إطلاقٌ للاتهاماتٌ صوبَ أكثر منْ جهةٍ طبعَ ندوةً دوليَّةً عقدهَا متعاطفُون مع البُوليساريُو، أطلقوها من مدرِيد، بحيث لمْ يكتفِ مسؤُولُو الجبهة بمهاجمَة المغرب، فراحُوا يشملُون فرنسا وإسبانيَا ومجْملَ المجتمع الدولِي بال"عتاب". البوليساريُو فتحتْ نيرانهَا مجددًا على فرنسا، محملَةً إيَّاهَا جانبًا من مسؤوليَّة تعثر المفاوضات بين المغرب والبوليساريُو؛ بالقول إنَّ بارِيس لا تدعمُ جهُود المبعوث الشخصِي للأمين العام للأمم المتحدَة إلى الصحراء، كريستوفر رُوس.. كما لمْ تسلم إسبانيَا، التِي عادت إلى التقارب مع المغرب، منذُ فترة، منْ هجُوم "البوليساريُو، فحمَّلها البيانُ الختامِي، ما قالَ إنَّها مسؤوليات خطيرة في الملف، يتوجبُ إزاءهَا الانبرَاء للتصحيح. البوليساريُو دافعتْ بشدَّة عن حاضنتها الجزائر، واعتبرتْ حديث المغرب عن كونها طرفًا رئيسًا في الصراع، مجرد أكاذِيب ملفقة، فِيما كان ملكُ المغرب قدْ شددَ فِي خطابه بمناسبة الذكرى ال39 للمسيرة الخضْراء، أنَّ من غير الممكن الحديث عن حلٍّ للنزاع دون الجزائر. منسقُ جبهة البُوليساريُو مع بعثَة المينورسُو، أمحمد خدَّاد، أبدَى تنديدهُ بالموقف الفرنسي وثباته على سياسة مؤيدَة للمغرب، متهمًا بارِيس برفض دعم جُهود الأممالمتحدة، ومساعِي المبعُوث الشخصِي لأمينها العام، كريستُوفر رُوس، الذِي يعملُ بحسب أخداد، على توفير الشروط الواتية لإجراء مفاوضات. المسؤُول في البوليساريُو اتهمَ في معرض تدخله في الندوة الأوروبيَّة ال39 للتضامن مع الجبهة الانفصاليَّة المغرب بالتَّماطُل، ورفض التعاون مع الأمم المتحدَة منذُ 2012، قائًلًا إنَّ ما يقوم به المغرب لا يعرقلُ إيجادَ حلٍّ فحسب وإنَّما يفتحُ المجال لإمكانيَّة استئناف القتَال. وشجب البيانُ الختامِي للندوة رفضَ المغرب تعيين الاتحاد الإفريقي، جواكِيم ألبرتُو شيصانُو، مبعوثًا لهُ إلى الصحراء، بالموازاةِ مع منع السلطات المغربيَّة نشطَاء انفصاليِّين ووفودًا تروجُ لأطروحتهَا من دخُول الأقالِيم الجنوبيَّة. ويأتِي تنظيمُ الندوة الدوليَّة في العاصمة الإسبانيَّة، تزامنًا مع حلُول ذكرى توقيع اتفاقيَّة مدرِيد الثلاثيَّة بين كلٍّ من المغرب وموريتانيَا وإسبانيا، في الرابع عشر من نونبر سنة 1975، والتي تنازَلت مدرِيد بمقتضاها عن الصحراء للبلدين المغاربيَّين، في بداية الأمر.. وترى البوليساريُو، عبر ما نقلهُ مسؤولوها في الندوة، أنَّ اللحظة الراهنة باتتْ حاسمة، مبديةً تفاؤلهَا إزاء ما قالتْ إنَّه اتساعٌ لقاعدَة المتعاطفِين معهَا، في الخارج، حيثُ تراهنُ على كسب التأييد الدولِي.