في المدرسة تعلمت تحية العلم، وحب الوطن, وذات يوم تعرّضت { لتَحْميلة} أو لضربة من هراوة /كسر الهاء/ لأنني أنشدتُ نشيد أُمي أمي ما أغلاها، ومعلمي يصلي العصر في ركن من القسم، مع العلم انني تمدرست على حب الأم على يده حين كان يرد د على مسامعنا { ألأم مدرسة..} وكنت مُلحا فوق العادة، فسألته : معلمي ! ألا يجوز المزاوجة بين حب الوطن وحب الأم ؟ قال : نعم. وتعاقبت الأيام، وحب الوطن يلازمني .. نموت جميعا ويحيى الوطن . أين المشكل ؟؟ ليس ببعيد شاهدت رجلا على قناة مغربية ، يظهر أنه دَلف الّلسان ، قدم لنا عكس ذلك ، هو ومن استضافه، وقد زادهما ضوء ومكياج الاستوديو جمالا. الموضوع كان حول دولة مجاورة، بعد السؤال الخبيث لمقدم البرنامج، رد الضيف بذكاء الأغبياء: الدولة المجاورة لا قاعدة لها ولا هُويّة، ولا قانون, دولة العسكر والمغلوبين، وزاد و أطنب في معلوماته المجوفة. الرجل وجد ذاته فوق كرسي إذاعي, وفرصة سانحة أما مشجعه وهو على الخواء والهواء الطلق، ماضيا في إسْتكْنافه وتكبره في قدح قدرات الدولة المجاورة واحتقارقوميتها، ومسح حضارتها، جاهلا تاريخها العريق وإرْكيولوجيتها وخريطتها على الأرض ،كانت معبرا وإقامة للفاتحين العرب المسلمين، وأنها دولة مليون شهيد ، وبهذا يكون هذا الرجل، إجتث إجتثاثا لحضارة لا يمكن مسحها لا بمياه البحار، ولا برمال الصحاري. على ما أظن، نسي الجوار، وفي الحديث الشريف { الجار أحق بشفعة جاره } وأنكر الدين واللغة والدم المشترك، وأن من المواطنين منا يعيشون وسطهم ، ومواطنون منهم يعيشون وسطنا، ولدينا القرابة ، والأحفاد وعلاقة وووو . ويأتيه السؤال الآخر.. فيقول و شرارة العداء تتطاير من حوصلته : في مؤتمرنا بأمريكا أكدنا عن بناء نظرية القومية،ولغتنا، يعني لهجتنا، وتعميمها في جميع معمورة المغرب ، مع تشطيب لغة القرآن الدخيلة. أقول للرجل :ما تتمناه ليس مشكل، وان كانت الامنية لا تتلاءم والعصر، مادامت الفكرة ترفض لغة القرآن، وتنحاز والجماعة لتسويق رأس سنة ، وأعياد ، رمزا للتفرقة، علما أن رأس السنة مربوط بمولد نبي ورسول كعيسى و موسى ، وختامها السنة الهجرية المحمدية، لا بأسماء جلامد جمع جُلمود أو جلاميد منقوش على سطحا صور الماعز أو البقر، أو اخناتون. اذا كانت النظرية ايها الرجل، مبنية على حب واحترام الآخر ، ولا تعني الفساد في الأرض، وكراهية للغة القرآن، فقد تجد مساحة تستقر على مشارفها بأمان، وقد تتطور لتصبح أسد الغابة، وإلا لن تفلح النظرية، لأنها ثُمرٌ فاسدة من الأصل . { لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف فسوف نؤتيه اجرا عظيما . } وأنقلب بك الى الدولة المجاورة.. إذا كانت زوبعتهم لا تتلاءم وزوبعت وطننا، لنكن نحن أكثر خلقا، وعقلانية ، طلباً للعيش الكريم، بعيدين عن اشعال فتيل الفتنة والكراهية وحقن الدماء المشتركة ، لا نريد تصفية عرق ،يعيش على وجه الأرض، لا نريد مجاعة و عطشا للطرفين ، لا ندعم فكرة حمل السلاح ، والعيش في المخيمات ، لا ماء ولا خبز ولا دواء ولا مدرسة لبراعمنا . اذا كان ايها الرجل ومضيفك بالبرنامج ، والقادم من امريكا ،وأنت تمثل عينة من مناصري لهجة أو قبيلة ، ومأمور بأن تكشر عن انيابك ، لصناعة القدف ، عبر ديباجة صحفية معادية للعروبة ، فقد أمسكت بعصا لا تقدر على كسرهذا الشطر من بيت الشاعر { إنما الأمم الأخلاق ما بيقيت } { كَمَّلْ من عندك } ويبقى كلامك خدش في أعراض شعبين متجاورين من أجل تأجيج الفتن. أتمنى من الرجل أن يغير من تكاذبه وتسنجاته، والضيف على الخواء او الهواء الطلق عبر القناة ، عليه أن يستعمل في خطابه أزيز الفراشات، أو محارة تحمل لنا فواكه البحر ، نحن لا نعيش في أغباش الليل، ولا خير في لدغات الأفاعي، وأنا اعرف أن الطعام دوَّدَ فيما بين الدولتين المجاورتين ، وأسلوبك الهجومي لا يزيد في الطين بلة .