أجمع المتدخلون في ندوة الجمعية الرياضية لمشجعي نادي الكوكب المراكشي، على نبذ عنف الملاعب بكافة أشكاله، "لأنه يلحق الضرر بالنفس والجسد والاقتصاد" حسب ما أجمع عليه المتدخلون. وشدد الملتئمون بالندوة الرياضية على ضرورة العمل على تكوين خلية تفكير مشكلة من أمنيين وقانونيين وسلطة محلية وجمهور وأندية، لتهيئ منظومة وطنية تقدم للمسؤولين عن كرة القدم، مطالبين بالتفكير في طريقة لا يتم من خلالها حرمان القاصرين من الاستمتاع بالفرجة الكروية، والعمل على تخصيص مكان خاص لهم يكون تحت إشراف أطر تتولى مهمة تأطيرهم ومتابعتهم. وتناولت الندوة المنظمة، ظاهرة العنف التي تعرفها الملاعب الرياضية من زوايا مختلفة، حيث قام المتخصص النفسي عبد السلام بنعلي بتقيم مقاربة استحضرت التفاعل الذاتي والبين- شخصي، مؤكدا على أن الحماس الجماعي والحب النرجسي للفريق، سمتان تميزان الملاعب المغربية، "لذا يجب التفكير بشكل جماعي في صيغ متعددة، تخفف على رجل الأمن المتاعب التي يتعرض لها مع كل مباراة كرة قدم"، مؤكدا على أن فسح المجال للمتفرج بصيغة المؤنت ستساعد على التخفيف من العنف. وذكّر محام من هيئة مراكش، بالأحكام الزجرية التي وضعها المشرع، منها ما هو سالب للحرية، والتي تطال الفاعل و المساهم أيضا في فعل تخريبي للتجهيزات أو إلحاق ضرر أو عرقلة إجراء مباراة، مضيفا أن العقاب الزجري يطال أيضا المسؤولين عن النادي المستقبل و المنظمين، وحتى المضاربين في التذاكر. ونبّه المتحدث إلى ضرورة أخذ هذه القوانين بعين الاعتبار،" لما لها من انعكاسات سلبية على أسر المعتدي أو المعتدى عليه، و لها أثر سلبي أيضا على الاقتصاد، و تغيب المتعة عن الملاعب" يقول المحامي بهيئة مراكش. من جهته شدد عميد بولاية أمن مراكش، على أن الأولوية هي للوقاية والأمن وليست العقوبات الزجرية، وأضاف " لذلك يعمل الطاقم الأمني للملاعب، على تجريد الجمهور من كل ما يمكن أن يؤدي إلى عنف خطير"، مؤكدا أن كل ما يجري في الملعب يسجل بكاميرات، مما يساعد على محاسبة كل رجل أمن مخل بواجبه، وكل مشاغب محدث للفوضى. وأوضح المتحدث على أن رجل الأمن لا يتدخل بشكل عنيف، إلا في حالة الضرورة القصوى، وتحت توجيهات مضبوطة، مؤكدا أن كل سلوك مخالف للقوانين يعرض صاحبه للمحاسبة، وزاد موضحا " بعد كل مقابلة تتم عملية للتقييم، للوقوف على نقط الضعف والقوة، و الاختلالات التنظيمية"، داعيا الجمهور إلى مساعدة الأمن في التنظيم، باحترام القوانين الجاري بها العمل لتحقيق فرجة ممتعة للجميع.