شنت جبهة البوليساريو الانفصالية هجوما حادا على فرنسا، أياما قليلة بعد عودة الدفء تدريجيا إلى أوصال العلاقات بين الرباط وباريس، متهمة سياسييها بالانحياز الكامل والممنهج لأطروحة المغرب في نزاع الصحراء، على حساب ما تسميه مصالح "الشعب الصحراوي". واتهم ما يسمى بوزير خارجية جبهة البوليساريو الانفصالية، محمد سالم ولد السالك، أمس الثلاثاء أمام وسائل إعلامية دولية بالجزائر، الحكومة الفرنسية وسياسييها بالانحياز إلى "المامونية"، في إشارة إلى الفندق الشهير بمدينة مراكش الذي يأوي المشاهير وعددا من الساسة الفرنسيين. واسترسل القيادي بالجبهة الانفصالية بأن فرنسا تعاكس منطق ومسار التاريخ باستخدامها لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمناصرة المغرب، والوقوف في وجه ما وصفه بمصالح شعوب المغرب العربي، مشيرا إلى فرنسا تشكك في الحدود التي قامت برسمها بنفسها". وحظي منتدى "كرانس مونتانا" السويسري المزمع تنظيمه بمدينة الداخلة، في الفترة بين 12 و 14 مارس المقبل، بنصيب وافر من الانتقادات والتهديدات من طرف القيادي بجبهة البوليساريو، حيث وصفه بكونه "اغتصاب للشرعية الدولية"، ويناقض مبادئ القانون الدولي". وقال المدعو ولد السالك إن "منظمة الاتحاد الإفريقي والعديد من الفعاليات الدولية طالبت بمقاطعة المنتدى الذي يحاول المغرب تنظيمه بالتعاون مع المنظمة السويسرية "كرانس مونتانا" بمدينة الداخلة، في محاولة يائسة لتشريع الاحتلال وتسويقه" وفق تعبير القيادي الانفصالي. وهدد ولد السالك بأنه في حالة تنظيم منتدى "كرانس مونتانا" بمدينة الداخلة، فإن ذلك "من شأنه أن يفجر مواجهات في البلد، وبين طرفي نزاع الصحراء، مع تأثيرات ذلك على مجهودات السلام الأممية - الإفريقية الحالية"، مطالبا المنظمة السويسرية بإلغاء هذه التظاهرة. وكعادة الجبهة الانفصالية التي لا تمل من تكرار ذات الأسطوانة المشروخة، اتهم ولد السالك المغرب بأنه يتعمد إغراق دول الساحل والصحراء ودول شمال إفريقيا بالمخدرات"، مضيفا أن المملكة تسعى جاهدة إلى أن تتدفق المخدرات "بطريقة هجومية ومحمومة" على تلك المناطق. وطالب المسمى وزيرا للخارجية في الجمهورية الوهمية منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والأوروبي، بإجبار المملكة المغربية على الوقف الفوري لما وصفها بالسياسة الإجرامية التي تعتبر مصدراً للخلافات والحروب وعدم الاستقرار في المنطقة" على حد تعبيره.