كعادتها السنوية، تستعد عاصمة النخيل لاستقبال ضيوفها العالميين، من عوالم الفن والرياضة والسياسة والأعمال والعلام، للاحتفاء بحلول السنة الميلادية الجديدة 2015، في فرصة استثنائية تتكرر كل عام، وتجعل من مراكش قبلة عالمية من فئة خمسة نجوم، فيما تعيش هذه الأيام على إيقاع استضافة عدد من التظاهرات الدولية، أخذت معها مدينة سبع رحال بصمة الجودة في التنظيم والضيافة. حقوق الإنسان العالمي وكانت مراكش الحمراء، قبل أسبوعين، على موعد مع أكبر تظاهرة حقوقية عالمية، تجلت في احتضانها للدورة الثانية من المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، بعد العاصمة البرازيلية برازيليا، في محفل حقوقي حضره نحو 7 آلاف مشارك من 95 دولة، يمثلون فاعلين حقوقيين من حكومات ومنظمات غير حكومية وخبراء ومؤسسات وطنية وهيئات دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة وفائزين بجائزة نوبل وسياسيين بارزين. الحصيلة النهائية للمنظمين كانت مشرفة، فالموعد العالمي تابعه 14 مليون شخص عبر العالم وبشكل مباشرد على مدى 4 أيام، فيما بلغ عدد المتابعات لمختلف فعاليات المنتدى نحو 30 مليون مشاهدة، على أن الحاضرين ناقشوا أزيد من 100 موضوع يهم مختلف قضايا حقوق الإنسان، في حين احتضنت مراكش بالموازاة مع ذلك، 169 نشاطا رياضيا وثقافيا وتكوينيا مختلفا. الفن السابع وانتظر المراكشيون يوم الجمعة ما قبل الماضي، ليشهدوا حفل افتتاح الدورة 14 من المهرجان الدولي للفيلم، الذي شدّ أنظار العالم الفني والإعلامي وعشاق الشاشة الكبيرة كل سنة، فاستقبلت ساحة جامع الفنا الشهيرة الفنان المصري، عادل إمام، الذي جرى تكريمه هذه السنة، حيث تحدى المئات برودة الطقس من أجل اللقاء وجها لوجه مع "الزعيم"، الذي طالما أمتع الشاشات العربية بأفلامه ومسرحياته فائقة النجاح. واستمرت فعاليات مهرجان مراكش إلى غاية السبت الماضي، باستعراض عشرات الأعمال الفنية القديمة والحديثة في عدد من صالات العرض السينمائية، وهو الموعد الذي توج الفيلم الروسي "قسم إعادة الإدماج" للمخرج إيفان تغيردوفسكي بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى)، في وقت آلت فيه لجنة التحكيم إلى الفيلم السويسري "حرب" للمخرج سيمون جاكمي، بينما تُوّج الفيلم الهندي "شغيل الحب" لأديتيا فيكرام سينكوبتا بجائزة أحسن إخراج.. إلى جانب تكريم الممثل البريطاني الحائز على الأوسكار جيريمي أيروز، والمنتجين المغربيين، زكرياء العلوي وخديجة العلمي، والممثل الأمريكي فيجو مورتنسن، بينما حلّت السينما اليابانية ضيفة شرف. أعراس كرة القدم الإقصاء المثير للجدل للمغرب من تنظيم كأس الأمم الافريقية للعام 2015، بعد رفضه ذلك بسبب داء إيبولا، لم يمنع من أن تهتز مراكش على إيقاع كرة القدم العالمية، حيث تحتضن عاصمة النخيل منافسات الدورة 11 من كأس العالم لﻷندية "الموندياليتو 2014"، مناصفة مع الرباط، في الفترة ما بين 10 و20 دجنبر الجاري، في استقبال لأقوى وأعرق الفرق العالمية. إلا أن كارثة المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، الذي تحول إلى مسبح مياه خلال مباراة ويسترن سيدني الأسترالي وكروز أزول المكسيكي، عجل بقرار اللجنة المنظمة للموندياليتو نقل مباراة نصف النهاية الأولى المقررة بين ريال مدريد الإسباني، وكروز أزول المكسيكي من المجمع الرياضي المنكوب إلى الملعب الكبير بمراكش في نفس التاريخ والتوقيت من مساء يوم غد الثلاثاء. وبعد مباريات "المغرب التطواني / أوكلاند سيتي النيوزيلاندي" و"وفاق سطيف الجزائري / أوكلاند سيتي"، و"كروز آزول المكسيكي – ويسترن سيدني الأسترالي"، يأتي الدور على مراكش لاحتضان باقي مباريات الموعد العالمي للكرة المستديرة، باحتضان مباريات نصف النهاية الأولى بين "كروز أزول المكسيكي / ريال مدريد الإسباني"، والثانية بين "سان لورينزو الأرجنتيني / أوكلاند سيتي"، وباقي المباريات الخاصة بالترتيب والنهاية. إلى جانب ذلك، يواصل منتدى "فوت اكسبو" الدولي في كرة القدم، استمراره في الظهور السنوي، حيث تحتضن مراكش نسخته الرابعة ابتداء من يوم 18 دجنبر وعلى مدى 3 أيام، إذ سينطلق هذا العام بعنوان "المغرب أرض كرة القدم"، بدعم وتنسيق بين وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مع متدخلين دوليين في حقل الكرة المستديرة. وعرفت النسخة السابقة حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، جوزيف بلاتر، بمشاركة 12 دولة و50 عارضا و20 محاضرا داخل وخارج المغرب، ضمنهم جوزيب ماريا برتوميو، رئيس نادي برشلونة، وجان ميشيل بنزي المستشار التقني للفيفا، فيما يرى المنظمون أن الموعد يشكل قاعدة افريقية لتبادل الخبرات والمعرفة ويتيح تعزيز شرعية كرة القدم المغربية عبر تبادل التكنولوجيا والخبرة والمهارات الكروية الاحترافية في القارة السمراء. أما مسك ختام العرس العالمي الكروي، الذي سيحتضنه الملعب الكبير أيضا بالمدينة الحمراء، فسيكون مع المباراة الودية التي ستجمع، يوم 30 دجنبر القادم، فريقي باريس سان جيرمان الفرنسي، بطل الليغ 1 للموسم الماضي، وفريق انتر ميلان الإيطالي، في سياق جولة قطر الشتوية، التي واظب فريق العاصمة الفرنسية على المشاركة فيها، خلال السنوات الأخيرة، في فترة التوقف الشتوي بالدوريات الأوروبية. رأس سنة 2015 قبل أشهر من الآن، تتوصل شركات الأمن الخاصة، المتواجدة في مراكش، والمعنية بالحراسة والحماية، بطلبات عدة من شخصيات عالمية، من عوالم السياسة والرياضة والفن والمال، من عدة دول غربية وخليجية، بغرض حجز الأجنحة الفخمة في الفنادق والإقامات المصنفة، وكذا ضمان توفير الحماية لهم ومرافقتهم أثناء فترة تواجدهم في عاصمة الخمس نجوم، إلى جانب الاحتياطات الأمنية التي تفرضها سلطات المدينة لصالح الضيوف الأجانب. ويوجد على قائمة الشخصيات المعروفة التي دأبت كل سنة على زيارة مراكش، للاحتفال برأس السنة، رؤساء ووزراء بعض الدول الغربية، في مقدمتهم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وزوجته كارلا بروني، وخليفته الأسبق في قصر الإيليزه، جاك شيراك وزوجته، وأيضا الملك السابق لإسبانيا، خوان كارلوس وأفراد من عائلته، فيما يتردد اسم الأمير الأسبق لقطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعقيلته الشيخة موزة بنت ناصر. في جانب آخر، اعتادت العاصمة الحمراء استقبال مشاهير ونجوم كرة القدم والفن السابع، وهو الأمر الذي يتكرر لاستقبال السنة الجديدة 2015، حيث سبق للمدينة ان استقبلت لاعبي المنتخب الفرنسي ونجوم فريقي ريال مدريدوبرشلونة، من قبيل زين الدين زيدان، وفرانك ريبيري، وتيري هنري وكريم بنزيمة وليونيل ميسي.