أثارت تصريحات الباحث والناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، بخصوص أصل وجذور العلم المغربي، عندما نسبه إلى المقيم العام الفرنسي الجنرال ليوطي، وموسيقى النشيد الوطني، جدلا بين من يؤيد هذا الطرح، ومن يعارضه بالاستدلال بحيثيات تمتح من تاريخ المغرب المعاصر. وكان عصيد قد دبج مقالا نشرته هسبريس وسمه بعنوان "دلالات العلم الوطني في التظاهرات المضادّة لحقوق الإنسان"، قال فيه إن "العلم في الدول العريقة في الديمقراطية يرمز لتاريخ طويل من التضحيات، في الوقت الذي يرتبط فيه علمنا الوطني بحيثيات مغايرة تماما". وأفاد عصيد بأن "العلم الوطني وضعه المقيم العام الفرنسي، بجانب موسيقى النشيد الوطني، وكان المقيم العام الماريشال ليوطي ممثل سلطة "المخزن" في مواجهة القبائل المتمردة في عهد الحماية، والتي تكفلت الجيوش الفرنسية ب"تهدئتها"، ثم أصبح علما للسلطة بعد الاستقلال". رأي عصيد يذهب إليه أيضا عدد من الباحثين، من بينهم الناشط الأمازيغي عبد الله بنحسي، الذي سبق له أن دبج مقالا ذكر فيه أنه "لم يكن غريبا أن يكون الماريشال الفرنسي ليوطي وراء تصميم الراية المغربية الحالية، وتلحين النشيد الوطني كما نعرفه اليوم". ويشرح الناشط "الرجل كان ملكيا في خدمة الجمهورية خاصة بعد تعيينه مقيما عاما بالمغرب عقب توقيع معاهدة الحماية، فكان أن وجد الجو مهيئا ليطبق أفكاره الملكية، بعد 2زاحة السلطان مولاي حفيظ 1908-1912 وتعويضه بأخيه مولاي يوسف 1912-1927 من أجل تسريع التوقيع الظهير المؤسس للمؤسسات الملكية المغربية . وتابع "القرار الأول كان دفع السلطان مولاي يوسف لتوقيع الظهير المتعلق بالعلم الوطني في 17 نونبر 1915 الذي يحدد بأنه "بسبب النماء الذي تعرفه المملكة الشريفة وبإشعاعها ومن أجل إعطائها رمزا يميزها بين الأمم الأخرى، ولكي لا يكون خلط بينه وبين الأعلام التي أبدعها أسلافنا، قررنا تمييز علمنا بتزيينه في الوسط بخاتم سليمان ذو خمس فروع باللون الأخضر". تصميم ملوك المغرب هذا الطرح يرفضه محمد دكوج، الباحث في تاريخ المغرب الحديث، حيث قال في تصريحات لهسبريس، إن ادعاء أن العلم المغربي من وضع الجنرال ليوطي والاستعمار الفرنسي، يعتبر زعما غير صائب، ولا يستند إلى وقائع وبراهين تاريخية ذات حجية". وأكد الباحث أن السلطان محمد الخامس هو من أمر بإضافة النجمة الخماسية الخضراء الحالية إلى العلم الوطني، تفعيلا لظهير ملكي أصدره والده السلطان يوسف، باعتبار أن العلم كان في الأصل عبارة عن راية حمراء بالكامل، وليس بداخلها أي رمز، وهو العلم الذي كان معتمدا منذ منتصف القرن السابع عشر. وفسر الباحث الجدل الذي يثار حول تصميم العلم الوطني من لدن المقيم العام ليوطي، بإيعاز من الاستعمار الفرنسي، بأن الظهير الذي أحدثه السلطان محمد الخامس بإضافة نجمة وسط الراية الحمراء لم يكن ليُطبق دون مصادقة من الإدارة الفرنسية، وهو ما جهل البعض يتحدث بجهل عن دور فرنسا في تصميم العلم الوطني. وبالرجوع إلى بعض كتب التاريخ، يؤكد المؤرخ عبد الله الجراري في كتابه "الغاية من رفع الراية" إن "لون الراية المغربية خالصة الحمرة.. أضيف إليها أيام السلطان المغفور له المولى يوسف: الخاتم السليماني بحجة امتيازها عن غيرها، فأصدر طيب الله ثراه ظهيرا شريفا مؤرخا بتاسع محرم 1334ه الموافق 17 نوفمبر 1915 في وصف الراية. ويقول نص الظهير "نظرا لترقي شؤون مملكتنا الشريفة وانتشار ألوية مجدها وفخارها، ولما اقتضته الأحوال من تخصيصها براية تميزها عن غيرها من بقية الممالك، وحيث كانت راية أسلافنا المقدسين تشبه بعض الرايات وخصوصا المستعملة في الإشارات البحرية، اقتضى نظرنا الشريف تمييز رايتنا السعيدة بجعل الخاتم السليماني المخمس في وسطها باللون الأخضر".