في الوقت الذي كان يرى عدد كبير من المغاربة أن أسرة التوائم الخمسة، التي رزقت بهم قبل أيام، قد أضحت تعيش "مأزقا حقيقيا" بعد تضاعف عدد أفرادها بطريقة غير متوقعة، انفتحت آفاق جديدة في وجه ذات النواة المجتمعيّة التي بقيت متشبثة بأطفالهّا رغم صعوبة الوضع الاقتصادي الذي يلف حياتها. فبعد أسبوعين من ولادة التوائم الخمسة، 3 ذكور وأنثيين، تسلم رب الأسرة محمد عاطف، صباح اليوم بمدينة المحمدية، شقة تبلغ مساحتها 131 مترا مربعا، أُهديت له ولأبنائه من طرف الطاهر بيمزاغ، رئيس "مؤسسة الطاهر للأعمال الإجتماعية"، وهو أيضا الرئيس المدير العام لشركة ناشطة في صناعة تحويليّة للحوم بذات المدينة.. كما جدّد الطاهر، بالمناسبة، وعده بتوفير عمل قار لرب الأسرة، وبأجر محترم يكفيه لسد تكاليف حياة أسرته. "المؤسسة كانت تنوي إهداء شقة مساحتها 67 مترا مربعا، إلا أن رئيسها أبى إلا أن تكون الشقة أفسح حتى تتمكّن الأسرة من العيش براحة داخل بيتها الجديد، ولأجل ذلك تم استبدالها بشقة ذات مساحة من 131 مترا مربعا" يقول ممثل عن المؤسسة الخيرية الواقفة وراء المبادرة ضمن تصريح لهسبريس. وزاد المتحدث، أن جميع غرف الشقة ومطبخها مجهزة ومفروشة، وأن أجمل المقتنيات ما تعلق بمستلزمات الأطفال وحاجياتهم، مؤكدا أن الغاية من هاته المبادرة تكمن في التأكيد على تضافر جهود المحسنين وتقديم يد المساعدة لجميع المغاربة الذين هم في حاجة إليها، إضافة إلى دعوة الناس للخير والمبادرة إليه مهما كان بسيطا.. كما أفاد ذات المتحدث، أن والد التوائم سيخضع قريبا لتأهيل مهني على نفقة المؤسسة الخيرية من أجل تمكينه من عمل قار يعينه على حسن تربية أبنائه والعناية بهم وصون كرامتهم. من جهته، أعرب محمد عاطف، في حديث مع هسبريس، عن فرحته وزوجته العارمة بعد تسلمه مفاتيح شقته الجديدة بمدينة المحمدية، مقدما عبارات الشكر لمؤسسة الطاهر للأعمال الاجتماعية، ولجميع المغاربة الذين هاتفوه وسألوا عن أحواله وقدَّموا له الدعم، من داخل المغرب وخارج أرض الوطن. وكان عاطف قد شدَّد، خلال حديث سابق مع هسبريس، على أنه متشبِّث بتربية أبنائه الستة - ابنُه البكر وتوائمه الخمسة- في بيت واحد وكَنَف أسرة واحدة، ولو بين جدران "بَرَّاكة" بكاريان سيدي مومن القديم بالدار البيضاء، مشتكيا من "سوء المسكن الذي يقطنه وكونه غير قادر على تأمين سكن كريم لأبنائه بسبب عمله غير القار كبائع متجول".. كما كشف عاطف عن وصايا الأطباء بالعناية الشديدة بالتوائم الخمسة، وعدم تعرُّضهم للبرد وحاجتهم إلى الحليب الاصطناعي وجميع مقتنيات الرضع من ملابس وحَفاظَّات وأغطية وتطبيب وغيرها، الأمور التي لا يستطيع تأمينها. إلى ذلك، علمت هسبريس، أن شركة مشتغلة في مجال تصنيع الحفاظات، تكلفت هي الأخرى باحتضان التوائم الخمسة والابن البكر والأم بكل ما يحتاجه الصغار من حفّاظات وحليب للرضع، زيادة على التطبيب، وذلك حتى بلوغ الأطفال سن الرشد.