أوضحت دراسة أمريكية حديثة، أجريت فى 4 بلدان أفريقية، أن جرعة واحدة من مكملات فيتامين (أ) تجعل الأطفال تحت سن 5 سنوات، أقل عرضة للإصابة بمرض الملاريا، الذى يهدد أكثر من نصف سكان العالم.. إذ ذكر الباحثون بكلية "جونز هوبكنز بلومبرج" للصحة العامة، أن فيتامين (أ) قد يحمي الأطفال من الإصابة بطفيل الملاريا الذي ينقله البعوض، وخاصة إذا ما تم إعطاؤها في ظل ظروف معينة، أثناء موسم الأمطار، عندما يكون بعوض الملاريا أكثر انتشارًا. وحلل الباحثون بيانات أكثر من 6100 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 59 شهرًا، من 4 بلدان جنوب الصحراء الكبرى الإفريقيّة الكبرى، وهي بوركينا فاسو وموزمبيق ورواندا والسنغال، وفق ما نشرته مجلة "الجمعية الأمريكية لتقدّم العلوم".. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تناولوا جرعة واحدة كبيرة من فيتامين (أ) كانوا أقل عرضة للإصابة بالملاريا بنسبة 54% عن غيرهم، مشيرين إلى أن الفيتامين يعمل على تعزيز الجهاز المناعى للجسم، ويحسن القدرة على محاربة العدوى. وقالت قائد فريق البحث، وهي العاملة بقسم الصحة الدولية في كلية "جونز هوبكنز بلومبرج"، الدكتورة ماريا غراسييلا: "وجدت أبحاثنا أن الأطفال الذين حصلوا على فيتامين (أ) التكميلي، كانوا أقل عرضة للإصابة بالملاريا، ونحن الآن بحاجة لاختبار هذا الفيتامين في تجربة سريرية عشوائية محكومة، لاكتشاف ما إذا كان يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمنع انتشار هذا المرض". ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الملاريا يشكل تهديدا لأكثر من نصف سكان العالم، ويعد القاتل الرئيسي للأطفال في بعض أجزاء من العالم، ويشكل تحديا كبيرا على الصحة العامة، ويتسبب فى وفاة أكثر من 7% من أطفال العالم تحت سنة الخامسة، كما أن أكثر من 80٪ من حالات الإصابة بالملاريا تحدث في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وداء الملاريا يتكون من طفيلي أحادي الخلية يُسمى المتصورة، وتقوم أنثى بعوض (الأنوفيلة) بالتقاط الطفيلي من الأشخاص المصابين بالعدوى، عند لدغهم، للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها، بعدها يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة، ولما تلدغ شخصاً آخر، تختلط الطفيليات بلعابها، وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ.. وبوسع الملاريا، إذا لم يُعالج بسرعة بواسطة أدوية ناجعة، أن يفتك بمن يُصاب به، وذلك عن طريق إصابة كرات الدم الحمراء بالعدوى وإتلافها، وسدّ الشعريات التي تحمل الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى. * وكالة أنباء الأناضول