على أطراف مدينة زاكورة يقع متحف "تيسركات" للأدوات التراثية حيث تتوفر أجواء تحاكي الحياة كما كانت في واحات الصحراء قبل 50 عاما مضت.. ويقود زقاق ضيق إلى المتحف الذي يلخص حياة قبائل درعة، بينما تضم المنشأة ما كانت الساكنة تستخدمه من أدوات قبل سنين. والمتحف عبارة عن منزل تقليدي، جدرانه من طين وسقفه من سعف وجذوع النخيل والقصب، وقد حوَّله عزيز ناجي، أحد المهتمين بالتراث المحلي، قبل عشر سنوات، إلى متحف.. أمّا بوجمعة زناك، حارس المتحف وأحد المهتمين بتاريخ درعة، يصاحب الزائرين إلى داخل أروقته، ويشرح لهم كيفية استعمل سكان الواحات، ورحل المنطقة، عشرات الأدوات التي تداولها التطور بتوالي الأعوام. في مدخل المتحف يوجد رواق يضم أدوات الفلاحة، من محاريث وشِبَاك تستعمل لنقل المنتجات الزراعية على الدواب، إضافة إلى أدوات لاستخراج الماء من الآبار.. ويقول زناك: "هذه الأدوات تنسجم والطبيعة التي عاش فيها سكان درعة، حيث كل شيء مصنوع إما من خشب النخيل وبعض الأشجار، أو وبر الجمال وصوف الغنم، وغيرها من المواد الأولية التي توفرها الطبيعة".. ووفقا لزناك فإنّ "المتحف يجعل الزائر يفهم في ظرف وجيز، كيف كان يعيش سكان درعة، حيث كانت الحياة بدائية والأدوات نادرة جدا". وبالإضافة إلى الرواق الذي يضم الأدوات الفلاحية يوجد رواق آخر يضم الموازين التي كانت تستعمل قبل حوالي 50 سنة بالمنطقة، والكمائن التي كانت تستعمل لصيد الحيوانات، حيث لكل منها كمينا خاصا حسب حجمه وطبيعته، حسب زناك. كما يتوفر رواق يضم عددا من النوافذ الخشبية، والأبواب المختلفة الأحجام، ويوضح زناك أن "الأبواب الكبيرة كانت تستعمل لمداخل القصور، والأبواب المتوسطة كانت تستعمل في مداخل الأزقة بينما الصغيرة تستعمل لمداخل البيوت بينما الأصغر تستعمل للغرف". وبحسب حارس المتحف: "يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الأدوات في متحف تسركاتوهي أدوات خاصة بقبائل دراوة، وأخرى بقبائل عريب، وثالثة خاصة بقبائل أيت عطا الأمازيغية، وهي من أبرز القبائل التي عاشت ولا تزال بالمنطقة". * وكالة أنباء الأناضول