يعتمدُ المركز الكندي لرصد المناخ بكندا، على معدات جِدِّ متطورة، تمكنه من تتبع التقلبات المناخية، ورصد الاضطرابات الجوية التي من شأنها حمْلَ كميات كبيرة من الثلوج أو الأمطار، كما أنها تتتبع مسار تلك الاضطرابات، وتقوم بإخبار المواطنين قبل أيام من حلولها بمدنهم وقراهم، لاتّخاذ ما يَلْزمُ من تدابير واحتياطات. غيْر أنّ التنبؤات لا تكون صائبة في كل مرة، ففي بعض الأحيان، تغير الاضطرابات الجوية مسارها بشكل فُجائي، فتصبح المعطيات المعلن عنها مسبقا غير صحيحة؛ وفي أحيان أخرى تخطئ التنبؤات بالمرّة، كما حدث في ليلة الأحد - الإثنين، حيث أعلنت وكالة المناخ (Environnement Canada) خلال نهاية الأسبوع عن إمكانية تساقط حوالي 25 سنتيم من الثلوج بمدينة كيبيك عاصمة محافظة كيبيك. توقعات بخصوص تساقطات ثلجية هامة، تدفع المواطنين للاستعداد لمغادرة البيت باكرا، لأن الطرق تكون مزدحمة أكثر، لكن سكان العاصمة تفاجؤوا عند استيقاظهم صبيحة يوم الاثنين، حيث لم يتساقط شيء من الثلوج المتوقعة، اللهم بعض الأمطار التي تساهم في إزاحة الثلوج المتراكمة. ورغم الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، الذي عرفته كندا مؤخرا، إلا أن كميات الثلوج المتساقطة إلى حد الآن، تبقى قليلة مقارنة مع السنة الماضية؛ وتساقط الأمطار في فصل الشتاء، قد تكون له عواقب وخيمة إذا ما تبعه انخفاض حاد في درجة الحرارة، حيث تتحول البرك المائية، والمياه المتجمعة على الأرصفة، إلى جليد يصعب السّيْرُ فوقه. ويؤدّي تساقط الأمطار في فصل الشتاء بكندا إلى ارتفاع مهول في حالات الاصابة جراء السقوط، وتكتظ المستعجلات بالمصابين بكسور جراء وقوعهم على الأرض؛ كما أنَّ الخطوط السلكية تتضرر هي الأخرى، بفعل تراكم الجليد فوقها، حيث تسقط تباعا نتيجةَ الضغط الذي يسببه وزن الجليد. ويُعْتبرُ تتبّعُ أخبار الأرصاد الجوية بكندا، "تمرين" يومي يمارسه الكنديون بشكل مستمر، فلا تكاد تخلو دردشات داخل الأسرة، في العمل أو المقهى، أو غيرها، من تجاذب أطراف الحديث حول الأحوال المناخية السائدة، أو توقعات الأرصاد الجوية. ومَردُّ ذلك إلى أنّ الكنديين لا يحبون عنصر المفاجأة، كأنْ يطرق بابهم ضيف لا ينتظرونه، من قبيل اضطرابات جوية قوية، تحمل معها إعصارا، أو كميات هائلة من الثلوج، لذلك تجدهم يتحرَّون أخبار المناخ في كل مناسبة، ليستعدوا للضيف القادم بما يليق بمقامه.