بعد قيام مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) بزرع جواسيس داخل المنظَّمات والمراكز الإسلامية والمساجد في أمريكا، وقيام مكتب المخابرات البريطانية الداخلي بابتزاز وتهديد ومضايقة المهاجرين المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا لتجنيدهم كجواسيس، انضمت الأجهزة الأمنية الكندية إلى هذا السباق بتجنيدها عشرات المخبرين للتجسس على المساجد والمراكز الإسلامية في مدينة تورنتو، ومراقبة رواد المساجد. وقد كشف "خالد معمر" رئيس الاتحاد العربي الكندي، أكبر المنظمات الإسلامية في البلاد، عن تلقيه العديد من الشكاوى التي تؤكد تواجد عملاء المخابرات الكندية في كافة المساجد الرئيسية بمنطقة تورنتو. وكشفت الشكاوى عن قيام العملاء بتجنيد عدد من المخبرين لمساعدتهم، واستغلال بعض المسلمين للحصول على معلومات "حساسة" حول المصلين، مقابل منحهم أموالا ووعودا بتحسين أحوالهم المعيشية، بالإضافة إلى محاولة العملاء لقاء الزوجات المسلمات خلال ساعات العمل بدون علم أزواجهن، والضغط على الشباب لتقديم تقارير أمنية حول أصدقائهم وزملائهم في العمل، وربما يتم إجبارهم على تقديم معلومات بمقابل مادي. وأشار "معمر" إلى أن أئمة المساجد، والشباب الذي يعاني من البطالة، هم الهدف الرئيسي لهؤلاء العملاء، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هؤلاء المخبرين يقومون بتحقيقات لا أساس لها، تتسبب في تدمير حياة أسر كاملة. وأضاف "معمر"، في تصريح نقلته صحيفة تورنتو ستار الكندية: "المصلون لا يستطيعون الحديث بحرية داخل المساجد، ويشعرون بقلق شديد ويتصرفون بحرص" وتبريرا لذلك أعلنت الاستخبارات الكندية، على لسان المتحدث باسمها "تاهيرا مفتي" أن عملاءها يجمعون المعلومات لتقديم المشورة للحكومة حول أي تهديدات أمنية محتملة. مشيرا إلى أن المخابرات تعمل مع مختلف المجتمعات في كندا عن طريق برامج التوعية والتواصل، وتتلقى معلومات مفيدة من كافة شرائح المجتمع الكندي. لكنها عادة لا تتحدث علانية عن نشاطاتها ومصالحها وأساليبها". وهي التبريرات التي رفضتها الجالية المسلمة في كندا، والتي تقدر بنحو 700 ألف مسلم، أي قرابة 2% من إجمالي عدد السكان البالغ 32,8 مليون نسمة، موزعين في كل المدن الكندية، وبالأخص المدن الكبرى، مثل تورونتو ومونريال. وكشف "معمر" أن النشاطات التجسسية مستمرة منذ مدة طويلة، لكنها زادت بشكل ملحوظ خلال الشهور القليلة الماضية، مطالبًا بوقف فوري لما أسماه "النشاط الاستخباراتي السافر".