لازالت التحليلات والآراء تُتداول بشأن "المصالحة" بين المغرب ومصر، عقب لقاء وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بالملك محمد السادس، وإصدار بيان مشترك بين البلدين يتحدث بوضوح عن دعم القاهرة للوحدة الترابية للمملكة المغربية، وتأييدها للحل الأممي في نزاع الصحراء". ومن بين الآراء اللافتة في هذا الصدد ما أورده مساعد وزير الخارجية المصري السابق، عزمي خليفة، في قراءته للتقارب المغربي المصري بعد توتر مفاجئ بين البلدين، قائلا إن ما قصدته القاهرة ب"الوحدة الترابية للمغرب" ملف سبتة ومليلية الواقعتان تحت السيادة الاسبانية. وأبرز الدبلوماسي المصري السابق، في تصريحات نقلتها جريدة الدستور، بأن "ما قالته مصر على لسان وزير خارجيتها، سامح شكري، بأن القاهرة تدعم وحدة التراب المغربي، كان المقصود منه وحدة أراضي المغرب ضد المطامع الأسبانية"، في إشارة إلى ثغري سبتة ومليلية. وأكد الدبلوماسي ذاته أن "مصر تحرص على علاقات طيبة مع كل من الجزائر والمغرب"، مشيرا إلى أن "الصحف المغربية أو الجزائرية لا تعبر إلا عن نفسها، ولا تدل على موقف الدولة، وأن التلاسن الإعلامي لا ينبغي أن يجر الدول إلى مستنقع الانشقاق". السفير السابق، مصطفى عبد العزيز، قال بدوره في تصريحات صحفية إن "علاقة مصر بالمغرب والجزائر مهمة للغاية، ويجب ألا تنحاز لأي طرف على حساب الآخر"، وذلك في معرض تعليقه على الطريقة المثلى لتعاطي القاهرة في علاقاتها السياسية مع المغرب والجزائر. ويشرح الدبلوماسي السابق بأن "مصر في حاجة إلى الجزائر لوجود جالية مصرية كبيرة هناك، بالإضافة إلى توقيع مصر معهم اتفاقية لاستيراد الغاز، كما أن العديد من رجال الأعمال المصريين لهم استثمارات كبيرة في المغرب الشقيق" وفق تعبيره. وخلص دبلوماسيون مصريون إلى "ضرورة أن تنهج مصر المنهج المحايد، وأن تتبنى موقف الأممالمتحدة القاضي بضرورة إجراء مفاوضات وحوارات بين الطرفين لحل نزاع الصحراء بطريقة سلمية"، حتى لا تنجر القاهرة إلى مستنقع الصحراء، وفق تعبيرهم. وكانت صحف جزائرية قد أعربت عن غضبها من "المصالحة" بين المغرب ومصر على حساب الجزائر، وقالت صحف محلية إن "مصر تطوي الخلاف مع المغرب بالانقلاب على الجزائر". وأضافت أخرى بأن "مصر ضربت على الوتر الحساس بوضع ملف الصحراء على طاولة استعادة دفء العلاقات".