(الحلقة الثانية) كتبت الحلقة الأولى مع نهاية شهر أبريل 2013، نشرت على الصفحات الإلكترونية لجريدة هيسبريس، بعد الأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء إثر أحداث الشغب و العنف التي تجاوزت كل الحدود و الأعراف و المقاييس لتصبح أشبه بتمرد مدني، و كنت أول من أسمها بالخميس الأسود يومها، و تحدثت عن ارتباط الرياضة اليوم بالعديد من القطاعات لعل أهمها الجاسوسية و الاستعمال، بعد سنة و نصف لم يجد مقالي الأذان الصاغية كما هو الحال مع العديد من الدراسات الكتابات في مجال المنشطات إلى أن وقع الفأس في الرأس و كأني أصرخ في واد عميق أو ما فهمته أني أزعج لوبي الرياضة المتحكم في كل شيء؛ بعد سنة و نصف سأكرر ما يلي و أحمل المسؤولية للمسؤولين كلهم بدون استثناء، إن الرياضة بالمغرب، اليوم مخترقة من قبل أعداء الوطن، إن الرياضة اليوم تستعمل لتقليص دور المغرب الإقليمي و الدولي، إن الرياضة اليوم تستعمل لخلق ألا أمن بالمغرب، إن الرياضة اليوم أضحت إحدى قنوات التجسس على المغرب من خلال تصيد البعثات الرياضية المغربية خصوصا الرؤساء و التقنيين و الإداريين المرافقين لهذه البعثات قصد امتصاص المعلومات مهما قلت أو ثمنت قيمتها، إن الرياضة بالمغرب باتت إحدى أسود نقطته، إن الرياضة اليوم أضحت ثقبا في عجلة المجهود الكبير الذي يقوم به المغرب من أجل ولوج عالم القوى الصاعدة، إن الرياضة اليوم و هي كذلك مجال للتسكع و تفريغ حمولة تناول الخمور و استهلاك المخدرات و تدمير الطاقات، و الاسترزاق بمختلف ألوانها هناك من يسترزق بربطة عنق أو بقميص رياضي أو بقلم و ميكروفون أو من وراء مكتب و هاتف بل من وراء حجب، إن الرياضة بالمغرب لهي اليوم، العامل الرئيس للعديد من الآفات الاجتماعية، إن الرياضة بالمغرب اليوم أصبحت كبيت الزانية تؤتى من كل ناحية، تؤتى من النتائج، من التدبير، من القوانين و الأنظمة والجموع العامة، من الشغب و المنشطات و الحريك و تزوير الأعمار، من محاربة الأطر المغربية الدولية ، تؤتى بالتدجين، تؤتى من قبل جمعيات تسمى جمعيات المساندين للفرق التي أصبحت تهدد استقرار المغرب عن قصد او غير قصد هذا ما ينبغي على قسم الأمن الرياضي التابعة للأمن الوطني، التحقق منه، مثل هذه الجمعيات التي تسمى إلترا لابد من التدقيق في أدبياتها الأقرب إلى العنصرية، فهي مبنية على الولاء للفريق و العداء لكل منافس لهذا الأخير بل إن الشعارات تضرب في مقتل قيم و أخلاق الرياضة، هذه الإلترا في هيكلتها التنظيمية يجعلها سهلت الاختراق قصد الاستعمال، فهيكلتها العملية على الأرض أفقية، الكل أمير و الكل مأمور و الكل يقول و الكل ينظر و الكل يجسد، في لحظة ما لا تدري مع من أنت و من يقوم بماذا و لماذا و متى؟ يضيع دم المسؤولية المهدور بين المدرجات و الشوارع و بين نفوس بريئة تزهق، و أطفال في عمر الزهور تحبس، و الأخطر سمعة المغرب المستقر التي نؤدي ثمنها غاليا نحن المغاربة سواء مسؤولين أو مواطنين، هذه السمعة التي تزعج العديد، تصبح اليوم أمانة في عنق كل المغاربة المدعوين إلى محاربة كل الآفات الرياضية الفتاكة بشكل مسؤول و وازن و أكاديمي و فعال، بعيدا عن بعض الأبواق و ما بعض الأقلام المأجورتين التي تغلط أصحاب القرار، المسخرتين من قبل بعض موظفي الريع الرياضي سواء الحكومي أو المنتخب. فحذار مرة ثانية و بعد سنة و نصف أجدد تحذيري للجميع، الرياضة بالمغرب أصبحت كابوسا يهدد الأمن القومي المغربي الغالي. في الختام أطرح السؤوال الأتي: عندما ندقق في أحداث الشغب الكبرى التي عرفتها الرياضة المغربية سنجد أن الإلترا المساند لفريق الجيش الملكي لكرة القدم متورط بشكل كبير في هذا الانزلاق الغير مقبول سواء الخميس الاسود أو الأحد الدامي ( الماضي)، ليطرح التعجب و الاستغراب و التساؤل أليس المقصود بالمقام الأول وقبل كل شيء فريق الجيش الملكي الأكثر تتويجا إفريقيا و … و ما يحمله هذا الفريق من دلالة رمزية لمؤسسة عزيزة على كل مغربي أبي فخور بمغربيته؟ ربي اجعل هذا البلد آمنا و ارزق أهله من كل الثمرات.