيف يتيم،سيناريوهات محبوكة استعملت كأنها وقائع جرت أطوارها بالعيون والهدف واحد طبعا هو تضليل الرأي العام الدولي وقلب الحقائق و استهداف الوحدة الوطنية واستقرار بلادنا. الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وجه في ذات السياق للمنظمة البرازيلية الدعوة لزيارة المغرب في الوقت الذي يراه قياديوها مناسبا للوقوف ميدانيا على الحقائق والتحرك بمطلق الحرية داخل الأقاليم الصحراوية جنوب المملكة المغربية والإطلاع عن كتب على مواقف كل قوى الشعب المغربي سياسيين ونقابيين ومجتمع مدني ومثقفين ومواطنين لإدراك حقيقة الوضع، وفهم جوهر النزاع المفتعل بالمنطقة،مضيفا أن استهداف العديد من مناطق العالم وخاصة دول العالم الثالث يجعلنا اليوم أكثر يقظة ضد المؤامرة التفتيتية للكيانات الوطنية، في الوقت الذي تسعى فيه الدول المتقدمة للتوحد وتجاوز رواسب المرحلة الاستعمارية.