انتقد سفير المغرب في إيطاليا، حسن أبو أيوب، ما أسماه "السياسة الأوربية التي جعلت من أوربا بيتا منغلقا على ذاته، وغير قابل لاندماج الثقافات الأخرى"، مبرزا أن "هذا الوضع لن يساعد على تقدم المجتمعات الأوربية"، وذلك في تعليق منه على الأحداث الإرهابية التي ضربت فرنسا أخيرا. وأكد أبو أيوب، في تصريحات لوكالة "أجي" الإيطالية، أن "الدول الأوربية ليس لديها مشروع جدي يفيد اندماج الثقافات الأخرى، يكون قائما بالأساس على استيعاب الاختلاف القائم بين مختلف الثقافات، حتى يتم إيجاد قيم مشتركة، وصولا إلى أرضية مشتركة للتعايش فيما بينها". وحسب السفير أبو أيوب، الذي تقلد عدة مسؤوليات وزارية ودبلوماسية قبل أن يستقر به المطاف بالعاصمة الإيطالية روما، فإنه "حتى بالنسبة للنموذج الفرنسي أو البريطاني الذي يعتبره البعض بمثابة النموذج الفلسفي للاندماج بأوربا، لم تكن له نتائج ملموسة" وفق تعبيره. وعزا السفير المغربي في الديار الإيطالية هذا الواقع إلى كون "مفهوم العلمانية نفسه لا يعترف بالاختلاف الثقافي"، مشيرا إلى أن "فضاء الحرية الذي تخلقه العلمانية مقتصر على النموذج اليهودي المسيحي، وغير قابل لشمل الخصوصيات الدينية الأخرى، وليس الإسلامية فقط". ووصف أبو أيوب السياسة الأوربية اتجاه الهجرة بأنها "كانت دون المستوى، وهو ما جعل من المهاجرين الذين أصبحوا يمثلون رأسمالا بشريا مهما للدول الأوربية، يتحولون إلى كائنات غريبة ليس بالنسبة لدول الاستقبال فقط، وإنما حتى بالنسبة لبلدانهم الأصلية". "وهذا جوهر المشكلة، يضيف السفير المغربي، الذي وقعت فيع البلدان الأوربية والدول الأصلية على السواء"، مشددا على ضرورة أن تفكر هذه البلدان في إيجاد فضاء متعدد الثقافات يعيش فيه هؤلاء المهاجرون، ودون ذلك فإنه "لا يمكننا أن نتفاجئ مما حدث مؤخرا في باريس". وكانت فرنسا قد عاشت أياما دموية، قبل قرابة أسبوعين، عندما هاجم متطرفان مقر جريدة "شارلي إيبدو" الساخرة المعروفة باستهزائها من الأديان السماوية، ما أسفر عن مقتل خمسة صحفيين وشرطيين، فضلا عن تفشي أجواء من التوتر والأعمال العدائية ضد الجالية المسلمة بفرنسا.